الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حماة تتذكر رعب الماضي وتأمل في الجيل الجديد

حماة تتذكر رعب الماضي وتأمل في الجيل الجديد
9 يوليو 2011 00:43
بعد ثلاثة عقود على سحق القوات السورية تمرد جماعة “الاخوان المسلمين” في حماة، ما زالت الذكريات المؤلمة تطارد أم ياسين التي قتل ابنها الشاب بالرصاص أمام باب منزلها، وقالت “بدأت أصرخ ثم وخزني الضابط وقال لي أدخلي ابنك هو قتل نفسه.. قلت له انتم قتلتم ابني.. هو صغير عمره 15 سنة”. وتتذكر المرأة البالغة من العمر 62 عاما بمرارة شهر فبراير من عام 1982 عندما أرسل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار قواته لسحق تمرد حماة. وقالت نور الأصفر (ام ياسين) التي كان عمرها 32 عاما عندما وقعت المأساة “عرفت انهم قتلوا ابني عندما سمعت الأعيرة النارية، وتحولت أجزاء كثيرة من المدينة القديمة إلى ركام بما فيها حي جزدان الذي كنت أعيش فيه”. ولا تزال أصداء ذكريات الماضي تدوي بقوة بين المتظاهرين في حماة الذين يطالبون بالإطاحة ببشار الأسد كما انهم ما زالوا يصبون اللعنات على والده الذي توفي عام 2000. بينما يقول الناجون من “مذبحة حماة” الذين يعيشون حاليا في الأردن والخليج “إنهم لا يستطيعون نسيان مشاهد الدماء التي أريقت في الشوارع ولا الجثث الملقاة في الطرقات ولا فرق القتل التي كانت تجوب أنحاء المدينة وتداهم المنازل وتغتصب النساء وتسوق الرجال والشبان إلى الإعدام قبل نحو 30 عاما”. وقالت أم ياسين “أكثر شيء عالق بذهني هو عندما قتلوا 24 رجلا أمام بيتي.. هذا المنظر لا يمكن أن يختفي من مخيلتي.. من بينهم طفل عمره تسع سنوات وطفل عمره 12 سنة.. قتلوهم وخلال خمس دقائق كانوا أزالوا الجثث ولم يبق سوى الأحذية وأغطية الرأس حيث كان فصل الشتاء”. وقالت امرأة أخرى تدعى أم عمر (53 عاما) وهي تبكي “كانت الأرض عبارة عن بركة من الدماء.. خرجت النساء وصرخت إحداهن (هذا زوجي) وصاحت الأخرى (هذا ابني)”. وتذكر عبد الرحمن الأصفر من حي بارودي في حماة كيف أن جيرانه حاولوا إرضاع صغير لما يصل إلى تسعة أيام بعد وفاة والدته حيث لم يكن من المتاح الحصول على طعام. وأجبرت أم ياسين على الفرار في أبريل 1982 مع أبنائها السبعة واستخدمت نفس الطريق الذي سلكه آلاف السوريين الشهر الماضي للفرار من الحملة العسكرية التي يقوم بها الأسد. وقالت “إن الاستخبارات كانت تغوي الرجال بالخروج من منازلهم باستخدام الخبز”. وقال سليمان جمال الذي كان يقطن في حي الزنبقي وكان عمره (21 عاما) “حماة كانت مدينة محافظة واتسم أهلها بالعناد وتحدوا الإذعان لكن النظام أعطى بقية البلاد درسا بما فعله بحماة.. كانت جريمة أن تكون من سكان حماة”. وامتزجت مشاعر الفخر بعدم التصديق بين الجيل الأكبر سنا الذي يعيش في الخارج أمام مشاهد المحتجين السوريين الذين خرجوا إلى الشوارع في حماة. وقالت عائشة الجمال التي شهدت مذبحة 1982 وتعيش في عمان “ظللت أبكي لعدة أيام.. أتمنى لو كنت معهم للاحتجاج والتنفيس عن الاحباط الجاثم على قلبي”. وقبل الاحتجاجات الاخيرة كان الحديث عن مذبحة 1982 محظورا في المدينة وكانت السلطات المحلية تعتبره تحريضا. لكن التحدي الذي يواصله عشرات الالاف من الشبان السوريين بعد الاحتجاجات الاسبوعية تحول إلى تجمعات ضخمة احيت الامال في نفوس المنفيين من حماة في ميلاد جيل كسر حاجز الخوف الذي خلفته مذبحة 1982. وقالت أم أنس وهي ناجية من المذبحة هربت في سن التاسعة عشرة مع عائلتها إلى العراق “المذابح التي شهدناها لن تتكرر.. لأننا كنا بمفردنا في حماة وفررنا من حماة دون أن يعرف أحد بما حدث”، وقالت إحدى قريباتها “عندما أسمع كيف يهتفون وجرأتهم يعطونا الأمل ويمنحونا الشجاعة.. هذا الجيل مختلف.. سكان حماة كسروا حاجز الخوف الذي زرعه النظام.. لقد عاش الأمل في تحقيق الانتصار على ايدي هذا الجيل الجديد”.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©