الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سارة سمير: كل ما حصلنا عليه «طبل وزمر وورق»!

سارة سمير: كل ما حصلنا عليه «طبل وزمر وورق»!
18 ديسمبر 2016 22:45
القاهرة (الاتحاد) تتغير الأسماء.. لكن الواقع على حاله.. من محمد إلى زميلته سارة سمير الحاصلة على برونزية الأولمبياد في رفع الأثقال أيضاً.. لا جديد.. التفاصيل ذاتها والإحباط نفسه، والكلام عينه.. فقط «السيناريو هو ما يتغير.. محمد في الفيوم وسارة في الإسماعيلية.. من الغرب إلى الشرق.. الهم واحد. في الطريق إلى سارة تقطع مسافة كبيرة في صحراء، وتتساءل: لا شك أن سارة تقطع كل تلك المسافة يومياً، وأكيد لديها سيارة، أو أن القائمين على اللعبة يوفرون حافلة لنقل الأبطال إلى حيث يتدربون وتعود بهم بعدها إلى منازلهم، وتصعق، عندما تعرف أن سارة تستقل «التوك توك» كثيراً للانتقال من بيتها إلى قاعة التدريب في الإسماعيلية، حيث تحتاج لأكثر من «توصيلة»، منها «التوك توك». سارة رغم روحها المرحة وضحكتها التي تضيء بيتها.. تبدو حزينة، لأن لا شيء تغير بعد الميدالية.. كل ما حصلت عليه كما قالت «طبل وزمر وورق».. شهادات تقدير وإشادات واحتفاليات، لا تغني ولا تسمن من جوع، وهي أيضاً حتى كتابة هذه السطور لم تتسلم شيئاً. احتاجت الرحلة إلى سارة عدة ساعات أيضاً، وسألنا كثيراً عن طريق الوصول إليها، وكان العنوان الأخير للبطلة، قاله لنا أحد البسطاء: «القصاصين.. الهوانيا.. جنب بتاع الكاوتش»، وبالفعل «بعد بتاع الكاوتش» مباشرة، اتخذنا طريقنا إلى قريتها، والتي تتصدرها المقابر، وهناك كتب الأهالي على «مقابرهم»، يهنئون ابنتهم بإنجازها في أولمبياد ريو دي جانيرو.. الموت والفرحة معاً.. هكذا الحياة. في بيت سارة، كان الاستقبال حافلاً، لكن ذلك لا ينفي أحزان الجميع البادية على وجوههم، خاصة الأم، والسبب أن ابنتهم دفعت ثمن الميدالية من مستقبلها، فقد رسبت في الثانوية العامة، ويوم وصولها من ريو، جاء إلى بيتهم ساعي البريد «بوسطجي»، يحمل رسالة، ظنوها تهنئة أو شيكاً، لكنها كانت رسالة من وزارة التربية والتعليم تؤكد أن سارة سمير قد رسبت في الثانوية العامة، لأنها غابت عنها، وكأنهم لا يعلمون أين كانت!. سارة الحاصلة على وسامين في بلدها، من الطبقتين الأولى والثالثة، لا تعرف كم عدد الميداليات التي حققتها، وتعكس قصة حصولها على برونزية ريو، إصرارها وتحديها، فقد عانت كثيراً قبل البطولة، وأصيبت ركبتها مرتين، لكنها عالجتها، وتحاملت على نفسها، وحققت مجداً وتاريخا لنفسها وبلدها. حول مشوارها، وكيف تفوقت وسط مجتمع لم يعتد كثيراً مشاركة البنات في الرياضة، تقول سارة: بالطبع عانيت كثيراً، فأنا من قرية تساءل الناس فيها كثيراً عن جدوى ما أفعله، والذي كان مغايراً لعاداتهم، لكن إصرار والدي رحمه الله والذي كان لاعباً لكرة القدم في نادي القناة، وقاني التساؤلات، وعندما بدأت أحقق الميداليات، تغير الوضع كثيراً، وأدرك الناس أنني أفعل شيئاً من أجلهم. عن تدريباتها، وكيف توفق بينها وبين الدراسة، تقول سارة: ألعب بنادي المدرسة العسكرية في الإسماعيلية، وأستقل «توك توك» من بلدي الهوانيا إلى القصاصين، ومن هناك إلى الإسماعيلية، كما أن أهلي اشتروا لي هنا مكاناً بجوار البيت يضم حجرة للتدريب فيها، وكل ما حصلت عليه من الاتحاد، هو «بارات الحديد» الصدئة التي أتدرب عليها. أضافت: أحصل على دروس خصوصية في المواد التي أدرسها بالثانوية العامة، فنحن هنا لا نذهب إلى المدرسة في الشهادة الثانوية، وقد حصلت على مجموع نحو 72 في المائة في «ثانية ثانوي»، وإن شاء الله سأعيد الثانوية من جديد، وكلي أمل في الله أن أجتازها، لألتحق بكلية التربية الرياضية، مثل أخيها محمد الأول على دفعته بالكلية ولاعب رفع الأثقال السابق. وعن جوائزها ومشوارها مع التكريم، تقول سارة: أعلى تقدير في حياتي، كان الحصول على درع أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وللحق فقد ساهمت معي تلك الجائزة كثيراً، ولا أغالي إن قلت إنها وصلت بي لما أنا فيه، فقد أنفقت منها على الكثير من احتياجاتي، سواء الفيتامينات أو المكملات وحتى بعض احتياجات الأهل في البيت، لقد كانت تلك الجائزة مفصلية ودفعة بي على طريق التفوق. أضافت: على صعيد الدولة هنا، فأعلى جائزة حصلت عليها كانت نحو 100 ألف جنيه، وبخصوص جائزة الميدالية الأولمبية، فلم أتسلمها للآن، ويقولون إنها 500 ألف جنيه، وأتوقع أن تصل إلينا نحو 350 ألفاً، وأنتظرها لأسدد منها أقساط «عفش أختي»، وعن نفسي أحب الميدالية نفسها أكثر من الجائزة، وأمنيتي أن أنجح بالثانوية العامة، وأن أمتلك أرضاً زراعية في بلدي، وقد سبق أن طلبت شقة من محافظ الإسماعيلية من العام 2014 ولم أحصل عليها، وكلمته بعد الميدالية الأولمبية ولا جديد أيضاً. وقالت: كل ما حصلت عليه من اتحاد رفع الأثقال «مجرد حديد»، وقد عرضت علي دول التجنيس بجنسيتها، ولكني رفضت، وكل ما أريده التقدير، وللأسف حتى الآن لم أشعر بأنني بطلة. وقالت، مخاطبة المسؤولين في الدولة: أرجوكم لا تفصلوا التعليم عن الرياضة، فهما شيء واحد، ومن الظلم أن يدفع بطل رياضي مستقبله العلمي من أجل الرياضة أو العكس. وكشفت سارة لـ «الاتحاد» أنها كانت «مخطوبة» لأحد لاعبي رفع الأثقال المصريين، لكنها فسخت الخِطبَة العام الماضي، بعد أن وقعت عدة مشاكل بينها، مشيرة إلى أن كل تركيزها الآن على مستقبلها، سواء العلمي أو الرياضي. والدة سارة، ما زالت حزينة لرسوب ابنتها في الثانوية، فهذا في بلدهم ما يذكره الناس أكثر من الميدالية، وقالت: لو خيروني بين الميدالية الأولمبية والنجاح في الثانوية العامة لاختارت «الثانوية»، ورغم أنها سعيدة بابنتها وبأنها حققت أمنية الأب الراحل، إلا أنها تشعر أن بطولة سارة لن تكتمل إلا بالثانوية. نشأ في حي تنتشر فيه الجريمة والمخدرات ربيعي.. بطل أولمبي صنع في «حي الصفيح» الدار البيضاء (الاتحاد) لم تختلف تجربة تختلف الوجوه والأماكن والتفاصيل والدول والملامح، ولكن «الخيط الدرامي» لأبطال الصدفة والصدمة لا يتغير من المغرب إلى مصر والسودان وتونس وصولاً إلى الإمارات. في سيدي مومن، في مدينة الدار البيضاء، وبالتحديد في حي الصفيحي المعروف بـ«دوار السكويلة» ولد محمد ربيعي العام 1993 من أسرة فقيرة، وشق طريقه حتى توج ببرونزية الملاكمة في أولمبياد ريو دي جانيرو. مسيرة محمد ربيعي بدأت داخل منزل لا تتعدى مساحته 50 متراً مربعاً، وبالأحرى صفائح قصديرية يلجأ السكان إلى تركيبها كل حسب اجتهاده في منطقة عشوائية تقع غرب مدينة الدار البيضاء، ولا ترتبط مثل هذه البيوت بشبكة الماء الصالح للشرب أو الكهرباء، كما أنها غير مرتبطة بشبكة الصرف الصحي. لذلك في المواسم الممطرة يمتلئ ما يمكن تسميته بفناء البيت بمياه الأمطار. في هذه الأحياء حيث ينتشر استهلاك المخدرات بشكل لافت، وفي هذا الحي نشأ شباب تورطوا في وقت لاحق في أحداث إرهابيه شهدتها مدينة الدار البيضاء سنة 2003. كان علي ربيعي والد محمد حريصا على ألا يختلط أبنه بباقي أقرانه، وألا يغادر المنزل أبدا، أما عمه الشرقي، الذي يعشق رياضة الملاكمة فكان يصطحبه معه كلما سنحت له الفرصة، لكن دون أن يدور بخلده، أن محمد سيصبح بعد سنوات بطلا للعالم ويتوج بميدالية أولمبية. في العام 2000 يتفق الأب علي وشقيقه الشرقي على ضرورة أن يلتحق أبنه بالنادي، من أجل إبعاده عن الحي الذي انتشرت فيه الجريمة بشكل لافت، لكن لسوء حظ محمد أن عمه الذي كان سيضطر لمغادرة المغرب والإقامة في إيطاليا، قبل أن يفعل ذلك كان أوصى صديقه بأن يحرص على رعاية محمد، لكن ذلك لم يحدث. انتقلت العائلة التي بدأت أحوالها المالية في التحسن إلى مغادرة الحي الصفيحي، إلى بيت يوفر ظروف الحياة الكريمة، وفي البيت الجديد للعائلة، الذي لم يكن يبعد عن حي الصفيح سوى بضعة أمتار، ولذلك كان هاجس رفاق السوء يطارد والد محمد، لذلك اقترح عليه أن يلتحق بأحد أندية كرة القدم، ولكنه رفض وأراد ممارسة رياضة الملاكمة، ولكن لأن الصالة بعيدة عن مقر سكن العائلة، قرر والده أن ينضم لفريق كرة القدم، وفي صبيحة يوم المباراة تخلف عن مرافقة الفريق، أمام إصرار هذا الأخير على موقفه، لجأ محمد ربيعي، وهو حينها طفل لا يتعدى عمره 10 سنوات إلى الحيلة، قال لوالده «أنا مصر على أن أصبح ملاكماً، وأنت تريدني أن أمارس رياضة أخرى، سنلجأ إلى القرعة، وسيكون علينا نحن الاثنين القبول بنتيجتها من دون تردد». يقول محمد ربيعي: «لجأت حينها إلى هذه الحيلة لأحقق حلمي، وانتهزت فرصة انشغال والدي بمتابعة نشرة الأخبار على التلفزيون، وكتبت على أكثر من سبع ورقات (الملاكمة)، ثم طويت الوريقات بعناية، وقلت له لقد حان وقت الاختيار، ونجحت الحيلة على الوالد، لكن خوفاً من أن يكتشف ما حدث، سارعت إلى تمزيق بقية الأوراق، قبل أن يعود إلي والدي لتأكيد التزامه، وكدت أطير فرحاً، ففي تلك اللحظة بدأت الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمه، أو بالأحرى كانت أول خطوة ناجحة في مشواره الجديد». وبعد خسارة أول مباراة تدرب بجدية أكبر، وأصبح مقبلاً بشكل لافت، وعندما وصل إلى عامه الرابع عشر، يقول مدربه السابق محمد الغزواني، حيث «تحركت الهواتف» لمنعه من خوض النزال النهائي من أجل نيل لقب بطولة المغرب، وتم تبرير ذلك كونه لم يكمل عامه 14؛ لأنه كان أمامه 5 أيام قبل الاحتفال بعيد ميلاده، غير أن المدرب يؤكد قائلاً: «كانت مؤامرة ضده؛ لأنه كان المرشح الأول للفوز بلقب بطولة المغرب في فئة الفتيان». لم يزد الحادث البطل المغربي إلا إصراراً على كسب التحدي، إذ في العام التالي توج بلقبي بطولة المغرب وأفريقيا، وأثبت قوته بخوض نزالات بطولية في مختلف المراحل النهائية لبطولة العالم للملاكمة في الدوحة، حيث حسم مختلف اللقاءات بالنتيجة نفسها (3 - 0) ضد أبطال من العيار الثقيل ينتمون إلى كبريات المدارس الرياضية في مجال الملاكمة، كما اختير أفضل ملاكم في السلسلة العالمية للملاكمة الاحترافية لعام 2015 بعد تقديمه موسماً ناجحاً بكل المقاييس، وفي أولمبياد ريو دي جانيرو توج بالميدالية البرونزية، وهو يحقق كل هذه الإنجازات مازال يتذكر أنه كان يمكن أن يصبح لاعب كرة قدم فاشلاً. خالته باعت خاتم الذهب ليسافر إلى الأولمبياد «الفاتح» غرق في «شبر موية» بالبرازيـل! الخرطوم (الاتحاد) يشارك في الأولمبياد للمرة الأولى، لم يحصد ميداليات، ترتيبه قبل الأخير. ورغم ذلك نال السباح السوداني عبد العزيز الفاتح شهرة واسعة، بعد أن وجه رسالة شكر شاهدها الآف على «يوتيوب» يشكر فيها كل من وقف بجواره حتى شارك في الألعاب الأولمبية بداية من خالته فائزة حتى مدربه. عبد العزيز الفاتح أحمد سباح مغمور وراءه قصة كفاح تستحق أن تروى، تجاوز كل الصعوبات من أجل تحقيق حلم المشاركة في الألعاب الأولمبية. لم يذهب عبد العزيز الفاتح ضحية «بحر أب روف» الشهير في مدينة أم درمان الذي ذهب إليه وهو في السادسة من عمره، وسبح فيه أيام طفولته بذلك الحي المعروف بالعاصمة الوطنية للسودان.. لكنه «غرق في شبر موية» عندما سافر إلى البرازيل ممثلاً لبلده في «أولمبياد ريو 2016» للمشاركة في سباق 50 مترا فراشة، وحل في المركز قبل الأخير. السباح الأولمبي تحول إلى الإقامة مع والديه وهو في عمر الـ17 عاماً، واختار أن يكون إلى جوار خالته فائزة في الثورة الحارة السابعة، أحد أحياء أم درمان أيضا، وتخرج في قسم إدارة الأعمال كلية علوم الطيران العام الماضي، لكنه لم يعمل في مجاله، حيث يعمل مدرباً في نادي كافوري في مدينة بحري، ويتقاضى راتباً شهريا قدره 1200 جنيه سوداني «يعادل 300 درهم». 4 سنوات يقول عبد العزيز الفاتح: «قبل 4 سنوات بدأت افكر في المشاركة في أولمبياد البرازيل، بعد أن تم اختياري لتمثيل السودان في الأولمبياد بدأت في إعداد نفسي في مسبح الكشافة البحرية العام 2015، رغم أنه غير مطابق للمواصفات الدولية، لكن هذا الذي كان متاحاً أمامي، كل إعدادي كان على نفقتي الخاصة، حتى مدربي عابد كان يشرف على الأمر بالمجان ودون مقابل مالي، تطوع وسافر معي إلى البرازيل، والمدرب هاشم الذي كان مشرفا على تدريبات رفع الأثقال، أيضاً متطوع، وكان يخرج بعد دوام عمله، حيث يعمل مهندس إلكتروني رفقة عابد في العمل، ويأتي للإشراف على تدريبي، وتكلفة الحصول على مدرب عالية، وما كانت لدي القدرة لتوفيرها». وصرف عبد العزيز الفاتح من جيبه الخاص على الإعداد مع مساهمات أهله.. كشف ذلك قائلا: «راتبي الشهري من عملي كمدرب لا يكفي اليوم الأول في الشهر، لست من أسرة غنية، أسرتي بسيطة جدا جدا، ولأني ابنهم الوحيد يجتهدون من أجل توفير احتياجاتي، كنت أحلم في الوصول إلى الأولمبياد بغض النظر عن النتيجة، ورغم التكاليف العالية وقف أهلي إلى جانبي في الترحيل والتغذية والتدريبات، وإن كنت حصلت على مبلغ 100 أو 200 ألف جنيه سوداني لحققت شيئاً مختلفاً في الأولمبياد، ومستعد لصرف الغالي والنفيس من أجل حلمي.. اللجنة الأولمبية السودانية اكتفت فقط بتسليمي مبلغ 800 دولار عندما كنت في البرازيل، وسافرت وفي جيبي مصروف 200 دولار». وتحدث عبد العزيز عن شعوره بعد العودة إلى السودان من دون إنجاز يذكر.. وقال: «قبل أن ابدأ السباق أطلقوا الشائعات وقالوا إن السباح السوداني حل في المركز الأخير، لكن المهم بالنسبة لي أنني أوصلت فكرتي للعالم، الزمن الذي حققته لا هو سيئ ولا أفضل بكثير من معدلي الذي كنت أحققه في التدريبات، حققت الممكن، لم أكن مندهشاً أو غاضباً، وقبل أن أسافر لم أتوقع تحقيق شيء، ليس إحباطاً وإنما حسابات منطقية، مقارنة بالمنافسين». ويضيف خالته فائزة حسن أحمد، الحاصلة على دكتوراه في البيئة، تعمل مديرة القطاع الخاص بوزارة التربية والتعليم، قالت إنها لم يهن عليها أن يسافر عبد العزيز إلى البرازيل من دون مصاريف شخصية، وقررت بيع «خاتم ذهب» وفر نحو 100 دولار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©