الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبز التنور..رفيق موائد الإفطار والسحور

خبز التنور..رفيق موائد الإفطار والسحور
23 يوليو 2014 23:31
أزهار البياتي (الشارقة) يحن كثيرون لرغيف خبز «التنور» (الوقافي) الساخن، ولا تزال بقايا عبق من رائحته اللذيذة التي تدغدغ القلوب قبل الأنوف عالقة في الذاكرة، وكأنها تستحث الحنين لماضي الآباء والأجداد، لتعيد من يأكله إلى زمن الأصالة والبساطة. سحر خاص في الشارقة وبين مناطقها الشعبية، لا يكاد المرء أن يمر حتى تشده قدماه نحو تلك الأفران التقليدية، لتطالعه مشاهد لأشكال عدة من التنور التراثي القديم، وحيث تتراقص من فوهته نيران متقدة يتلظى على وهجها أرغفة شهية من الخبز الحار الذي يفضله نسبة كبيرة من الإماراتيين رغم شيوع المخابز الأوتوماتيكية الحديثة وما تنتجه من أنواع مختلفة، وكأن لهذا الرغيف التقليدي البسيط سحراً خاصاً. وبحلول شهر رمضان الكريم، وموائده العامرة، يحلو الطعام أكثر مع رغيف الخبز «الوقافي» كما يسمى باللهجة المحلية. إلى ذلك، يقول أحمد عمران (48 سنة) «لخبز التنور قيمة عند معظم أهل الإمارات والمنطقة، ولطالما ارتبط بذاكرتنا الطفولية، واحتل جزءاً من ثقافتنا الاجتماعية، فأطباق الشعوب وأكلاتها تعبّر عن هويتها وتراثها الأصيل»، مضيفاً «في الزمن القديم كان هذا الخبز يحضّر منزلياً بالتنور الطيني الموجود في معظم البيوت آنذاك، وكانت الأمهات والجدات يستمتعن وهن يخبزن أقراصه اللذيذة ويقدمنه ساخناً لبقية أفراد الأسرة والجيران بكل حب وكرم، واليوم ورغم سمات التطور والمدنية التي طغت على كل مظاهر الحياة، إلا أن لهذا الرغيف مكانة خاصة، فتجده متربعاً على موائد الإفطار في رمضان عند الكثير من الأسر الإماراتية والعربية والآسيوية». روعة البساطة يومياً وقبل انطلاقة مدفع رمضان، وفي الساعة التي تسبق موعد الإفطار تحديداً، تتجمع طوابير الصائمين على بوابات مخابز التنور الشعبية، منتظرة أرغفتها الحارة من الخبز «الوقافي» الذي يخبز أحياناً بالطحين الأبيض على الطريقة الإيرانية، وأحياناً أخرى بالطحين الأسمر كالخبز العربي أو الأفغاني، ولكن تبقى طريقة إعداده وتحضيره واحدة، ومواده ومقاديره بسيطة. في هذا الإطار، يقول الخبّاز محمد نور غلام «خبز التنور هو ذاته لا تتغير أدواته أو مكوناته أو طرق إعداده، والتي تتكون عادة من خليط الطحين والماء الدافئ والخميرة وبعض ذرات الملح، والتي تترك لساعات حتى تختمر العجية لتقرص بعدها بكف اليد وتمد على مخدة قطنية مدورة، ثم يتم لصقها على جدار التنور الحامي حتى تنضج، فيلتقطها الخبّاز بملقط معدني خاص، ويقدمها للمشترين وهي ساخنة». وفي هذا الشهر المبارك، يزداد الطلب ويتضاعف على شراء خبز «الوقافي»، حيث تعمل معظم الأفران الشعبية لساعات متأخرة بعد منتصف الليل، في سبيل لحاق تهافت الزبائن، خاصة قبل موعدي الإفطار والسحور، لما يتمتع به من قيمة غذائية عالية وطعم شهي، حيث يكون رفيقاً للعديد من الأكلات والأطباق التقليدية والشعبية، منها وجبات المرق والثريد والنواشف بأنواعها، ومنها أيضاً أطباق المشويات والكباب وخلافه، كما يحلو طعم رغيف خبز التنور عند وجبات السحور بصحبة استكانة من الشاي المهّيل مع القليل من الجبن الأبيض وأوراق الزعتر والريحان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©