الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والسعودية.. جناحا السلام العربي

الإمارات والسعودية.. جناحا السلام العربي
23 سبتمبر 2018 03:24

دينا مصطفى (أبوظبي)

اتسمت السياسة الخارجية الإماراتية السعودية، بالاتزان والحكمة والرصانة، وابتعدت الدولتان عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، ووقفتا بجانب الحكومات الشرعية، وقدمتا وسائل الدعم والمساندة كافة للأشقاء العرب شرقاً وغرباً، وكانتا من أوائل الدول التي ساندت العرب في مساراتهم السياسية كافة، فكانت أبوظبي والرياض من أوائل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية والأشقاء في سوريا والعراق ومصر، وحجرا زاوية في توحيد البيت الخليجي، لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.

قضية العرب الأولى
وشاركت السعودية في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة، بحل القضية الفلسطينية، ابتداءً من مؤتمر مدريد، وانتهاءً بخريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، التي اقترحتها المملكة، وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد في قمة بيروت مارس 2002م لحل النزاع العربي الإسرائيلي. كما طالبت كل من الإمارات والمملكة من إسرائيل الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تنص على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية كافة، المحتلة منذ عام 1967م، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني.
كما دانت الدولتان قيام إسرائيل ببناء الجدار العازل الذي يضم أراضي فلسطينية واسعة، وتقدمت المملكة بمذكرة احتجاج لمحكمة العدل الدولية في لاهاي تدين فيها قيام إسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري، وصدر قرار المحكمة بعدم شرعية هذا الجدار بمطالبة إسرائيل بإزالته.
وقدمت الدولتان الدعم المادي والمعنوي للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وكانت المساعدات الإماراتية بمثابة شريان حياة للأهالي، في مختلف الظروف، ولم تنقطع عن قطاع غزة في الحرب والسلم، وتنوعت بين مساعدات إغاثية وغذائية ورمضانية وكسوة الأعياد وصيانة المدارس وتوفير المستلزمات المدرسية، والمساعدات الطبية.
وتأتي المساعدات التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين منذ عشرات السنين امتداداً لنهج العطاء والحب لفلسطين الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصلت الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، النهج، باستعدادها الكبير الدائم والمتواصل للمساهمة في عملية بناء وتنمية فلسطين، وعززت وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة المفصلية والحاسمة في تاريخه.
كما بادرت المملكة العربية السعودية في مؤتمر القمة العربي بالقاهرة 2000 باقتراح إنشاء صندوقي «الأقصى»، و«انتفاضة القدس» برأسمال مليار دولار، وتبرعت بمبلـغ 200 مليون دولار لصندوق الأقصى الذي يبلغ رأسماله 800 مليون دولار، وتبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لصندوق انتفاضة القدس الذي يبلغ رأسماله 200 مليون دولار. كما اهتمت حكومة المملكة بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت المساعدات الإنسانية مباشرة لهم أو عن طريق الوكالات والمنظمات الدولية التي تُعنى بشؤون اللاجئين مثل الأنرو، ومنظمة اليونسكو، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الدولي، والبنك الإسلامي، كما أن المملكة منتظمة في دفع حصتها المقررة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئـين الفلسطينيين الأنروا، المتمثلـة في مساهماتها السنوية البالغة مليوناً ومائتين ألف دولار لميزانية الوكالة، وقدمت لها تبرعات استثنائية بلغت حوالي ستين مليوناً وأربعمائة ألف دولار، لتغطية العجز في ميزانيتها، وتنفيذ برامجـها الخاصة بالفلسطينيين. كما أكدت قمة «الظهران» عام 2017، والتي سميت بقمة القدس على مركزية القضية الفلسطينية، حيث أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ29 في مدينة الظهران تسمية القمة «قمة القدس»، «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، مشدداً على «بطلان وعدم شرعية القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، داعياً إلى «أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة، تحمي أمتنا من الأخطار المحدقة بها، وتصون الأمن والاستقرار».

علاقات استثنائية
وقفت كل من الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى جوار شقيقتهما الكبرى مصر بعد ثورة 30 يونيو، ولم يدخرا جهداً سواء بالمساعدات والمنح أو الاستثمارات. وترتبط الإمارات بعلاقات راسخة واستثنائية مع مصر، وسعت إلى توفير المتطلبات التنموية التي تركز على البنية التحتية في لدورها في دعم الاقتصاد الوطني المصري، والنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والتنموية.
كما تتمتع السعودية بعلاقات متميزة مع مصر تتسم بالقوة والاستمرارية، نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الصعد العربية والإسلامية والدولية، وللإمارات والسعودية ومصر تفاعلات عديدة في النظام الإقليمي العربي.

الأشقاء في ليبيا
وترتبط الإمارات والمملكة بروابط وثيقة مع ليبيا، وتحاول كل منهما تعزيز سبل التعاون مع هذا البلد الشقيق، في إطار تحقيق المصلحة العربية والإسلامية، وتشدد المملكة العربية السعودية على حرصها الدائم على التواصل مع أشقائها العرب في جميع دول العالم، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكدة أن العلاقات السعودية مع ليبيا علاقة أخوية متينة نابعة من حرص المملكة على الاطلاع والعمل، بما يصب في مصلحة الشعوب العربية، خاصة في الوقت الراهن الذي تعيشه المنطقة العربية، كما استجابت الإمارات والسعودية لعدد من الأزمات الإنسانية في ليبيا، حيث أقامت أبوظبي الجسر الجوي الذي أنشأته من أبوظبي إلى مدينة الأبرق الليبية عام 2015 لإيصال المساعدات الإنسانية، كما أرسلت مساعدات إنسانية إلى المدينة التي نزح إليها آلاف الليبيين الفارين من معارك الجنوب.

صلح تاريخي
وقادت الإمارات والسعودية المصالحة التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا، بعد قطيعة دامت 20 عاماً، وأنهت حقبة من النزاعات والصراعات والحروب بين البلدين، وأثنت كلتا الدولتين على المجهود الضخم الذي قامت به الإمارات والسعودية وتُوجت بلقاء قمة تاريخي في أبوظبي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، والدكتور أبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، كما أشرف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة على توقيع اتفاقية سلام بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفورقي. وقلّد الملك سلمان الزعيمين الأفريقيين قلادة الملك عبد العزيز.
ووقّع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفورقي في جدة اتفاقية سلام، إضافة إلى تعزيز التقارب الذي جرى أخيراً بين البلدين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©