الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سر العلامة 111 على وجوه الناس

8 يوليو 2006 02:21
دبي : سامي أبو العز ماذا حدث؟ أين اختفت الابتسامة؟ هل تاهت في الزحام؟ أم أنها ضحية جديدة من ضحايا وتيرة الحياة المعاصرة التي أفرزت احساسا بالغربة؟ أسئلة حائرة تبحث عن إجابات شافية عن سر العلامة111 على وجوه الجميع· البداية كانت نكتة من النوع الثقيل الذي يضحك الصخر كما يقولون أطلقتها على جمع من الأصدقاء وانخرطت في موجة من الضحك حتى اكتشف أنني اضحك وحدي أما الباقون فيعتليهم غضب وشرود وضيق فتخيلت أنني السبب وأنى من أفسد عليهم جلستهم وأصابهم بالاكتئاب·· لكنها لحظات بسيطة وانجلت الحقيقة مكتشفا أن أحدا لم يسمعني أو يركز فيما أقول ليس لأن ما قلته لا يستحق الضحك ولكن لان كل منهم لديه من الهموم ما يمنعه من الابتسامة· والشعوب العربية تحديدا ومنذ قديم الأزل معروف عنها عشق الابتسامة وكره النكد والحزن خصوصا في زمن العزة··أما الآن فمن في أمتنا العربية من أقصاها إلى أدناها يستطيع الابتسامة وعلى ماذا يضحك اللهم إلا المضحكات المبكيات لما يواجه أمتنا من مخاطر وأهوال يشيب من قسوتها الوليد وما يحدث في فلسطين والعراق وغيرها العديد من البلدان العربية والإسلامية ألا يصيب بالكآبة والحزن العميق· ومناظر الدماء والقتل الجماعي والعشوائي التي تحدث في تلك الأماكن الملتهبة وتصبح ضيفا ثقيلا مفروضا علينا في كل نشرات الأخبار وفي جميع وسائل الإعلام ··ألا تدعو للكآبة؟ وأد الأطفال وذبح الشيوخ والنساء على أيد من لا يعرفون الله ولا يلتزمون بمواثيق وضوابط لحقوق الإنسان أو أي من الأعراف الدولية، ألا يدعو إلى الكآبة وتيبس القلوب· المقيمون سواء كانو عربا أو عجما أو أيا شاءوا جاء كل منهم تاركا جبالا من الهموم في بلاده لازمتهم حتى في منامهم ونغصت عليهم حياتهم فتحقيق الأحلام درب من الخيال· وعلى المستوى المحلى تشكلت الظاهرة بقوة نظرا للتركيبة السكانية وعموما لكل أسبابه فالبعض يحكى أن سوق الأسهم وما حدث فيها من تقلبات وانهيارات وفقدان البعض لجزء كبير من مدخراتهم أحدث اختلالا كبيرا بداخلهم أتبعه خوف وقلق ورعب من المستقبل مفاده في النهاية شرود ورعب وقلق وعيون زائغة لا تعرف طريقا ولا هدفا إلا شاشة التداول في البورصة ربما استقام ميزانها وعادت معها الابتسامة· البعض الآخر يلقي اللوم وبشدة على الزحام المروري الذي أصاب مدن الدولة في مقتل فمن منا يستطيع أن يرتبط ويلتزم بموعد ويحقق وعده حتى ولو كان الموعد على بعد مسافة بسيطة· ومن منا لم يتعرض للوم من مديره أ ورئيسه في العمل لأنه تأخر عن موعد الدوام مع أنه خرج من منزله قاصدا الدوام قبل موعد العمل بساعة وربما بساعتين؟ ولا ننسى غلاء المعيشة بشكل عام وارتفاع إيجارات المساكن بشكل خاص وكذلك مصاريف التعليم الخاصة المرتفعة جدا ما جعل العديد من الوافدين يضطرون لترحيل أولادهم إلى مواطنهم الأصلية ما يفرق شمل الأسر ولا يحصد الجميع سوى الحزن والقلق ولأن الكآبة أصبحت السمة المهيمنة على الكثيرين حتى هؤلاء الذين كنا نطلق عليهم دائما - خفاف الظل - فإن الأمر أصبح في حاجة إلى خطط عاجلة وسريعة للحفاظ على كنز عربي ثمين من الاندثار والتمسك بروح المرح والدعابة والفكاهة كقيم أصيلة في حياتنا لكن من يملك ذلك في عصرنا الراهن فإنه حقا يملك المستحيل
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©