الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدانتان «1 من 2»

7 يوليو 2013 22:26
ضرار بالهول الفلاسي مدير عام برنامج «وطني» من عجائب الأقدار، أن يتم خلال ثمانية وأربعين ساعة فقط، إصدار إدانتين ضد التنظيم المتأسلم المدعو «الإخوان المسلمين»، بداية من يوم الثلاثين من يونيو الماضي وحتى صباح الثاني من يوليو الحالي، وقد صوبتا إليه هاتان الإدانتان سهمين أصابتاه في مقتل، وأجهزتا عليه: الإدانة الأولى، تمت على يد الشعب المصري الشقيق والعظيم، بثورته الرائعة في الثلاثين من يونيو 2013، والتي جاءت لتكملة وتصحيح ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وإنقاذها من جماعة الإخوان المتأسلمين، التي سرقتها وامتطتها لتحقيق مآربها الخاصة، وليس تحقيق أحلام الشعب المصري العظيم الذي انخدع قطاع منه فيها. لكن سرعان ما كشف هذا الشعب المصري العظيم حقيقة هذا التنظيم الخطير، وقام بالثورة عليه وعلى مرشده والرئيس المنتمي إليه، وإطلاق حكم الإدانة عليه، وإسقاطه من فوق صدر مصر الشقيقة إلى غير رجعة. والحقيقة أن أزمات جماعة الإخوان المتأسلمين ظلت خلال ثمانية عقود مضت، دائماً عبارة عن صدام مع السلطات القائمة قبل وبعد ثورة 1952 وحتى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، أما ثورة 30 يونيو 2013 فقد شهدت سقوطاً تاريخياً لهذه الجماعة المتأسلمة ليطويهـا النسيان، وتدفن في ركـن مظلم من أركـان التاريخ الأسـود للجماعـات السريـة التي انقلبت على أوطانها. لقد رأينا ورأى العالم معنا، أحداث سقوط جماعة الإخوان المتأسلمين وسقوط صقورها المزعومة (المرشد ونائبه)، وانهيار حكم الرئيس الإخواني، وعودة الحياة بكل تفاعلاتها لشوارع مصر الشقيقة والحبيبة، التي استعادت حريتها من الاحتلال الإخواني البغيض - الذي استمر على مدار عام - للوطن والهوية والتاريخ والمزاج المصري النيلي الذي لا مثيل له في العالم، والذي يحتضـن سمـات عبقريـة الشخصية المصريـة التـي كتـب عنهــا الرائـع جمـال حمدان. وفي الواقع، أنا لا أرى فارقاً يذكر بين أبشع الأنظمة العنصرية في التاريخ وبين فترة حكم الإخوان، والعامل المشترك بين هذا وذاك أن هناك أقلية تتصور أن بمقدورها السيطرة على وطن وشعب وتاريخ لصالح أفكارها المريضة وأهدافها الخبيثة. ثأر الشعب المصري الشقيق والعظيم لكرامته وتاريخه وفنونه وآدابه من جماعة متأسلمة احترفت الكذب والتضليل والتجارة بالدين والأوطان، استجابة لقسم خادع بأن الجماعة فوق الوطن، والمرشد فوق التاريخ، وأن شعباً بكامله لا ينتمي لفكر هذه الجماعة هو شعب من الغرباء والخارجين على ملة الإخوان المتأسلمين، ورسالة الحاكم باسم الإخوان إما أن يدخل الشعب في بيت طاعة المرشد ويولي وجهه شطر المقطم، أو يستبدل هذا الشعب بميليشيات تحترف القتل والإرهاب والترهيب، بعضها من خارج الحدود من مرتزقة الإسلام السياسي، والبعض الآخر من داخل الحدود من أباطرة السجون والمعتقلات ومحترفي القتل باسم الدين والكذب باسم الكتب السماوية. لقد رأينا مقر الإخوان المتأسلمين ليلة سقوطهم عندما أحرقه الثوار، والذي سوف يتحول إلى مزار للثوار والأحرار الذين اقتلعوا أفاعيه، وسيفتحون أبوابه لكل من يريد أن يرى ويتذكر كيف كانت تدار دولة من داخل هذا المقر، الذي سكنه «كهنة» الإخوان وتصوروا أن من داخله قد ولد حلم الخلافة الإسلامية، وأنه ليس مهماً لا مصر ولا شعب مصر و(طز) فيهما كما قال مرشدهم السابق مهدي عاكف!!. نعم، كان سلوكهم على مدار عام كامل حكموا فيه مصر الشقيقة، يؤكد أن المهم لدى هذه الجماعة المتأسلمة هو ذلك الحلم المريض حتى لو كان ثمن تحقيقه بيع مصر في مزادات التآمر والكذب والنخاسة الدولية. وحتى لو كان الثمن احتقار القانون ودهسه تحت أقدام إعلانات دستورية باطلة مستبدة. وحتى لو كان الثمن أن يخاطب رئيس مصر «الإخواني» رئيس إسرائيل بالصديق الوفي الذي يتمنى لبلده إسرائيل كل الخير والأمن والأمان. وحتى لو كان الثمن فقدان النيل وقناة السويس والاقتصاد وكل الأشقاء العرب والأصدقاء لشعب مصر العظيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©