الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا وأوكرانيا.. فوائد الجيش الروسي

19 ديسمبر 2016 00:58
يوشك الجيش السوري وحلفاؤه أن يطردوا المتمردين المناهضين للحكومة من حلب، بينما يفر آلاف المدنيين من القتال ليخلوا السبيل أمام نظام الرئيس بشار الأسد للاستيلاء على أنقاض ثاني أكبر مدينة في البلاد. وزعم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الجيش السوري أوقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي ليسمح للمدنيين بمغادرة المدينة، قبل أن تجتاح القوات الحكومية ما تبقى من أحياء يسيطر عليها المتمردون، بينما توفر لهم الطائرات الروسية الغطاء الجوي. لكن نشطاء في المدينة ذكروا أن الضربات الجوية والهجمات الصاروخية استمرت يوم الجمعة الماضي. وسقوط حلب يمثل انتصاراً كبيراً لكل من الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدخل في الحرب الأهلية السورية قبل 15 شهراً كي يدعم نظام الأسد المتداعي بذريعة قتال «داعش». لكن هناك سبب آخر لحملة الضربات الجوية الروسية ودعم العمليات الخاصة، وهو توفير ساحة لموسكو تستعرض فيها عتادها العسكري الذي تم تحديثه في الآونة الأخيرة. فبعد سنوات من إهمال العتاد العسكري بسبب الميزانيات المتقشفة لفترة ما بعد الحرب الباردة، أنفق بوتين المليارات لتحديث الترسانة الروسية لينتج دبابات وغواصات وطائرات بلا طيار وصواريخ كروز وطائرات مقاتلة استخدمها في دك معاقل المتمردين السوريين والقوات الأوكرانية في إقليم دونباس في شرق أوكرانيا. وبينما يركز كثيرون على العتاد العسكري الروسي وغاراته، لاحظ بعض المسؤولين في المؤسسة العسكرية الأميركية شيئاً آخر يدل على التقدم الروسي، ويتمثل هذا التقدم في قدرة الروس على العمل مع القوات المحلية في أوكرانيا وسوريا، مما سمح لهم بأن يكونوا أصحاب نفوذ مع الإبقاء على عمليات انتشار صغيرة وتقليص الكلفة وإبعاد القوات عن الخطوط الأمامية للقتال. وكما قال مسؤول دفاعي أميركي كبير: «الروس أصبحوا بارعين تماماً في العمل مع قوات وكيلة». وفي سوريا لاحظ مسؤولون أميركيون أن جماعات صغيرة من قوات العمليات الخاصة الروسية «تعمل بفعالية إلى حد كبير» مع قوات نظام الأسد و«فيلق القدس» الإيراني و«حزب الله» اللبناني. ولروسيا علاقات قديمة مع الإيرانيين والسوريين، مما يجعل التفاعل أيسر، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنسيق التغطية الجوية الروسية للهجمات البرية التي تشنها القوات السورية المدعومة من إيران. وأضافت أوليكر: «إنهم يعتمدون كثيراً على السوريين والإيرانيين في الحصول على معلومات الاستهداف»، وهو ما يتمخض عن عدم قدرة الروس على تأكيد هوية من يقصفونهم. وتدرك القوات الروسية منذ وقت مبكر أنها تستطيع تغيير الحقائق على أرض الواقع، لكن تدخلها جاء متأخراً للغاية لإنقاذ الجيش السوري الذي أنهكه القتال المستمر والانشقاقات. ويعتقد مايكل كوفمان، الباحث في شركة «سي. إن. أيه. كوربوريشن»، أن «الجيش الروسي محبط بسبب الجيش السوري الموجود اسماً فقط، وبسبب القوات الإيرانية التي تسعى لتحقيق أهدافها». ويرى كوفمان أن موسكو، بنشرها الطائرات المقاتلة والهليكوبتر وإطلاق صواريخ كروز على أهداف المتمردين، جعلت من «سوريا أرضاً لاختبار السلاح وللتدريب على مناورات كبيرة»، من خلالها يكتسب الجيش خبرة لا تقدر بمال. ويقدم الجمع بين قوات الميليشيات ومتعاقدي الجيش الروسي من القطاع الخاص وقوات العمليات الخاصة مزيجاً قوياً للطريقة الروسية في الحرب ضد القوات المدعومة من الغرب وأميركا في أوكرانيا وسوريا. ومن فوائد هذا لموسكو أيضاً أن تزايدت مبيعات الأسلحة الروسية في السنوات الماضية. وتدخل الروس في أوكرانيا وسوريا قدم ساحة تسويق كبيرة تقنع فيها موسكو الزبائن الأجانب بأن تكنولوجيتها أرخص من العتاد الذي تقدمه دول «الناتو»، ودون قيود سياسية من العالم الغربي. وفي يوليو أشار بوتين إلى أن صادرات روسيا من الأسلحة والعتاد العسكري بلغت 4.6 مليار دولار في النصف الأول من 2016. ويرى بوتين أنه «يجب أن نستمر في إلقاء الضوء على إنجازات مصنعي أسلحتنا». وأحد التجليات التي أشاد بها المسؤولون الروس جاءت في فبراير حين أطلق متمردون سوريون صاروخ «توTOW» أميركي الصنع على دبابة روسية متقدمة من طراز تي-90. وأصاب الصاروخ قلب الدبابة لكنه لم يدمرها. لكن جوانب أخرى من التدخل الروسي جاءت بما لا يهوى الروس، مما يكشف حدود قدرة عتادهم العسكري. وعلى مدار الشهر الماضي، تحطمت طائرتان مقاتلتان في البحر المتوسط أثناء محاولتهما الهبوط على حاملة الطائرات ادميرال كوزنتسوف. وأسقطت تركيا طائرة روسية مقاتلة أخرى من طراز سو-24 في نوفمبر 2015 مستخدمة طائرة أميركية الصنع من طراز إف-16. *مراسل مجلة «فورين بوليسي» في البنتاجون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©