الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تقضي وقتاً ممتعاً مع طفلك؟

كيف تقضي وقتاً ممتعاً مع طفلك؟
9 يوليو 2011 21:25
أبوظبي (الاتحاد) - قد يتساءل البعض: “إلى أي مدى تفيد تلك الساعات التي نقضيها في صحبة أبنائنا واللعب معهم”؟ إن هذا السؤال هو مثار قلق لدى أم لا يبدي زوجها أي ميل لمداعبة أطفاله، أو هو دائم الغياب عن المنزل؛ لأنه مشغول بالعمل وليست لديه فرصة كي يشاهد أولاده إلا مرة أو مرتين كل أسبوع؛ لأن الأب عندما يعود من العمل يكون الابن نائماً. وعندما يخرج للعمل يكون نائماً أيضاً. لذلك نجد كثيراً من الأمهات يصرخن ويطالبن أزواجهن بأن يقضون بعض الوقت في رعاية أبنائهم. فالطفل لا يستطيع أن يجد المتعة الكاملة في اللعب مع أمه؛ لأنه معها معظم الليل والنهار، ونجد الأب يشعر بأنه مرغم على اللعب مع طفله، ويشعر بأن الجلوس معه واجب ثقيل الدم. وسرعان ما يصبح الجلوس مع الطفل مملاً. إن هذه الجلسة قد تكون “مفتعلة”، لكننا نجد بعض الآباء الذين يعرفون فن صحبة الأطفال يستمتعون تماماً بقضاء بعض الوقت في العودة مرة أخرى إلى الطفولة واللعب مع الأبناء في جو من المرح. ولو سألنا أنفسنا ما الذي يريده الابن من صحبة أبيه؟ إن الطفل يريد أن يلعب مع الأب ألعاب الأطفال المختلفة، لكن في أغلب الأحوال يسعى الابن لأن يقلد الكبار، وتريد البنت أيضاً أن تقوم بمهمة العناية بالطفل الوليد أو القيام بأعمال المنزل. وكل أب يعامل أطفاله بأسلوب مختلف. إن الأب له بطبيعة الحال صفات تختلف عن أي أب آخر. هناك والد له رهبة ويعامله الأطفال باحترام مبالغ فيه، وآخر يحب اللعب والضحك مع أبنائه. وثالث يملك مهارة يدوية ويجيد تصليح أي شيء في المنزل بيديه. وهناك والد له هوايات فكرية كالقراءة، وهناك الآباء المتزمتون للغاية. ولكل واحد علاقة ما بأطفاله. وهذه العلاقة تولّد في الطفل حب طبيعة الابن والأب. وعلى الرغم من الاختلاف بين أنماط شخصيات الآباء، فإن أي أب يستطيع أن يكون والداً محبوباً من أطفاله إذا استطاع أن يغرس في ابنه الإحساس العميق بأنه يحبه، ويغتبط بالوجود معه ويقبله بحسناته، لهذا ليس هناك عدد محدد من الساعات يجب أن يقضيه الأب مع أبنائه؛ لأن هذا النوع من الافتعال يرفضه الأب والابن معاً. ويؤلم نفسية الأب، ويؤذي نفسية الابن لأنه يشعر أن والده موجود معه تحت ضغط ضرورة اللقاء وإياه. علينا أن نراعي عمر الطفل ومدى شغفه، وأن نتيح له أن يتدرج في استيعاب المسائل المعقدة. صحيح أن الأب يشتري هذه الألعاب ليعوض الحرمان في بعض الأحيان، الذي عاناه في طفولته، لكن ليس هذا هو الهدف من شراء اللعب للابن طبعاً. إن الهدف هو أن يسعد الابن فعلاً بالألعاب التي يلعبها. وهناك بعض الآباء الذين يحبون أن يزيدوا من معلومات أبنائهم عن طريق زيارة المتاحف والمعارض وحدائق الحيوانات. إن ذلك يمكن أن يثير متعة الطفل والأب معاً ويزيد من معلومات الطفل فعلاً. ومن أفضل الأشياء في إدخال السعادة على الابن هو أن يشترك مع أبيه في هواية معينة سواء كانت زراعة الزهور، أو أعمال النجارة أو صيد السمك أو رؤية مباريات كرة القدم، فمثل هذه الهوايات المشتركة لا نجد الأب فيها يفتعل شيئاً أو يجبر نفسه على شيء لا يحبه. بل يتعلم الابن أشياء عبر هذه الهوايات المشتركة من الأب وتقوي الروابط بين الاثنين. والأم أيضاً تقضي وقتاً طويلاً في أعمال المنزل ورعاية الطفل الصغير، والفتاة تحب أن تشارك أمها في مثل هذه الأعمال وخصوصاً في الفترة قبل المراهقة، والأم المتزنة هي التي تستفيد من مشاركة ابنتها لها حتى ولو كانت هذه المساعدة ضئيلة ولا تذكر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©