الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تسعى لترسيخ دورها الاقليمي في العراق

8 يوليو 2006 02:29
د· رسول محمد رسول: على رغم أن إيران تخوض غمار التفاوض المباشر وغير المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية في شأن الملف النووي، نرى طهران غير بعيدة عن تطورات الشأن العراقي التي سبق لواشنطن وأن تمنَّت الحوار مع طهران لتلعب هذه الأخيرة دوراً إيجابياً في العراق الجديد· في هذا الخضم تواصل كل من بغداد وطهران توطيد علاقاتهما الثنائية في ظل جملة من التحديات التي تواجه المنطقة وعلى رأسها التحدي الإرهابي الذي يبدو أنه يطال المنطقة برمتها ولا يقتصر على العراق فقط· لقد شهدت العلاقات بين طهران وبغداد في منتصف الشهر الجاري زيارة عبد العزيز الحكيم، زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحَّد المشاركة في البرلمان العراقي المنتخب، إلى طهران، وهي الزيارة التي اكتسبت دلالات عدَّة كونها جاءت بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الوطنية الموحدة بالعراق، وبُعيد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن المفاجأة إلى بغداد، وبُعيد مقتل الإرهابي أبي مصعب الزرقاوي· اتفاقات الجعفري ومع أن هذه المتغيرات ذات شأن كبير على صعيد تطورات الموقف في العراق، إلاّ أن زيارة الحكيم إلى طهران استعادت بعض ما تبنَّته إيران بشأن العراق من اتفاقات سابقة قطعتها على نفسها عندما كان إبراهيم الجعفري، رئيس وزراء العراق السابق، قد أبرمها مع الجانب الإيراني· ففي معرض لقاء الحكيم مع منوشهر متقي، وزير الخارجية الإيرانية، قال الأخير إن زيارة الحكيم إلى إيران تفتح باباً جديداً في تنمية التعاون بين البلدين· وأعلن عن استعداد بلاده للبدء بتنفيذ الاتفاقات السبعة، التي وقعت خلال زيارة رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري إلى إيران قبل عام من تاريخ هذا اللقاء، تلك الاتفاقات المتعلقة بمشاريع الطاقة والربط الكهربائي بين إيران وجنوب العراق، وخط أنابيب للنفط والغاز، ومساهمة إيران في اعادة اعمار العراق، وتطوير التجارة الحدودية ومختلف المجالات الاقتصادية· ويبدو أن تأكيد الحكيم على تفعيل الالتزامات الإيرانية تجاه العراق أنها محاولة شخصية وحزبية منه أكثر منها رسمية، كما أنها بنت العلاقات الايجابية التي امتدت لنحو عقدين من الزمان تلك التي جرت بين الحكيم وإيران؛ فمعلوم أن طهران كانت قد استضافت (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) وقوات (فيلق بدر) العسكري التابع للمجلس على أراضيها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي حتى انهيار النظام السابق في إبريل ·2003 لكنها محاولة ذات نتائج مهمة تصب في تطوير العلاقة بين العراق وإيران التي يراهن عليها كلا الطرفين في الخروج من أزمات مستفحلة لعل أهمها هي أزمة ما يمرُّ به العراق بل والمنطقة بسبب الفعل الإرهابي· طهران·· والجامعة العربية·· كما أن هذه الزيارة فعَّلت المشروع الذي تقدَّمت به إيران في وقت سابق من هذا العام بشأن عقد مؤتمر يُعنى بشؤون (الأمن في العراق) بين السابع والثامن من شهر يوليو القادم· والواضح أن لإيران أجندتها الخاصة من وراء عقد هكذا مؤتمر في وقت تجتهد فيه (جامعة الدول العربية) لعقد مؤتمر طال انتظاره يشمل كل أشكال الطيف السياسي العراقي من أجل حفظ بيضة الأمن والوحدة الوطنية في العراق· ومن تجليات تلك الأجندة أن طهران تريد أن تكون اللاعب الإقليمي المركزي في الشأن العراقي الملتهب، وهذا المسعى يضمر رسالة واضحة إلى واشنطن بأن إيران هي هنا والآن على الصعيد السياسي مثلما هي هنا والآن في تخصيب اليورانيوم· مع ذلك، فإن ما يهم العراق اليوم هو الخروج من عنق الزجاجة لحفظ بيضة الأمن والاستقرار المفقود؛ فالعراق ينظر إلى إيران بوصفها اللاعب الإقليمي المركزي في الساحة العراقية بل وفي المنطقة بعد المتغير النووي الذي لجأت إليه طهران، ولذلك رحب العراق بمبادرة إيران لعقد المؤتمر على أراضيها بمشاركة وزراء وممثلي بعض الدول العربية، وبمشاركة مركزية لمصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، فضلاً عن العراق وإيران· ومن هنا كشف متقي، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الحكيم في طهران في السابع عشر من الشهر الجاري، أن موضوع المؤتمر الأمني وجدول أعماله، الذي هو التركيز على التعاون بين هذه الدول حول العراق والقضايا الأمنية، وكان البحث فيهما مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال زيارته الأخيرة إلى طهران· وأوضح متقي أن إيران وجهت الدعوات إلى وزراء خارجية دول الجوار، والى مصر والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلي، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية لإنجاحه بعد التوافق على ذلك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري· مقارنة ومقارنة بين مبادرة الجامعة العربية والمبادرة الإيرانية، فإن الأولى ترى أن تحقيق الأمن والاستقرار إنما يبدأ من الداخل العراقي، بينما ترى الثانية أن أمن العراق وتحقيق الاستقرار فيه إنما يبدأ من الخارج· ولهذا قال الوزير الإيراني: إننا سنبعث رسالة واضحة تشدِّد خلالها هذه الدول لإرساء إرساء الأمن في العراق، لافتاً إلى أن أمن هذا البلد واجب إقليمي يقع على عاتق كل الدول لأن الإرهاب لا يطال العراق وحده بل يلحق الضرر بكل دول المنطقة· وشدَّد متقي على أن الاجتماع سيركز، بالإضافة إلى الموضوع الأمني في العراق، على إرادة الجميع في دعم العملية السياسة وبناء الدولة بالعراق·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©