الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزيارة التاريخية للهند

الزيارة التاريخية للهند
31 يناير 2017 23:56
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للهند، رسالة محبة وتعايش وسلام لكل الذين ضلوا طريق السلام. ظهرت في الهند شخصية مهمة كان لها تأثير خطير في تاريخ الهند القديم، شاندرا غوبتا، استطاع أن يؤسس عام 321 ق.م أسرة حاكمة هي أسرة موريا، وكان أشوكا أشهر ملوكها 304-228 ق.م ونَمَت إبان حكم هذه الأسرة العلاقات التجارية والحضارية والثقافية مع دول المشرق، وتطورت بين الهند من جهة والمملكة السورية السلوقية في أيام سلوقس الأول نيكاتور، والمملكة المصرية البطلمية في حكم بطليموس الثاني فيلادلفوس من جهة أخرى، وتتحدث الوثائق عن تبادل السفارات بين هذه الدول، الأمر الذي ترك أثراً عميقاً في تنمية العلاقات التجارية وفي تبادل المعارف والعلوم والفنون. وكان الإمبراطور «أشوكا»، كما يتم توصيفه، قد وحّد الهند بعيداً عن الحروب، واهتم بالتنظيم والإدارة والبناء والإعمار وقيام المؤسسات، ورسّخ ذلك كلّه عبر مواثيق جرى نقشها في أمكنة كثيرة على الأحجار، بعد أن أقام ركائز سلطته على مجموعة من القيم الأخلاقية التي طالب بأن تكون هي أساس العلاقات بين الهنود، وخُّلِّدَ اسمه كرسول للتسامح والأخوّة الإنسانية، بعد أن فُجع بوقائع الحروب وآلامها وآثارها المأسوية على الناس نتيجة حملة الإسكندر المقدوني على بلاد الشرق والتي اجتاح بها بلاد فارس والإمبراطورية الأخمينية وبلاد الهند. كل الناس أبنائي، وليس من واجب على المرء أسمى من العمل لخير الإنسانية كلها.. المهاتما غاندي صانع الهند الحديثة. وبعدها بأكثر من ثلاثة وعشرين قرناً ظهر المهاتما غاندي والذي اجتمعت فيه السمات نفسها التي تحلّى بها الإمبراطور أشوكا، حيث يعتبر غاندي مؤسس الهند الحديثة الذي قاد مسيرتها نحو استقلالها وتحريرها «من دون عنف» من الاستعمار البريطاني الذي هيمن عليها على مدى عقود طويلة. العلاقات الإماراتية الهندية عميقة ومتينة وتمت تقوية دعائمها ورفدها منذ عهد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي جعل من دولة الإمارات واحة وقبلة للتعايش بسلام، وهو نهج سار عليه - ولا يزال- كل الإماراتيين حكاماً وشعباً، ليكملوا المسيرة على الطريق نفسها، ولا تزال العلاقات بين البلدين في تقدم مُطَّرد لتتناول الكثير من أوجه التعاون في شتى مجالات الحياة والتي تُوِّجَتْ مؤخراً من خلال تكريم دولة الإمارات، ممثلة في شخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي حل ضيفاً رئيساً في احتفالات يوم الجمهورية بالهند، في الخامس والعشرين من يناير. هناك دوماً وفي كل مكان، مسؤولية مجتمعية ووطنية وقومية تقع على عاتق كل المفكرين والمثقفين والكتاب والذين يعون مسؤولية الكلمة لأجل البناء والمحبة والتسامح، ولأجل ديمومة التواصل بين الشعوب والأمم كطريق يؤدي دوماً إلى النماء والسلام. إنها مسؤولية عظيمة ودور اضطلع به وتصدى له رجال مخلصون، وفي مقدمتهم حكام الإمارات، من خلال مشاريع وأفكار ورؤى تهدف لخير الإنسانية، وتكريس مساحات واسعة لتحليل هذا الدور وإبراز أهميته في عالم مضطرب يمور من حولنا، بُغية تنشئة جيل من الشباب يَقِظِين، مسؤولين ومُنفتحين، علي ثقافات الآخرين ويحترمون كرامة الإنسان، ومؤمنين أن العنف والحروب والكراهية ليست هي الطريق الوحيد لحل النزاعات، بل التسامح هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام، والذي لا بد لنا أن نطرقه لتجنب الوصول إلى سبيل وطريق مسدود. هنالك الكثير من السمات الأساسية التي تجمع بين الإمارات والهند تاريخياً وحضارياً. فالتسامح كمنهج ووسيلة كان الأساس الذي اتبعه قادة البلدين لتوحيد البلاد، من خلال العزيمة والعمل المخلص لتنمية البلاد والعباد، ولتكون مركزاً حضارياً ومثالاً عصرياً للكوزموبوليتانية في القرن الحادي والعشرين، في التنوع والتعايش بين كل أجناس البشر، وعلى اختلاف مشاربهم وثقافاتهم، وهي رسالة سلام لكل العالم من حولنا. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©