الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنسان والتفكير والذاكرة (2)

9 يوليو 2011 21:22
توقفنا في العدد الماضي عند موضوع التشابكات العصبية، وذكرت أن الإنسان يولد والخلايا العصبية لدماغه غير متصلة إلا ما نسبته 2% تقريباً يتفاعل بها مع احتياجاته في هذا العمر كاحتياجه للبكاء عند الجوع والخوف والألم وغيرها. وهذا يقودني لتوضيح أمر مهم وهو أن وجود التشابكات العصبية بين الخلايا العصبية للدماغ تعني وجود معلومات (سمعية، صورية، حسية، ..)، وكلما كثرت المعلومات وتنوعت كلما زادت كمية التشابكات، وكلما استخدمت بشكل مستمر كلما حافظت على حالتها التشابكية أطول مدة ممكنة، وتقل كلما قل استخدام الإنسان للمعلومات لفترات طويلة وهذا يوضح لنا أحد أسباب حالة النسيان لبعض المعلومات التي تحدث للإنسان من وقت لآخر، مع بقاء المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، كنسيان أسماء أشخاص منذ زمن لم نرهم، ولم نتعامل معهم أو نسيان الاسم بسبب استخدام الكنية بشكل دائم، ونسيان بعض الآيات والسور القرآنية لعدم تعهدنا لها بالمراجعة والقراءة والحفظ المستمر، ونسيان الأبيات والقصائد الشعرية التي درسناها في المدارس وغيرها. يقول الدكتور محمد هاشم ريان في كتابه “مهارات التفكير وسرعة البديهة وحقائب تدريبية” إن “التفكير مظهر من مظاهر النشاط الإنساني، مثله في ذلك كمثل بقية الأنشطة السلوكية التي يمارسها الفرد في موقف معين، ويتصف هذا النشاط العقلي بأنه كامن ولا يمكن ملاحظته مباشرة، ولكن يستدل عليه من أثره، شأنه في ذلك شأن سائر التكوينات الفرضية الأخرى. بالإضافة إلى أنه نشاط رمزي يتضمن التعامل مع الرموز والقدرة على استخدامها، حيث يشير التفكير إلى السلوك الضمني أي النشاط غير المنظور. وهو عملية حيوية ديناميكية نشطة مملوءة بمثيرات تتضمن اختباراً مستمراً للفروض ومناقشة الآراء والأفكار والمقترحات، ولا ينمو في فراغ بل يستدعي وجود هدف لدى الفرد، وقوة دافعة محركة له نحو تحقيق هذا الهدف، فالعاطفة تشكل القوة الدافعة لتوجيه السلوك نحو تحقيق الهدف. وهو مجموعة من عمليات المعالجة داخل الجهاز المعرفي، فهو عملية عقلية معرفية، وتحدث داخل العقل الإنساني أو النظام المعرفي، ويستدل عليها بالتالي بطريقة غير مباشرة من سلوك الفرد في حل المشكلات التي تعترضه في الحياة، فالتفكير ليس مجرد مهارة رابعة أو خامسة تضاف إلى المهارات الأساسية وهي مهارات القراءة والكتابة والحساب، بل هو أساس المهارات التعليمية جميعها”. عزيزي القارئ حاول دائماً أن تكون في حالة ذهنية إيجابية بعيداً عن التفكير السلبي الذي يسبب لك ضغوطات نفسية تؤذي جسدك وتعكر عليك صفو حياتك وتملأ ذاكرتك بما لا يفيد. اجعل ذاتك تتكيف مع الأوضاع وتتأقلم معها، كن كما قال المولى عز وجل: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)،(الفرقان: 63). فالانفعال والغضب والقهر والزعل والحزن والقلق وغيرها لن تحل الأمور ولن تريح العقل والقلب، فاستمتع بحياة بشكل أفضل. د.عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©