الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد.. يضيء المستقبل بواقع جاوز الأحلام

5 يناير 2016 12:33

إنها ملامح إطلالة الكاتب علي أبوالريش، في كتابه الجديد «رؤى فلسفية في الحكم والفروسية - مقاربة فلسفة محمد بن راشد آل مكتوم بالفلسفات الكبرى»، إنها ومضة استقاها من «ومضات من فكر» محمد بن راشد، الذي ينأى بنفسه عن الوقوع في شراك الخوف من المجازفة، يقف في المقدمة، عند مصاف الرياح العاتية، رافق الخيل فوافق على الشروط الفطرية لهذا الكائن النبيل، وسار على درب الطموح متسلحاً بالإيمان من أن السير بخطوات متثاقلة قد يغيب الشمس عن صاحبها، أخذ على عاتقه التماثل مع النبل، ليصير النبل كائناً آخر يسكن ضميره، يتحرك معه ويمضي به حيث الأعمال العظيمة، حيث المنجزات المبهرة، وحيث تقطن سعادة الناس وكرامتهم. وتناول الكاتب ومضات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عارجاً بها على فلاسفة التنوير والحكماء عبر التاريخ الإنساني، مستعرضاً أوجه التماثل واستمرار فيض نهر الحكمة الإنسانية في عصرها الحديث عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وفي التفاؤل، يصعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالجواد إلى قمة السحابة هناك يستمطر من الغيمة الماء الزلال يهديه للوطن ويمنحه للمواطن، يرافق كل ذلك إحساس مرهف بأن الحياة من دون تفاؤل، مثل نفق مغلق لا فيه هواء ولا ماء. وكما يبدو أن القمم التي يرنو إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ليس لها سقف ولا مساحة، ولا طول ولا عرض، فهذه القمة أبعد من النجوم، وأقرب إلى عقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لذلك فإن الذين يريدون قراءة فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عليهم أن يتحزموا بالحيطة والحذر كي لا يقعوا في حفر الإحباط لأن الرجل يقف على بعد أميال من الآخرين وحتى يصلوا إلى مقامه فإن عليهم أن يتحصنوا بالعزيمة التي تؤهلهم بأن يحاذوا قدراته، ويذهبوا معه إلى مضمار السباق الفكري بحزمة قدرات تفوق القدرات العادية، لأنه رجل الامتياز، رجل المراكز الأولى، رجل التفاؤل دوماً من دون معوقات أو عقبات، فهو لا يرى مشكلة في الخطأ إذا اعتبرناه كبوة، ولابد بعده من صحوة تعيد المياه إلى مجاريها، وتضعنا في الصف الأول. ومن يتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كثير من المواقف الجماهيرية يشاهد هذا الرسوخ وهذا الشموخ وهذا التناغم الذاتي. ووصف أبو الريش «ومضات من فكر» بالملحمة ذات القوة والتأثير قائلاًِ:«إنها كلمات حروفها خطوات رجل أيقن أن الحياة تبدأ بالحلم ثم علم ينفع الناس رجل رسم على أرض الصحراء أجمل لوحة تشكيلية في هذا الزمان إنها دبي عجيبة الأعاجيب وقصة الإرادة المتقدة بالإيمان والعزيمة لتحقيق المجد المتوالي». وتابع أبو الريش:«ومضات من فكر تقع في دائرة الفلسفات الكبرى وتكشف عن رؤية فلسفية نابضة بالحياة والبحث والاستقصاء، وسبر أغوار البشرية، بما لدى هذه النفس من قوى كامنة وعظيمة، من خلالها يفجر الإنسان طاقات هائلة، تتعدى الذات لتصل إلى عوالم أخرى، وتلامس شغاف الكون». وأضاف أبوالريش: في هذه الومضات، يحرث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أتون الأرض، وفي عنان السماء، بحثاً عن سعادة تعم وتضم مشاعر إنسانية، لا تخص الذات، ولا الوطن الذي يعيش فيه وإنما يتطلع هذا الحاكم الفيلسوف إلى فضاء إنساني وكوني يشمل بقاع الأرض. واستعرض أبو الريش الومضات الواردة في كتاب «ومضات من فكر» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لافتاً إلى أن ومضة: «وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، نعم عملنا اليومي هو تحقيق السعادة»، تكشف عن اقتراب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من ابن طفيل صاحب رسالة «حي بن يقظان»، والذي أوضح في رسالته أن «النفس الإنسانية لا تسعد بعد مفارقة البدن إلا إذا كانت قد عرفت السعادة قبل مفارقته، والسعادة هي الاتصال بالله ودوام مشاهدته، وأن سعادة الفلاسفة من طريق العقل سعادة مطلقة كاملة. كما تناول الكاتب علاقة سموه بالخيل، ومن لا يُقدر الخيل لا يُقدر الإنسان فالخيل هو مقياس الشفافية لدى الإنسان وهو معيار الشجاعة في مواجهة المصاعب، فللصهيل رؤية كونية، وللوثبة خطوة المطر من السماء إلى الأرض، وللوقفة الشامخة قوة الجبال في صلابتها. وقال الكاتب:«إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فارس في المضمار وفارس في مختبر الحياة بمعرفة سابقة عن خيله وعمله وخبرة من قبل ضمير حي وواعٍ، أيقظ فيه روح المغامرة، والمجازفة متوازياً مع خيله في الطموح والشموخ». ويشير أبوالريش، إلى أن ومضة سموه «لن نعيش مئات السنين ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، هي حنكة الفيلسوف وفطنة الرؤية الناهضة من فلسفة تتحرى أبجدية الحياة، لأجل فكر يستمر خالداً، تتوارثه الأجيال على مر السنين، فالفكرة التي تلامس قلوب الناس، وتحقق آمالهم وطموحاتهم هي الفكرة التي تجلب السعادة، للمفكر ولمن يفكر من أجلهم، ثم هي السعادة الكاملة التي تصبح أسطورة الزمان المكاني، فالحلم الإنساني يبدأ بفكرة تختزنها الذاكرة، ثم تتطور الفكرة بفعل العمل الدؤوب المؤزر بإرادة صلبة، وعزيمة قوية لا تلين. وإذا كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قد أغدق في فعل التواصل مع الأحلام العظيمة، فإن من يرى الواقع الذي تعيشه دبي والإمارات قاطبة، يجد في هذه الأحلام خطوات تجلت بالثبات والثقة، بعد أن امتلأ وعاء القلب لهذا الحاكم الفيلسوف بأدوات القدرة الفائقة. وعندما تبسط راحة الفكر، ونطل على الفارابي، نجده أيضاً ينعطف شيئاً كثيراً باتجاه، فلسفة السعادة، إذ يحكي لنا أن «السعادة هي الخير المطلوب لذاته وليس لينال بها شيئاً آخر، إذ ليس وراءها آخر أعظم منها يمكن أن يناله الإنسان». وفي قول سموه:«قدوتي في الحياة هو نبيي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم»، اقتراب كبير من فلسفة الكمال التي تصل الإنسان بالله وبحامل رسالته، ولا يستطيع الإنسان تحقيق مثل هذا الأمل إلا إذا أكد مسألة الخلاص والصفاء الروحي والنقاء الذهني مستمداً قوته من هذا الإبداع الرباني في تنظيم الكون وترتيب مشاعر مخلوقاته من إنسان وحيوان ونبات وجماد. وأما مقولته:«لا بديل لنا عن المركز الأول وكلمة مستحيل ليست في قاموسنا في دولة الإمارات»، ثم يضيف في مكان آخر قائلاً:«إن أكبر مخاطرة ألا تخاطر» فهذه هي مجازفة الفلاسفة والذين يصنعون التاريخ والذين يثبون وثبة الجياد باتجاه المستقبل، مقبلين بابتسامة التفاؤل، غير مبالين بارتجافة الآخرين ولهذا السبب فإن دبي نالت السبق في محيطها وكذلك في العالم في ميدان الاقتصاد والعمران، مما أكسبها حب الآخر الذي جاء متلهفاً ليحذو حذو هذه المنطقة من العالم والتي أصبحت قبلة نُسَّاك الحضارة المشرقة. وفي مكان آخر يقول: «أغلى ما نملك هو الإنسان» ومن هذا النبع الطيب نبتت شجرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وتفرعت ترخي بظلالها على العالم والبوح هو هذا الكيان السامق الباسق الشاهق المتألق، بحيويته ونبضه المعطاء. فعندما يصبح «الإنسان مقياساً لكل شيء» كما ورد لدى بروتا غوراس الإغريقي فإن الحياة تبدو أجمل، والسعادة سجادة القلوب المبتهجة تشملها بألوانها الزاهية. وعندما يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن روح الفريق الواحد والتناغم المطلوب بين أعضاء الفريق، فإن هذه الفلسفة هي في حد ذاتها تنطلق من دراسة معمقة لنفسية الإنسان ومدى أهمية القوى النفسية التي تشكل بدورها هذا الكيان الذي نسميه إنساناً. ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في حديثه عن الحلم: «من حقنا أن نحلم لدولتنا بأن تكون من أفضل دول العالم ونحن لسنا ممن يتكئ على أمنيات فقط، نحن جادون في طموحنا في أن نكون الأفضل». وفي هذا المقام يسير بنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في فيض الحلم العملي وليس الأضغاث، إنه يحلم بيقين العالِم والفيلسوف الذي يتخطى حدود الحلم ليصل إلى معرفة بالمكنون ويحقق الأهداف من خلال منظومة أفكار رتبت بمعرفة ونظمت بعلم، وهيئت بوعي، ليعيد السلوك بفكر ثابت وواثق لا تهزه عقبات ولا تجره نكبات. وكما يؤكد روسو «أن الألم والشر سببهما مجتمع فاسد»، وفي هذا الصدد يشير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى أن «أسرع وسيلة لتكون سعيداً هي أن تغرس السعادة في نفوس الآخرين». وفي السعادة يضع المهاتما غاندي بصمته الإنسانية الرائعة حيث يقول:«إذا عودنا أنفسنا على تقديم الخدمة بشكل طوعي، فإن رغبتنا في الخدمة ستصبح أقوى، وهذا لا يحقق سعادتنا فحسب بل وسعادة العالم». ومع إيكهارت تول تكتمل شجرة السعادة التي بناها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن عرش فلسفته وتطلعاته الفكرية.. فايكهارت يقول «فإذا لم تتغير بنى العقل البشري، فسينتهي بنا الأمر على الدوام بإعادة بناء العالم نفسه والشرور نفسها والخلل الوظيفي نفسه». وفي السياق نفسه يقرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن من لا يتغير يذهب إلى غابة موحشة إلى فناء لا رجعة بعده إلى الحياة، لذلك فهو يبني عقلية التغيير في فريق العمل على هذا الأساس وضمن منظومة فكرية يتبناها سموه، ليجعل من الوطن شجرة مثمرة، ليجعل من الكون سحابة ممطرة، ليجعل من الحياة طائراً لا يكف عن التغريد وسرد حكاية الماء المتغير. عرض وتقديم: بسام عبدالسميع تشابه وتماثل مع 27 فيلسوفاً ومفكراً وحكيماً أضاءوا الحياة الإنسانية وأثروها عبر التاريخ وارتبطت بهم الحضارات، ليتمازج معهم في إثراء الإنسانية بمفاهيم مبتكرة ومبدعة واستقى من أفكارهم وإبداعاتهم، وليضيء الطريق نحو المستقبل بواقع استبق الأحلام وتجربة تبقى تداعياتها المثيرة والمدهشة قروناً عديدة، إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.. إنه رجل لا يقبل بالثبات.. يؤمن بأن الحياة حركة ومن لا يتحرك يصبح مثل الأحفورة تدل على أثر لكنها ليست ذات قيمة مادية أو معنوية.. محمد بن راشد يعيدنا إلى عصور الفلاسفة، الذين ارتبطت بهم الحضارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©