السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثانوية العامة.. تجربة خاصة

7 يوليو 2006 00:22
مرحلة الثانوية العامة هي المرحلة المفصلية التي يتخطاها الطالب ويتخرج منها من أجل خوض الدراسة الجامعية والتغلغل فيها، وتعد هذه المرحلة من المراحل المهمة التي يتوقف عليها مستقبل الطالب الدراسي·· ولعل الأسبوع الماضي كان الأسبوع الأكثر أهمية لدى طلاب الثانوية العامة، كون نتائج الثانوية العامة مذاعة على أثير الإذاعات في جميع دولة الإمارات العربية المتحدة، والنتائج المفصلة كانت موجودة على شبكة الانترنت· شاءت إرادة الرحمن أن نعايش الخوف والقلق من أجل ترقب نسبة أخي المتقدم الى الثانوية العامة لهذا العام، فقد كانت الأمور غير واضحة عندنا، وعشنا في تشتت كبير، وقلق أكبر يعلم به ربي، إثر أخطاء تراكم بيضها في سلة وزارة التربية والتعليم، وهذه الأخطاء والرهبة التي صنعتها الوزارة سأتحدث عنها في مقال مفصل سأتناوله في مقال ثان بإذن الله··· المهم، وفرت لنا الاتصالات وللعام الثاني خدمة الرسائل النصية القصيرة، التي كانت هي الأخرى تحت ضغط شديد لم يمكننا من الحصول على النتائج في وقت مبكر كما في العام السابق، من أجل الاطمئنان على نتيجة أخي وابني الصغير، وبعد كل هذا الترقب الذي شد أعصابي ورفع ضغطي والذي كاد يتسبب في انهياري·· كانت الفرحة حينها لا تقاوم ولا أستطيع وصفها أبداً، ابني الحبيب خليفة المحمودي: ،96,3 يا لها من فرحة كبيرة غمرت قلبي الصغير، الأمر الذي جعلني اصاب بصدمة شديدة، وتركني ساكنة في مكاني لا أضحك ولا أبكي، شعور غريب لم أحس به، ركض إلي أخي الصغير ليبشرني وعلامات السعادة والحزن على وجهه: سعيد لأنه قد اطمأن بعد جهد جهيد على نسبته، حزين جداً لأننا كنا كلنا نترقبه من العشرة الأوائل، فقد كان متميزاً طوال العام، ونسبته لا تقل عن الــ 99 والــ ،98 وقد آلمني وأذرف الدمع من عيني عندما قال لي: ''كنت أتوقع أكثر يا ريا، أنا تعبت وهلكت، وكنت أبغي أكون الأول، والأحسن والأفضل''·· ولكن الحمد لله على كل حال ''فسألته أن يشكر الله ليل نهار، لأن طعم النجاح بالفعل لا يقدر بثمن وليس الكل يحصلون على النسبة الطيبة، وهذا هو نصيب كل شخص في الدنيا، والحمد لله· فرحة كبيرة لا يستطيع قلمي الصغير نسج الكلمات وابداع العبارات المناسبة لها، فقد عمت الفرحة البيت وامتزجت دموع الفرحة بدموع الحزن، فرحة حصول ابني على هذه النسبة، وحزن لعدم وجود والدتي - رحمها الله - معنا لتشارك فرحتنا وسعادتنا التي لطالما كانت تنتظرها من ابنها وغاليها·· ولكن هذا قدرنا ونصيبنا في الحياة ولله الحمد· ورغم أن الاتصالات قامت مشكورة بتوفير هذه الخدمة، من أجل إطفاء لهيب القلق والانتظار على النتائج، إلا أن هذا لم يمنعني من الاستماع إلى ''الراديو'' ومتابعة آخر النسبة على الراديو؛ لما لهذه العادة من طعم مميز ومذاق رائع، فلا يوجد أحلى من أن تسمع اسمك في الإذاعة وأسماء الناجحين والمتفوقين معك، وتكلل معه التبريكات واغاني النجاح الجميلة التي عهدناها منذ سنين طويلة، وما أسعدها من لحظات عندما سمعت اسم أخي يذاع، والله يا جماعة الخير إني ''قفزت'' من مكاني من الفرحة و''تخاديت'' من كثر السعادة لابني الحبيب· üمسك الختام: السعادة والفرحة لا توصفان، كون أخي الصغير ليس أخي فقط، بل هو ابني وحبيبي الذي أشرفت مع والدتي على تربيته، وفرحتي به في ذاك اليوم ذكرني بذكريات جميلة، إذ مر أمامي شريط الذكريات الحلوة التي عايشتها معه على مر الأيام والأشهر والأعوام، ياه الأيام تركض بسرعة كبيرة لتجعلنا اليوم نفرح بأبنائنا ونسعد لنجاحهم وتخرجهم من الثانوية العامة· مبروك عليكم جميعاً يا أحبتي ويا إخوتي وأخواتي، وعقبال ما نبارك لكم على تخرجكم في الدراسة الجامعية عبر هذا المنبر الكريم، ودمتم سالمين غانمين معافين·· ريا المحمودي رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©