الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توتر عسكري على الحدود التركية - السورية

4 يوليو 2012
أعلنت تركيا يوم الأحد الماضي أن مقاتلاتها أقلعت على وجه السرعة لاعتراض طائرات أجنبية بمحاذاة حدودها الآخذة في التوتر مع سوريا بعد أن تم رصد طائرات هيلكوبتر سورية قريبة من الحدود الطويلة بين البلدين. ووفق تقارير إخبارية تركية، فإن السلطات أفادت بأنه لم تحدث أي مواجهة مسلحة أو انتهاك للمجال الجوي التركي، غير أن الحوادث التي وقعت يوم السبت الماضي، تبرز كيف تحولت الحدود التي يفوق طولها 500 ميل من مركز للتجارة بين البلدين إلى برميل بارود ممكن لنزاع عسكري إقليمي. حالياً، تشهد الحدود تأثيرات الحرب الأهلية التي بدأت قبل 16 شهراً تقريباً وحوَّلت قطاعات واسعة من سوريا التي طالما كانت تنعم بالاستقرار إلى مناطق حرب. ولكن النزاع السوري أدى أيضاً إلى تسميم العلاقات بين الجارين اللذين كانا حليفين في الماضي. فقد تحول الجانب التركي من الحدود إلى ملاذ لشحنات الأسلحة والمقاتلين المتمردين الذين يسعون إلى تنحية الرئيس السوري بشار الأسد. كما بات رئيس الوزراء التركي، الذي كان لطيفاً مع الأسد في الماضي، يصف الرئيس السوري بأنه "ديكتاتور دموي"، ويطالب بتنحيه عن الحكم، وذلك على غرار الولايات المتحدة وحلفاء غربيين وعرب آخرين لتركيا. وبدورها، تتهم سوريا تركيا بتسهيل مرور الأسلحة إلى "الإرهابيين"، وهو المصطلح الذي تستعمله سوريا في الحديث عن المتمردين المعارضين للأسد. ولكن تركيا ترفض التهمة. ومما لا شك فيه أن الأسلحة والمقاتلين يتدفقون عبر الحدود التركية إلى سوريا، كما أن المنطقة تأوي أيضاً أكثر من 30 ألف لاجئ سوري، الذي يتعاطف الكثير منهم، إن لم يكن معظمهم، مع حركة التمرد. القوات التركية توجد في حالة استنفار قصوى منذ الثاني والعشرين من يونيو الماضي عندما قامت بطاريات سورية مضادة للطائرات بإسقاط طائرة تابعة لسلاح الجو التركي قبالة الساحل السوري. وكانت سوريا قالت إن طائرة إف 4 ضُربت عندما انتهكت هذه الأخيرة مجالها الجوي قبالة ساحل محافظة اللاذقية، ولكن تركيا أكدت أن الطائرة ضُربت بدون تحذير في المجال الجوي الدولي بعد أن دخلت لوقت قصير الأجواء السورية عن طريق الخطأ. والأسبوع الماضي، عمدت تركيا إلى تعزيز وجود جنودها وزادت نشر بطاريات مضادة للطائرات على طول الحدود. غير أن بعض المحللين ينظرون إلى تكثيف تركيا لوجودها العسكري بمحاذاة الحدود على أنه رمزي إلى حد كبير، ويهدف جزئياً إلى إظهار التصميم في وجه ما اعتبره كثيرون إسقاطاً مذلاً. وفي هذا الإطار، يعتقد معظم المراقبين أن تركيا ترغب في تجنب ما يمكن أن يكون نزاعاً كارثياً مع سوريا التي تمتلك، على غرار تركيا، جيشاً كبيراً وقوة جوية حديثة وكميات وافرة من الصواريخ الموجهة. ويذكر هنا أن أنقرة تدعم جهود واشنطن وحلفاء آخرين من أجل إيجاد حل دبلوماسي للأزمة السورية. وبالمثل، يُعتقد على نطاق واسع أن سوريا ترغب في تجنب نزاع مع جارتها في وقت تركز فيه كل قواتها على مقاتلة حركة التمرد المستعرة داخل البلاد. ولكن الحادث الأخير يشير إلى أن الوضع لا يتطلب الكثير حتى يتدهور. فقبل إسقاط الطائرة التركية، كانت تركيا أعلنت أن نحو ستة توغلات من قبل طائرات هيلكوبتر سورية في مجالها الجوي قوبلت بتحذيرات فقط. ويوم الأحد الماضي، أكد الجيش التركي أن مقاتلات من طراز إف 16 تلقت أوامر بالإقلاع عدة مرات قصد اعتراض طائرات أجنبية يوم السبت الماضي رغم أنه لم يكن ثمة أي انتهاك سوري للأجواء التركية. ونقلت تقارير لوسائل إعلام تركية عن القيادة العسكرية قولها إن طائرات هيلوكبتر سورية حلقت على بعد أربعة أميال من الحدود. وتقوم سوريا باستعمال طائرات هيلكوبتر حربية ضمن جهودها المتواصلة من أجل حمل مقاتلي المعارضة على التراجع عن الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون، ويشمل ذلك مناطق في عدد من ضواحي العاصمة دمشق. وعلى الرغم من أن المتمردين استطاعوا السيطرة على بعض البلدات والأحياء، فإن قوات المعارضة المسلحة بالبنادق في الغالب، تجد صعوبة في الحفاظ على سيطرتها عندما تشن الحكومة هجوماً مضاداً بواسطة المدفعية والدبابات وطائرات الهيلكوبتر الحربية. وفي هذا الإطار، أفادت بعض التقارير بانسحاب المتمردين خلال عطلة نهاية لأسبوع من دوما الواقعة في ضواحي دمشق، والتي كانت لفترة طويلة معقلاً للمتمردين، وذلك بعد أيام من القصف العسكري السوري. كما تحدث نشطاء من المعارضة عن وقوع مذابح ارتكبتها القوات الحكومية في حق المدنيين في دوما وقصف للأحياء المدنية. ولكن الحكومة قالت إنها قاتلت إرهابيين كانوا قد أنشأوا زنازين تعذيب وأرغموا السكان على الخروج. وفي ضاحية أخرى من ضواحي دمشق -وهي زملكة- أظهر مقطع فيديو لم يتسن التحقق من صحته، نُشر على الإنترنت يوم الأحد الماضي من قبل المعارضة، ما وُصفت بأنها جنائز لعشرات من الأشخاص الذين قُتلوا في انفجار يوم السبت الماضي. وحملت المعارضة الحكومة مسؤولية إطلاق قذائف هاون أو تفجير سيارة مفخخة أثناء مرور الموكب الجنائزي، غير أنه لم يصدر عن الحكومة أي رد. باتريك ماكدونل بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©