شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محاضرة في مجلس سموه ألقاها المحاضر العقيد كريس هاتفيلد رائد الفضاء الكندي، والتي حملت عنوان «الرحلات الفضائية البشرية».
وهنأ رائد الفضاء الكندي شعب الإمارات بهذه الرؤية التي وصفها بالعظيمة لإطلاق وكالة فضاء إماراتية، ووضع الأسس اللازمة وهذا الأمر سيستمر للأبد، والفرصة التي ستتاح لكم أنكم ستحبون هذه الصورة الأفقية التي ستكون لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتأثير الذي ستحدثونه للجيل القادم.
وأعرب عن سعادته بوجوده بدولة الإمارات وفي مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك على الصعيد المهني والشخصي، مشيداً بقرار دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشائها وكالة للفضاء، والتي تعنى الاهتمام بأجيال المستقبل، وإعدادهم وتأهيلهم التأهيل اللازم لخوض ذلك الغمار.
كما ثمن هاتفيلد رؤية الإمارات في إطلاق وكالة فضاء، قائلاً : من الجميل أن تكون هناك دول تهتم بالفضاء وإتاحة الفرصة، والرؤية العظيمة لإطلاق وكالة للفضاء، للأجيال المستقبلية ، ووضع الأسس والإلهام الروحي والنفسي للاكتشاف، وهناك خبرات إماراتية في الياه سات ودبي سات، ولديهم إمكانيات، وخبرات متميزة.
وأضاف سافرت للفضاء ثلاث مرات، وهذه هي المرة الأولى التي أزور فيها الإمارات، وانبهرت بما رأيته في هذا الوطن الذي يعطي للشباب الأمل والإلهام وإدراك القدرة على تحقيق الحلم، ومطلوب أداء عمل بصورة مثالية لخلق رواد فضاء بعد تدريب لسنوات، ويجب على الشباب أن يتحلوا بالإصرار، والابتكار والتدريب والتركيز بصفة يومية، فقد تتحول الأفكار إلى واقع قابل للتنفيذ.
ارتياد الفضاء
وسرد هاتفيلد تجربته والتي بدأت منذ أن كان عمره في سن التاسعة وبتشجيع من والده، وأنه أهل نفسه ليرتاد الفضاء، وحصر تفكيره في هذا المجال، ورغب في ذلك بشدة، وأخذ يقرأ ويتابع، داعياً الحضور إلى تخيل القيام برحلة نحو الفضاء وأن أشخاصاً يبعثونه للفضاء، وأنهم خلال ساعات سيكونون خارج كوكب الأرض، والدوران حوله، وهو ما حدث معه 3 مرات، على متن صاروخ يحمله عبر ثلاث رحلات فضائية اثنتين على سفينتين أميركيتين، وأخرى روسية، وأنهم خلال ساعات سيكونون طائرين في الفضاء إما نائمين أو ميتين.
وقال إن أول رحلة قام بها من مركز كينيدي لأبحاث الفضاء على متن سفينة الفضاء اتلانتيس، وصحونا في ذلك الصباح بعد سنوات من التدريب والتأهيل، وانقطعت أحلام الطفولة لتتحقق على أرض الواقع، وحقيقة يصعب التخيل، وأن هناك فرصة للخروج من الأرض، وجلست في غرفة هي نفس الغرفة التي كان رواد الفضاء أشاهدهم فيها أمام التلفاز، وأصبحت فجأه من هؤلاء الرواد للفضاء الخارجي.
وأضاف هادفيلد أن لديه بزته الخاصة بالفضاء وتوجه بالسيارة مع سيارات وأطقم مجهزة ورجال شرطة، وعند الوصول إلى المنصة المخصصة للانطلاق، تجد كل ذلك من خلفك، وليس أمامك سوى سفينة الفضاء، التي تكبر أمامك، وهي مليئة بالأضواء تشكل أيقونة، وهي في الأساس سفينة فضاء، كلما اقتربت، والجميع يبتعد من منصة الإطلاق لأن هناك قنبلة ستحدث انفجاراً تتمنى أن تنفجر في الاتجاه الصحيح، وهي من ستأخذك للفضاء.
وقال إنه من الأشياء الجميلة قبل صعوده للمركبة أن زوجته أخبرته بحبها له، وطلبت منه ألا يموت.
لحظة الإطلاق
وعرض هاتفيلد فيديو يصور لحظة الإطلاق نحو الفضاء في رحلته الأولى، وأوضح أن عملية الانطلاق تكون بحوالي 8 ملايين حصان، للدفع في الفضاء، وبالتالي فإنها تسير وتترك وراءها كمية هائلة من الطاقة، وهي القوة الوحيدة التي تدفعك وأنت تجلس داخل المركبة، وهي تشق طريقها بجنون نحو الفضاء في خلال 45 ثانية، وتمر بحالة ذبذبات شديدة، وقد ترى الصاروخ وهو يدفع المركبة، وبعد 70 ثانية من الدفع تكون المركبة أسرع من الكونكورد وأي شيء آخر.
وأشار إلى أنه شاهد قبل 45 عاماً شخصين يسيران على القمر، وتطلب ذلك شجاعة ورؤية، قائلاً : « أنا كطفل قررت أن أكون رائد فضاء » والدي شجعني لأكون رائد فضاء وبدأت إعداد نفسي كرائد فضاء من سن التاسعة، وعندما قررت أن أكون رائد فضاء لم يكن بكندا محطة فضاء، ولا أحد ارتاد الفضاء، وليس من عائلتي أحد، ولكنه الإلهام والطموح الذي كان بداخلي دفعني لأخوض التجربة، وإلهام الذين ساروا على القمر، واحتاج الأمر لشجاعة وقوة، وقررت أن أصبح شيئاً ما، ودربت نفسي على هذه المهمة، وأصبحت رئيساً للمحطة الدولية التي أنشأتها كندا لخدمة البحث والعلم، والتطوير، وتقدم هدفا رمزيا لأي شاب أن يسير في الفضاء، وهي محاولة رمزية كندية للشعوب والأمم للتشجيع على البحث العلمي واكتشاف الفضاء، وأن يرى النجوم.
سيوز الروسية
وتطرق إلى أنه صعد على متن مركبة «سيوز» الروسية، وهي مهيأة لتشبه رحلة جاجارين الأولى نحو الفضاء، وقال بقينا 6 أشهر في الفضاء، في محطة هناك، وكانت هذه الرحلة أكثر سلاسة، وعرض فيلم قصير يصور لحظة الإطلاق من محطة في كازاخستان، وكنا نتابع مع أحد المهندسين عبر اللاسكي وهو يطمئننا بأن الأمور تسير بشكل جيد وطبيعي، وبإمكانك أن ترى سور الصين، الذي يمكن رؤيته بالكامل من خلال الفضاء، وجزيرة السعديات، والمطارات، وشارع الشيخ خليفة، وهو يشق الطريق، وللمعلومة فإن المحطة الفضائية مختبر دون جاذبية، وأجرينا في هذه المحطة 200 تجربة لمعرفة أصول الكون ومكوناته، والتغيرات الطارئة عليه وأسبابها.
طلوع الشمس
كما قام بعرض تجارب، وشرائح لصور لطلوع الشمس والقمر، والنجوم، ولحظة طلوع الفجر الأزرق، ألوان جافة ومسطحة داخل المركبة وتختلف رؤية العالم حسب منظور مختلف، وكل نافذة تطل على جزء من الأرض سواء مياه أو جبال، وحسب جغرافية الأرض، وفي الليل كنا نرى مدن العالم وألونها والإضاءات، ولم أكن مهتما بالجانب الهندسي فقط بل الاستكشاف التالي، فالتقاط الصورة من نافذة المركبة أو للشخص نفسه وأنت فاقد للوزن يمكنك أن تقوم بالعديد من الأمور، وأنت في حالة سحر دائم، وتفتقدها عندما تهبط إلى الأرض فلا طيران، ولحظة الطيران تختلف عند الهبوط للأرض، وهي متعة أفقدها عندما أكون على الأرض.
وعرض لصور وهو يطير داخل المركبة أو غرفة نومه، لتقاسمها مع الآخرين، وإن ابنه سعيد بهذه الصور ويشركها الآخرين عبر تويتر، وأن متابعيه زادوا بشكل كبير وخلال 8 أشهر بلغ عدد المتابعين 800 ألف شخص.
موسيقي في عنان الفضاء
قال هاتفيلد إنه يهوى الموسيقى، واشترك في ائتلاف التثقيف الموسيقي، وتدرب على أداء مقطوعات موسيقية في الفضاء، وأنه وصديق ألفا قطعة موسيقية وتم تلحينها وعزفها في الفضاء، وتم إرسالها إلى المدارس، وكل يوم اثنين من شهر مايو، يغني الأطفال هذه القطعة، وتم إرسالها لجميع المدارس بالعالم، وفي أول يوم من مايو من كل عام، فإن أطفال العالم يغنون في توقيت واحد هذه الأغنية، وهذه المعزوفة الموسيقية، ليست الأولى، باعتباري أعشق الموسيقى، وأنني فكرت كيف أترك تأثيراً لدى الأطفال، وقال إن التأثير الذي سيبقى في أذهان مليون طفل، هو الفن الذي يتعلق بالأطفال، ليغنوها مع آبائهم وأبنائهم، وأدركت ساعتها أن العلوم والتكنولوجيا للاقتصاد، وفي حال أراد الإنسان التواصل فإن الفن هو السبيل نحو ذلك، والفن هو أساس التواصل مع الآخرين، وحتى وإن كنت على متن مركبة فضاء في المدار، ولذلك كنت أقود فرقة موسيقية على متن مركبة فضاء، لنرسل لأطفال العالم أغنية تصبح عالقة في أذهانهم.
الحضور
شهد المحاضرة، سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية،ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار المسؤولين.
الطموح يقود مهندسي الإمارات للإبداع
وعن سؤال بشأن النصيحة التي يقدمها للمهندسين في الإمارات أجاب المحاضر: “لكل عمل ضغوطه اليومية، ولابد من إيجاد حلول للتعويض، والمقايضات، الأمر يحتاج إلى بذل الجهد والعمل”، فالطموح يقود الشخص للإبداع، ولا توجد وظيفة مثالية ولابد من الحصول على مهارات مطلوبة لتحقيق الأهداف، مع مساعدة الآخرين، والمشاركة والتعاون، وأخذ الرأي في الأسرة المحيطة بك، فأنا متزوج من 40 سنة، وكنا محظوظين بهذا العمر والجهد والكفاح، وتنشئة أطفالنا، فقط لأننا تعاونا وتشاركنا، ولم أفكر أن يكون لديّ مليون متابع على الإنترنت.
عدد اليوم
