الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وجهنا في مرآة «المونديال»

24 يوليو 2014 00:15
كأس العالم في نسختها العشرين تنتهي إلى ما انتهت إليه من حصائل رقمية، ومن محددات فنية وتكتيكية، وأيضاً من مؤشرات رياضية تنبئ بوجود إرهاصات لتغييرات عميقة ستصيب بلا شك حدثاً رياضياً نال مجدداً العلامة الكاملة للكونية، يكون لزاما قبل إحالة الحدث على الذاكرة لتضعه في رفوفها، أن نسأل عن بعض الذي ستكون له طبيعة محددة لمستقبلنا الكروي العربي، هل نجحت كرة القدم العربية في اختبارها العالمي؟ وإن كانت قد نجحت فبأي ميزة كان هذا النجاح؟ وكيف يمكن أن نستثمر في هذا النجاح ليصبح لازمة لفعلنا الكروي العربي؟. إلى مختبراتها الفنية دخلت كثير من الاتحادات، سواء تلك التي حضرت بالمونديال أو لم تحضره، دخلت بفنييها وبمرجعياتها وبرجالها الإستراتيجيين لمقاربة كأس العالم، المقاربة العلمية التي تستطيع أن تحدد بشكل منطقي لا مكان فيه للعواطف التحولات الكبرى التي طرأت على منظومة كرة القدم، وأيضاً الضرورات الجديدة للعب في المستويات العالية، وتحقيق النجاحات فيها، تحسباً للمونديال الذي بدأ من الآن يلوح في الأفق، مونديال 2018 بروسيا. ولأنني أعرف ما جبلنا عليه وما تكرس للأسف في منظومة عمل اتحاداتنا الكروية من غياب شبه كامل لأي عمل استباقي بسبب إطالة كاملة أو نسبية تصيب مؤسسة الإدارة الفنية الوطنية، فإن الأسئلة التي يجب أن نواجه بها أنفسنا كعرب بعد مونديال البرازيل، وعلى ضوء ما سنقدمه من أجوبة عليها سيتحدد مستقبلنا القريب، هذه الأسئلة، إما أنها لا تطرح بالمرة، وإما أنها تطرح بكثير من التلكؤ والمزايدة وحتى المكابرة، وإذا كان لزاما أن نتحدث عن نجاح كرة القدم الجزائرية في ربح رهان تاريخي، عندما تمكن محاربو الصحراء كسفراء وحيدين لكرة القدم العربية بمونديال البرازيل من تجاوز الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتهم في الأدوار النهائية لكأس العالم، فإن الشجاعة الأدبية تفرض الاعتراف على النفس بأن كرة القدم العربية تسجل تراجعا متواترا في سلم الأداء العالمي، فللمرة الثانية توالياً تعجز منتخبات عرب آسيا عن بلوغ نهائيات كأس العالم، وهذا مؤشر على وجود حالة من التراجع، وبمطالعة سريعة للمشاركة العربية في نهائيات المونديال لن نجد أي منتخب عربي تجاوز الدور ثمن النهائي، فإلى جانب تقلص نسب الحضور في المونديال هناك عجز كلي عن رفع سقف الطموح، لتجاوز ما تحقق حتى الآن في ثلاثة مونديالات، أي تجاوز الدور ثمن النهائي الذي بلغه أسود الأطلس سنة 1986 بمونديال المكسيك وبلغه الأخضر السعودي سنة 1994 بمونديال العم سام، وبلغه محاربو الصحراء بمونديال البرازيل هذه السنة. عجز يجد تفسيره في ضعف الهياكل، وتأخر الاحتراف العربي في تجاوز مرحلة الحبو، وفي افتقاد الاتحادات الأهلية لإدارات فنية وازنة، وفي غياب تكوين متطابق وثقافة النتيجة التي تصبح غاية تبرر كل الجرائم التي ترتكب بحق التخطيط العلمي والعمل الممنهج والمدروس. إن نحن كشفنا عن حقيقة وجهنا الكروي في مرآة مونديال البرازيل بتجرد كامل، ضمنا من الآن أن تكون الصورة أجمل في مونديال روسيا بعد أربع سنوات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©