الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فتح بور سيكري» خليط من التقاليد المعمارية الإسلامية والهندية

«فتح بور سيكري» خليط من التقاليد المعمارية الإسلامية والهندية
23 يوليو 2014 22:45
فتح بور سيكري هي واحدة من أهم المدن الملكية المسورة التي أنشأها أباطرة المغول بالهند، وتعد من المجمعات التي احتفظت بمعالمها الرئيسية على مر الزمن. فقد أمر جلال الدين أكبر بتشييد هذه المدينة احتفالاً بانتصاراته الحاسمة على ملوك الهندوس وبدأ العمل فيها عام 977 هـ «1569م»، وبعد عامين من العمل قرر أكبر نقل عاصمة دولته من مدينة أجرا إلى موقع تلك المدينة التي عرفت أولاً باسم فتح أباد، ثم اشتهرت باسم فتح بور سيكري أي مدينة النصر، وجاء مقطع سيكري لهذه التسمية بسبب أن المدينة برمتها شيدت على تل مرتفع يعرف باسم قرية سيكري القديمة القريبة من موقع هذا المجمع الملكي. عاصمة لدولة المغول تقع فتح بور سيكري على بعد 36 كم إلى الجنوب الغربي من موقع مدينة أجرا القديمة بولاية أوتار براديش الهندية، وقد استغرق العمل فيها قرابة 15 عاماً، أشرف خلالها أكبر بنفسه على أعمال البناء، بل وتدخل في تحديد تخطيطها الذي عهد به للمعماري الهندي طاهر داس، ورغم ذلك الاهتمام الملكي إلا أن فتح بور سيكري لم تظل عاصمة لدولة المغول إلا لسنوات قلائل بعد انتهاء أعمال البناء فيها، إذ هجرت في عام 1585م بسبب ندرة المياه فيها ونتيجة لاضطراب الأمور في أراضي الراجبوت الهندوس القريبة، ما اضطر أكبر لاتخاذ لاهور عاصمة له ليتمكن من إقرار النظام في الدكن قبل أن يعود إلى أجرا في عام 1598م. مسورة من ثلاث جهات لم تعد فتح بور سيكري عاصمة لدولة المغول إلا لفترة قصيرة من حكم الإمبراطور محمد شاه «1719- 1748م»، وهي تبدو اليوم بأطلالها التي تمتد لنحو 3 كم وبعرض كم كمدينة أشباح مسورة من ثلاث جهات، بينما كانت هناك بحيرة في الجهة الرابعة تعمل كحاجز مائي ضمن تحصينات المدينة. أراد أكبر لمدينته المحصنة أن تعكس التقاليد المعمارية للمدن التي أقامها أجداده من نسل تيمور لنك في آسيا الوسطى تحت تأثير العمارة الفارسية الإسلامية، ورغم أن التصميم العام لها يعكس في بعض جوانبه طريقة تنظيم المخيمات البدوية العربية والتركية، إلا أن عبقرية أكبر المعمارية تتجلى أيضاً فيها، حيث أعاد صياغة التأثيرات المعمارية الإسلامية مع عناصر من العمارة الهندية القديمة والعمارة الإسلامية الإقليمية، خاصة في جوجارات والبنغال لتعطي تصميماً جديداً للمدن يعكس السمات الخاصة للعمارة في عهد أباطرة المغول. تشكل مباني فتح بور سيكري خليطاً متناسقاً من التقاليد المعمارية الإسلامية والهندية بسبب استخدام بنائين من أقاليم إسلامية وهندية مختلفة، وقد استخدم الحجر الرملي الأحمر في تشييد أسوارها التي يبلغ طولها نحو 6 كم، وجعل لها مهندس البناء بوابات عدة، هي دلهي ولال وأجرا وبيربال وشاندنبال وجولار وتيهرا وجوهار وأجمير. وتضم المدينة الملكية مباني عدة أقدمها على الإطلاق المسجد الجامع الذي يوجد به على المدخل الكبير المطل على الصحن نص تأسيسي يشير إلى انتهاء العمل به وافتتاحه للصلاة في عام 979 هـ «1571م». وقد شيد هذا الجامع على نمط المساجد الهندية، أي أنه مؤلف من صحن مفتوح حوله إيوانات معقودة وقد شيدت أعلاه قباب بصلية صغيرة، بينما منطقة المحراب الرئيسي غطيت بقبة ضخمة كسيت من الداخل بالرخام المزخرف بالخفر بزخارف هندسية ونباتية. ويتقدم المسجد الجامع لفتح بور سيكري بوابة ضخمة شيدت بعد خمس سنوات من بناء الجامع تعرف باسم بولاند دروازه، وقد بنيت لتتقدم الجدار الجنوبي للمسجد الجامع كقوس نصر يخلد انتصارات أكبر الباهرة في جوجارات، ويصل ارتفاع هذه البوابة إلى 55 متراً، وهي مدخل ثلاثي العقود، وعلى العقد الأوسط الكبير نص تأسيسي يعين تاريخ البناء في عام 985 هـ ونص آخر باللغة الفارسية جاء فيه أن عيسى بن مريم قال إن الدنيا قنطرة عبور مدتها ساعة، وينبغي ألا ينفق العبد هذه الساعة إلا في العبادة. بوابة حدوة الفرس وتعرف بولاند دروازه بين العامة باسم بوابة حدوة الفرس، وذلك بسبب تثبيت عدد كبير من هذه الحدوات على الباب الخشبي الضخم الذي يغلق عليها على سبيل التيمن بجلب الفأل الحسن. وقد اهتم أكبر بتخليد ذكرى معلمه الصوفي الشهير سليم الشيشتي فشيد له مقبرة بقلب صحن المسجد تعكس تقاليد بناء الأضرحة في إقليم جوجارات خلال القرن 15م، فهي عبارة عن بناء مربع كسيت جدرانه بألواح الرخام الأبيض، بينما يدور حول القبر مطاف مغطى تحجبه عن المبنى حجاب من الرخام المفرغ بزخارف نباتية وهندسية، وبداخل حجرة الدفن قبر الصوفي الشهير الذي تغطيه تركيبة خشبية مزخرفة بالصدف. وتعد فتح بور سيكري اليوم مزاراً سياحياً مهماً بالهند، خاصة بعد إجراء حفائر أثرية في محيطها كشفت عن أنقاض مدينة هندية قديمة واستمرار أهل سيكري في إنتاج التحف التقليدية التي تلقى رواجاً تجارياً كبيراً. مراجعة الطبيب.. فوراً يجب على الحامل الحذر، وعند حدوث أي من الأمور التالية تجب مراجعة الطبيب المختص: • الدوار أو الإغماء والشعور بالضعف، وهنا ينبغي كسر الصيام وتناول بعض السكريات مثل التمر أو عصير الفواكه الطبيعي قبل الذهاب إلى الطبيب. • الغثيان والقيء، لا سيما في أشهر الحمل الأولى. • الانقباضات المؤلمة فهي قد تدل على الولادة المبكرة • خسارة الوزن أوعدم اكتساب الوزن فهذا قد يدل على وجود مشاكل. • الصداع الشديد أو ارتفاع الحرارة أو اضطرابات الرؤية. • انخفض حركات الجنين أو توقفها. عبادة خانة يضم الحي الملكي بفتح بور، عدة مبانٍ أخرى منها عبادة خانة، وقد شيدت العام 1575م لتكون قاعة لاجتماعات أصحاب الدين الإلهي وبيوت لزوجات أكبر المسلمات والهندوسيات، وكذلك مقر الإقامة الخاص بالسلطان والمعروف باسم بانش محل، وهو مؤلف من خمسة طوابق وبيت لوزيره الهندوسي بيربال، وكذلك حجرة لدق الطبول إيذانا بوصول «أكبر»، وتعرف باسم نوبة خانة، وهي تقع عند بوابة الفيل بالسور الجنوبي للمدينة، فضلاً عن دار سك النقود والدفتر خانة وحمامات تركية واسطبلات والورش الخاصة بالصناع الذين يعملون في خدمة البلاط، وهي المعروفة باسم كار خانة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©