الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبيض وأخضر.. 46 عاماً من الحب والود

أبيض وأخضر.. 46 عاماً من الحب والود
23 سبتمبر 2018 00:57

معتصم عبدالله، عماد النمر (دبي)

من أرض المملكة العربية السعودية، وبعد أشهر قليلة على إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، إبان جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصحاب السمو حكام الإمارات، كانت رياضة الإمارات على موعد مع المشاركة «الرسمية» الأولى للمنتخب في أول تظاهرة رياضية بالنسخة الثانية لبطولة كأس الخليج والتي استضافتها «الرياض» في الفترة من 15 وحتى 25 مارس 1972.
جاء الظهور الأول للأبيض بعد إعلان تأسيس اتحاد الكرة في عام 1971 برئاسة المغفور له الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، وانضمامه مطلع العام التالي 1972 لعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، من خلال وجوده في النسخة الثانية للبطولة الخليجية بالرياض، وعلى ملعب الأمير فيصل بن فهد «ملعب رعاية الشباب بالملز»، جاءت المواجهة الأولى لمنتخب الإمارات أمام شقيقه السعودي في الجولة الثانية للمنافسة الخليجية.
وما بين تعادل «الأخضر» في مباراته الأولى في البطولة أمام الكويت 2-2، وفوز «الأبيض» على قطر بهدف سهيل سالم، ضمن الجولة ذاتها، جاء موعد المواجهة الثانية والتي جمعت الشقيقين أمسية الأحد 19 مارس، حيث برز في صفوف منتخبنا وقتها مجموعة من الأسماء، أمثال رجب عبدالرحمن، مبارك بالأسود، يوسف محمد، سالم بوشنين، أحمد عيسى، سهيل سالم وغيرهم، فيما ضمت قائمة «الأخضر» عدداً من النجوم بقيادة الحارس أحمد عيد، سليمان الكبش، سعيد غراب، محمد المغنم «الصاروخ»، وناصر الجوهر.
أربعة أهداف نظيفة حملت توقيع الثنائي محمد المغنم «الصاروخ»، وسعيد غراب «هاتريك»، حسمت نتيجة المواجهة الأولى بين الشقيقين لمصلحة الأخضر، بيد أن المباراة ذاتها والمشاركة الأولى للأبيض في كأس الخليج الثانية بالرياض كانت بمثابة «لبنة أولى» في وشائج العلاقات الكروية بين الاتحادين لتستمر أكثر متانةً وقوةً على مدار أكثر من 46 عاماً.
ويقول أحمد عيد حارس «الأخضر» في تلك المباراة والرئيس السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم تعليقاً على «موعد اللقاء الأول» بين الشقيقين، قائلاً «الرياضة في مجملها عامل أساسي في تقارب الشعوب، وعلاقات السعودية والإمارات لها جذور عميقة سبقت حتى إعلان اتحاد الإمارات من خلال تواصل القيادات؛ ولذلك فإن العمق السياسي والارتباط بين البلدين كان كبيراً، قبل أن تسهم الرياضة بمختلف ضروبها وكرة القدم تحديداً في تنمية وشائج العلاقات بين البلدين، وتسهم في فتح الآفاق بين البلدين».
وأضاف: «دورة الخليج الأولى الأولى 1970، كانت بمثابة مفتاح العلاقات السياسية لدول المنطقة، ومع ميلاد النسخة الثانية في الرياض 1972 كان الإصرار كبيراً من المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود على وجود الأشقاء من الإمارات لتكون المشاركة الأولى للأبيض من السعودية والرياض».
ورأى الدولي السابق، أن مشاركة «الأبيض» في خليجي الثانية ومباراته الأولى أمام نظيره السعودي في الجولة الثانية كانت إيجابية وفاعلة بغض النظر عن النتائج، وأوضح «من حسن الحظ، كنت من بين المشاركين في تلك البطولة التي كانت رمزاً للتلاحم الخليجي بجميع أطيافه»، لافتاً إلى أن دورات الخليج لم تنشأ من أجل الرياضة فقط، بل بهدف التقارب بين شعوب المنطقة في ظل دعم القيادات السياسية.
وذكر أن اليوم الوطني السعودي بات يمثل يوماً وطنياً للإمارات أيضاً في ظل التلاحم الكبير بين قيادة وشعب الدولتين، واقترح عيد إقامة منشط رياضي في يوم الاحتفال باليوم الوطني من خلال إقامة مباراة رياضية تُلعب في الدولة التي تحتفل بيومها الوطني من أجل عكس الصورة الحضارية لرياضة المنطقة.
من ناحيته، استعاد محمد الكوس لاعب وسط النصر السابق ونجم الأبيض الأسبق ذكريات المواجهة الأولى للأبيض أمام نظيره السعودي في النسخة الثانية لكأس الخليج بالرياض، مضيفاً: الشعور بالإبهار كان يسيطر علينا كلاعبين مثلوا أول منتخب للإمارات في مشاركة رسمية، الغبطة والشعور بالسعادة كان هو السائد بيننا كلاعبين، وكنا نعلم جيداً أفضلية المنتخبات المشاركة، غير أن تركيزنا الأساسي كان التواجد والحضور مع أسماء كبيرة وفطاحلة أمثال الحارس أحمد عيد، سعيد الغراب، الكبش، ناصر الجوهر، وغيرهم مجموعة من الأسماء الرنانة في الملاعب الخليجية آنذاك.
وأضاف: «الأبيض قدم أداءً جيداً في مشاركته الأولى على الملاعب العشبية بعدما كنا نلعب محلياً في ملاعب ترابية، إجمالاً كانت المشاركة إيجابية، والمباراة أمام الأخضر السعودي كانت بمثابة حجر الأساس واللبنة الأولى لعلاقات رياضية كروية بين البلدين تطورت بشكل كبير، واستمرت على مدار أكثر من أربعة عقود».
ووصف يوسف محمد نجم الشارقة والمنتخب الوطني لكرة القدم السابق، ذكرياته حول أول لقاء بين المنتخب الإمارات وشقيقه السعودي لا تنسى، وذلك أنها كانت أول مشاركة للأبيض الإماراتي خارجيا، وقال: كانت في البطولة الخليجية الثانية التي أقيمت منافساتها باستاد الملز بالرياض، وكانت أرضية الملعب رملية، وليست كما هي الملاعب الآن، كنا مجموعة لاعبين صغار السن وليس لدينا أي خبرات سابقة، وكان منتخب السعودية وقتها يضم عدداً من اللاعبين المميزين المعروفين خليجياً، وهو المنتخب المرشح للفوز باللقب، دخلنا اللقاء ولدينا رهبة وارتباك، كونها التجربة الأولى لنا، ولم ننجح طبعاً في زيارة شباك الأخضر الذي فاز برباعية دون رد، وقتها تولى حراسة مرمى المنتخب يومها إبراهيم رضا الذي أصيب ونزل بدلاً عنه يوسف حاجي ناصر، وأذكر أن مدرب المنتخب وقتها المصري الكابتن شحته كان يحفزنا ويطالبنا بعدم الخوف، لكن فارق الخبرة كان له الكلمة العليا بالطبع، ورغم أنها كانت أول مشاركة لنا، فقد حصدنا المركز الثالث والميدالية البرونزية للبطولة بعد انسحاب البحرين.
ورأى مبارك بالأسود نجم الشارقة والمنتخب الوطني السابق، أن شعور الرهبة كان مسيطراً على لاعبي «الأبيض»، كونها المشاركة الرسمية الأولى للمنتخب، وقال «فارق الخبرات بيننا وبقية المنتخبات كان كبيراً وقتها لم يكن لدينا دوري منظم، ورغم الفوز في المباراة الافتتاحية، إلا أننا خسرنا مرتين على التوالي أمام السعودية والكويت».
وأضاف «المفاجأة الكبرى، تمثلت في حصولنا على المركز الثالث، حيث كنا قد أنهينا مشاركاتنا بعد الخسارة من البحرين والكويت، لكن حدثت مفاجأة ونحن على المدرجات، حيث تم إبلاغنا بأن المنتخب الإماراتي حاز الميداليات البرونزية بعد قرار انسحاب البحرين، وأن علينا النزول لأرضية الملعب لتسلم الميداليات، وهو ما حدث فعلاً بعدما تقلدنا الميداليات، إلى جانب خنجر فضي عليه شعار البطولة مطلي بالذهب، قطعاً المفاجأة كانت سعيدة، وعوضت خسائرنا في البطولة التي مثلت تجربة مفيدة جداً لنا كلاعبين صغار وقتها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©