إعداد - محمد عبدالرحيم:
تخطط سلطات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي لرفع توصية تفرض على مايكروسوفت دفع مبلغ يصل الى مليوني يورو عن كل يوم فشلت فيه في إخطار منافسيها بالمعلومات التي تتعلق بالطريقة التي يعمل بها نظام التشغيل ويندوز· وهو الأمر الذي سيكبد عملاقة البرمجيات غرامة تزيد على 250 مليون يورو بسبب انتهاكها لقوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بمكافحة الاحتكار وفقاً لشخصيات لصيقة بالموضوع·
وكما ورد في صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون مؤخراً ففي خطوة بارزة في مارس عام 2004 أصدرت السلطات حكماً يستوجب على مؤسسة مايكروسوفت توفير معلومات الى منافسيها فيما يتعلق بالطريقة الداخلية لعمل نظام ويندوز وكشف أشخاص مطلعون على القضية طالبوا بعدم ذكر أسمائهم في الأسبوع الماضي عن أن مشروع القرار يهدف الى توقيع غرامات في خطوة تدل على نفاد صبر المفوضية الأوروبية على ممارسات مايكروسوفت· وسوف تعقد سلطة مكافحة الاحتكار الأوروبية التي تتألف من اللجنة الاستشارية للاتحاد وممثلين عن الدول الأعضاء الخمس والعشرين اجتماعاً في هذا الأسبوع لمناقشة مشروع القرار الخاص بالغرامة المالية· وذكرت المفوضية أن العقوبة سوف يتم فرضها بأثر رجعي ابتداءً من الخامس عشر من ديسمبر الماضي عندما هددت نيلي كرويس مفوضية التنافسية مايكروسوفت لأول مرة بتوقيع غرامات يومية· على أن الغرامة اليومية بقيمة مليوني يورو أو 2,5 مليون دولار سوف تصبح الأكبر حجماً من نوعها والتي تفرضها المفوضية طوال تاريخها حيث سيبلغ إجماليها 275 مليون يورو عن كامل الفترة ابتداءً من 15 ديسمبر بعد استثناء أيام العطلة الأسبوعية· وبات من المرجح أن تتجاوز قيمة هذه العقوبة نصف الغرامة التي أمرت مايكروسوفت بدفعها أول مرة في مارس 2004 بقيمة 497,2 مليون يورو، وكذلك فإن تهديد كرويس بتوقيع عقوبة على مايكروسوفت لعدم التزامها بأوامر المفوضية يعتبر أيضاً الأول من نوعه منذ تمتعها بهذه السلطات قبل عامين من الآن· وكانت كرويس قد اتهمت مايكروسوفت في ذلك الوقت بتجاهل الأوامر التي طالبتها بالتوقف عن استغلال هيمنتها على السوق بواسطة برنامج المعلومات يمكن أجهزة الكمبيوتر الشخصية والخادمات الأخرى الأكبر قوة في أجهزة الكمبيوتر بالاتصال ببعضها البعض عبر الشبكة·
ومضت تدعي أيضاً أن مايكروسوفت وفرت معلومات ''غير كاملة وغير دقيقة'' في معرض استجابتها للأحكام التي صدرت في مارس 2004 ضد الشركة· وأشارت المفوضية أيضاً الى تقرير أصدرته جهة مستقلة - كانت قد اقترحتها مايكروسوفت وعمد الى تعيينها الاتحاد الأوروبي - ورد فيه أن البيانات التي وفرتها مايكروسوفت ''غير مناسبة على الإطلاق'' لكي تستخدمها الشركات المنافسة المصنعة لبرامج المعلومات والتي تتطلع للدخول الى سوق برامج معلومات شبكات مكاتب العمل، إلا أن مايكروسوفت ظلت من جانبها تصر على أنها ملتزمة بأوامر الاتحاد الأوروبي وكان براد سميث كبير مستشاري الشركة ذكر في مارس الماضي أن الشركة تمكنت من الإعلان عن بيانات ''مكتملة ودقيقة'' عن برنامج الويندوز تتضمن أكثر من 12 ألف صفحة من المعلومات الفنية·
وفي الأسبوع الماضي قال هوراشيو جويتريز المستشار العام لمايكروسوفت في أوروبا: إن مايكروسوفت تقدمت بمعلومات شاملة الى برنامج التوثيق الفني بعيد التوجيهات التي أصدرتها اللجنة في ابريل من هذا العام''· وأشار الى أن المزيد من هذه الوثائق سوف تصدر تباعاً في وقت قريب· على أن بعض المحللين ذهب الى القول إن فرض غرامات حادة يؤكد أن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي رغبت في معاقبة مايكروسوفت دون فرض عقوبات اللجنة الكاملة والنهائية التي تتمثل في كسر الأوامر· وذكر أيضاً بأن هذه الغرامات الدراماتيكية يمكن أن تلقي بآثار محبطة في أوساط الشركات الأخرى بحيث يمكن أن تجبر هذه الشركات على بناء ورصد احتياطيات ضخمة من الأموال لمواجهة مثل هذه الأحكام التي يمكن أن تصدرها ضدهم سلطة محاربة الاحتكار حتى وإن كانت هذه الأحكام مازالت في مرحلة ما قبل الاستئناف كما في قضية مايكروسوفت· إذ يقول دينيس اوزويل محامي قضايا الاحتكار في شركة ويل جوتشال مانجيز الأميركية في روكسل: إن مايكروسوفت تستلقي على أموال نقدية أكثر مما تحلم به معظم الشركات· لذا فإن العديد من هذه الشركات ليس بإمكانه الوقوف بهذه الطريقة المكسيكية أمام المفوضية الأوروبية''·
عدد اليوم
