إسطنبول (وكالات) - انتخب أحمد الجربا امس رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض بأغلبية 55 صوتا مقابل 52 صوتا لمنافسه مصطفى الصباغ، وذلك في جولة تصويت ثانية لأعضاء الائتلاف في اليوم الثالث لمؤتمرهم المنعقد في إسطنبول. وقال المتحدث خالد صالح “إن الهيئة العامة للائتلاف انتخبت أيضا ثلاثة نواب للرئيس هم سهير الأتاسي ومحمد فاروق طيفور وسالم مسلط، كما انتخبت بدر جاموس أمينا عاما للائتلاف”.
وقال صالح في تصريح صحفي مقتضب “انه بسبب خطورة الوضع في حمص لن يلقي الرئيس الجديد المنتخب خطابا، وسيكون له موقف خلال الأيام القليلة المقبلة”. واصدر الائتلاف بيانا جاء فيه “ان من اهم أولويات الرئيس المنتخب متابعة مستجدات وتطورات الوضع في الداخل السوري وخاصة في حمص، وأن جميع الجهود يجب أن تنصب على هذا الجانب”. وقال أديب الشيشكلي المسؤول في الائتلاف “إن التغيير كان ضروريا، ذلك أن القيادة السابقة فشلت في أن تقدم للشعب السوري أي شيء جوهري وكانت مشغولة بالسياسة الداخلية”، وأضاف “ان الجربا مستعد للتعاون مع الجميع”.
وأحمد بن عوينان العاصي الجربا من مواليد مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شرق سوريا عام 1969، وهو أحد شيوخ عشيرة شمر العربية. حاصل على شهادة في العلوم السياسية من الجامعة العربية في بيروت، وينتمي إلى كتلة السياسي والمفكر المعارض ميشال كيلو المعروفة بالكتلة الديمقراطية. وقد سجن عامين من 1996 إلى 1998 أثناء ربيع دمشق مع رياض سيف وناشطين آخرين. اعتقل الجربا من قبل الاستخبارات السورية في الشهر الأول من الثورة في مارس 2011، وترك دمشق إلى بيروت في 19 أغسطس 2011.
وكان مصدر مسؤول في الائتلاف قال في وقت سابق “إن ممثل الإخوان المسلمين فاروق طيفور فاز بأحد منصبي نائب الرئيس، فيما ذهب الثاني إلى سهير الأتاسي حيث احتفظت بمنصبها بالتزكية”. وأضاف “إن بدر جاموس فاز بمنصب الأمين العام خلفا لمصطفى الصباغ الذي كان أحد الأسماء المطروحة لرئاسة الائتلاف أو العودة لمنصبه كأمين عام، إلا أنه خرج لاحقا من سباق المناصب”.
وجرت جولة الإعادة بعد أن أخفق جربا المعروف بالعلاقات القوية مع السعودية ومصطفى الصباغ رجل الأعمال الذي ينظر إليه باعتباره مدعوما من قطر في الحصول على أغلبية بسيطة، مطلوبة لتولي رئاسة الائتلاف الذي شغلها جورج صبرا مؤقتا بعد استقالة أحمد معاذ الخطيب. ويتألف الائتلاف من 115 عضوا، وهو منقسم إلى ثلاثة مراكز قوى هي الإخوان المسلمين وجماعة الصباغ وتكتل يضم جربا.
واذا كان العديد من الناشطين والمعارضين تبادلوا التهاني بانتخاب الجربا بعد أشهر من التجاذبات، فإن ناشطين آخرين انتقدوا الاختيار معتبرين أن الرئيس الجديد لا يملك أي مؤهلات. وقال أحدهم على صفحته على “فيسبوك” “إن أمثال الجربا أشد خطرا من النظام على الثورة”. وإذا كان سلفه الخطيب تميز بإطلاقه مبادرة سياسية قبل فيها التحاور مع ممثلين عن الأسد، فإن الجربا أكد في تصريح قبل أشهر أنه “بعد 100 ألف شهيد في سوريا ومئات آلاف المهجرين خارج سوريا واكثر من ثلاثة إلى أربعة ملايين نازح داخل سوريا، لا يمكن لأي مبادرة أن تتضمن بقاء الأسد. وأشار إلى أن هناك قائمة سوداء بحوالي 500 شخص لا يمكن أن يكون لهم دور في مستقبل سوريا”، موضحا “أن هؤلاء هم الذين قتلوا وأوعزوا ونظموا هذا القتل الممنهج”.
إلى ذلك، طالب الائتلاف امس المجتمع الدولي بممارسة واجباته لحماية الشعب السوري من استخدام نظام بشار الأسد جميع الأسلحة ضده بما فيها السلاح الكيميائي بأسلوب استراتيجي وممنهج، وذلك بعد هجوم القوات السورية الذي استهدف حمص. وذكر في بيان جميع الدول التي تعهدت برد قوي وجدي على النظام بالتزاماتها، مشددا على ضرورة الإسراع في اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في حمص وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذهم.
وكان نشطاء معارضون طالبوا أعضاء الائتلاف بتجاوز الخلافات الشخصية فيما بينهم والتوافق، لأنهم يمثلون الواجهة السياسية للثورة السورية. وتجمع أكثر من عشرة نشطاء أمام الفندق الذي يستضيف الاجتماعات، بهدف إيصال صوتهم إلى الأعضاء المجتمعين أمام عدسات وسائل الإعلام.
وقال أحمد غانم احد نشطاء الحسكة في كلمة باسم المتجمعين “نحن نطالب أعضاء الائتلاف بتجاوز الخلافات الشخصية، لأنهم الواجهة السياسية التي تمثل الثورة، ونتوجه إليهم من مدنيين وعسكريين وناشطين، ونحن نمثل محافظات حلب، واللاذقية، والحسكة، ودير الزور”، وأضاف “اجتمعنا ويجمعنا الدم والشهداء والبيوت المهدمة، أنتم في فنادق 5 نجوم، لا نقول لكم شيئا سوى اتفقوا واجتمعوا، لأننا بحاجة إلى الدواء والماء، والشعب السوري يفتقد مقومات الحياة، التي هي متوقفة”.
عدد اليوم
