عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل ثلاثة من أفراد الشرطة اليمنية وأُصيب رابع ومدني، أمس السبت، بانفجار عبوة ناسفة وضعت داخل كيس بلاستيكي بالقرب من دورية أمنية شمال العاصمة صنعاء. وذكرت مصادر محلية لـ”الاتحاد” أن مجهولين، كانا على متن دراجة نارية، ألقيا صباح السبت عبوة ناسفة كانت مخبأة داخل كيس بلاستيكي على سيارة تابعة لشرطة النجدة مرابطة في جولة “الحباري”، التي تبعد مئات الأمتار عن مبنى وزارة الداخلية شمال صنعاء.
وأوضحت المصادر أن راكبي الدراجة النارية لاذا بالفرار، فيما انفجرت العبوة الناسفة أثناء قيام الجنود بفحص محتوى الكيس البلاستيكي، ما أدى إلى مقتل أحدهم على الفور وإصابة اثنين بجروح بالغة، فارقا الحياة بعد نقلهما إلى مستشفى قريب للعلاج. وأفاد شهود عيان أن جثة أحد الجنود القتلى تحولت إلى “أشلاء”، فيما تمزقت أطراف جنديين آخرين “ظلا ينزفان لفترة قبل أن يتطوع سكان بنقلهم إلى المستشفى”. وألحق الانفجار أضرارا مادية كبيرة بسيارة شرطة النجدة، وتسبب بتهشيم الواجهة الزجاجية لمتجر قريب، وجرح أحد العاملين فيه.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان مقتضب، مقتل ثلاثة جنود وإصابة رابع في انفجار عبوة ناسفة وضعت بجانب سيارة الدورية الأمنية، دون الإشارة إلى الجهة المتورطة في الهجوم، الذي يحمل إلى حد كبير بصمات تنظيم القاعدة. ورفض مسؤول في وزارة الداخلية، اتصلت به “الاتحاد”، الإفصاح عما إذا كان تنظيم “القاعدة” أو جهة أخرى هي التي تقف وراء الهجوم. وكان وزير الداخلية اليمني، اللواء عبدالقادر قحطان، قال لدى زيارته، ظهر السبت، جرحى التفجير، إن هذه “الجريمة الإرهابية البشعة لن تثني الأجهزة الأمنية عن مواصلة جهودها في مواجهة الإرهاب والتصدي للجرائم الإرهابية”، مؤكداً إصرار قوات الأمن على ملاحقة “الإرهابيين أينما وجدوا”.
وبمقتل الجنود الثلاثة، يرتفع إلى 35 عدد العسكريين الذين قتلوا في هجمات واغتيالات استهدفت عناصر وقيادات في الأمن والجيش منذ يناير، حسب إحصائية خاصة بـ”الاتحاد”.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن المبعوث الدولي إلى اليمن، جمال بن عمر، دان حادثة التفجير، مبدياً أسفه “لسقوط ضحايا”. وعبر ابن عمر عن ثقته “بأن اليمنيين لن يسمحوا بتقويض العملية السياسية” الانتقالية في اليمن، حيث اتسعت دائرة الاضطرابات والفوضى الأمنية منذ تنحي الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، العام الماضي، تحت ضغط انتفاضة 2011 التي نادت بالديمقراطية.
ودعا وزير الداخلية اليمني، أثناء تكريمه السبت داعمين رئيسيين لحملة أمنية توعوية، المواطنين ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية “للتغلب على كافة الاختلالات الأمنية”. وحث قحطان وسائل الإعلام على تجنب بعض المصطلحات الإعلامية بشأن الوضع الأمني في اليمن، كالانفلات الأمني، وعزا ذلك إلى “مردودات سلبية”. وقال إن “بعض” وسائل الإعلام “تناست الجهود الأمنية الكبيرة والتضحيات الجسام التي يقدمها رجال الشرطة والأمن في منع وضبط الجريمة”، حسب قوله.
ووجهت الداخلية اليمنية، السبت، الإدارات الأمنية في صنعاء والمحافظات بوضع خطة أمنية خاصة بشهر رمضان المبارك. وذكر مركز الإعلام الأمني الحكومي أن الخطة الأمنية تتضمن رفع حالة التأهب لدى “الوحدات المكلفة بحراسة المنشآت الحيوية المهمة والسفارات”، تحسبا لهجمات إرهابية مماثلة للهجوم الانتحاري الذي استهدف في شهر رمضان مبنى السفارة الأميركية في صنعاء في عام 2008.
كما تتضمن الخطة منع حمل السلاح داخل العاصمة والمدن الرئيسية، وتفعيل الحزام الأمني في كل محافظة من أجل “ضبط السيارات المشبوهة والمطلوبين أمنيا”.
عدد اليوم
