الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق و«داعش».. والتحدي المائي

5 يوليو 2015 22:51
هناك شيء واحد يتفق عليه مقاتلو تنظيم «داعش» والحكومة العراقية التي يواجهونها: إن تركيا تستهلك أكثر من نصيبها العادل من المياه، حيث يقول المسؤولون العراقيون إن مستويات المياه على نهر الفرات الذي يمتد حوالي 2700 كيلومتر من شرق تركيا إلى سوريا والعراق قد انخفضت بأكثر من النصف هذا العام، ما يضعف محاصيل المزارعين ويزيد من خطر اندلاع نزاع إقليمي أوسع. ويقول العراق و«داعش» إن على تركيا أن تفرج عن كميات أكبر من المياه من سدودها من أجل تجديد النهر في منطقة الهلال الخصيب حيث باتت ظروف شبيهة بالجفاف تتهدد الملايين حالياً، على أن الوضع ازداد حدة بالنسبة إلى العراق بعد أن استعمل «داعش» سداً سيطر عليه في الرمادي في يونيو الماضي لقطع المياه عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. ومن جانبها، تقول تركيا إنها ترعى مصالحها وإنها استثمرت 35.5 مليار دولار في إنشاء السدود ومشاريع للسقي من أجل ضمان إمدادات المياه. بيد أن المشكلة في المنطقة لا تتعلق بـ«من هو البلد الذي يقع عليه اللوم»، يقول عالم المياه بوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، جاي فاميجليتي، وإنما بـ«عدم الاتفاق على كيفية تدبير مياه الأنهار عبر الحدود السياسية». ويقول عالم المياه في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إن تركيا تصرفت بشكل أحادي وأنشأت سدوداً و«غيّرت بشكل كبير حجم تدفق النهر إلى البلدان الواقعة أسفل النهر مثل سوريا». أعمال البناء متواصلة في السدود الستة الأخيرة من مشروع يروم بناء 22 سداً جنوب شرق تركيا، معظمها على نهري دجلة والفرات، اللذين يتدفقان جنوباً من تركيا مشكّلين جزءاً من حدودها مع سوريا قبل أن يعبرا العراق، ومن المقرر أن تكتمل أعمال بناء السد ومشاريع السقي على دجلة العام المقبل رغم الاحتجاجات العراقية. وكانت تركيا قد وقعت اتفاقاً مع سوريا عام 1987 للاحتفاظ بحوالي ثلث متوسط حجم التدفق التاريخي لنهر الفرات، لكن أنقرة ليس لديها أي اتفاق من هذا النوع مع العراق. كما لا توجد أي اتفاقية دولية خاصة بنهر دجلة، غير أن مسؤولاً تركياً، وافق على التحدث شريطة عدم ذكر هويته، نظراً إلى حساسية الموضوع، قال إنه بالإمكان إقناع تركيا بتنظيم تدفق نهر دجلة بمعدل مماثل للفرات. وفي الأثناء، يقول عادل درويش، الذي ساهم في تأليف كتاب بعنوان «حروب الماء: الصراعات المقبلة في الشرق الأوسط»، محذراً: «إن رغبة تركيا في استهلاك مزيد من المياه يمكن أن تؤدي إلى الزج بالمنطقة في اضطرابات أكبر»، مضيفاً: «إن تركيا تعتقد أنها تستطيع التصرف من دون خوف من العقاب، بينما الآخرون منشغلون بمحاربة داعش». والواقع أن غياب «اتفاقية دولية بين بلدان الحوض المائي يمثل عقبة بكل تأكيد»، وإنْ كانت ثمة اتفاقيات ثنائية حول تقاسم المياه بين تركيا وسوريا، وسوريا والعراق، كما يقول فاكور سومر، الذي يُعتبر مرجعاً في القضايا المتعلقة بالمياه في جامعة سلجوق التركية. لكنها ليست الوحيدة التي تواجه مشاكل دولية تتعلق بالمياه، فهناك حوالي 261 حوضاً عابراً للحدود تغذي 40 بالمئة من سكان العالم. وتقول الأمم المتحدة إن عدد المتأثرين بندرة المياه بسبب تغير المناخ قد يتضاعف إلى 1.8 مليار دولار بحلول 2015. وتقول شروق العبايجي، نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي: «إن مستويات المياه انخفضت إلى مستوى قياسي»، لأن تركيا تأخذ أكثر من نصيبها العادل. وهو رأي يشاطرها فيه «داعش» الذي اعتبر أن نقص المياه هو «أكبر تحدٍّ» يواجهه، في شريط فيديو أذيع في مايو الماضي، كما اتهم التنظيم تركيا في أغسطس الماضي بتقليص كميات المياه من أجل السيطرة، وهي تهمة تنفيها السلطات التركية جملةً وتفصيلاً. زايد صباح وسيلكان هوكا أوجلو وجاك فيرويذر – واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©