الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطريق السيار» يخلو من الاستراحات والنقاط الأمنية

«الطريق السيار» يخلو من الاستراحات والنقاط الأمنية
5 أكتوبر 2010 21:33
تم افتتاح أكثر من ألف كيلومتر من الطريق السيار من مجموع 1266 كيلومتراً تربط حدود الجزائر الشرقية بغربها، وتنفس المسافرون الصعداء بفتح هذه المسافة الكبيرة التي توفر لهم الكثير من الوقت والجهد والمشقة، إلا أن خيبة أملهم كانت كبيرة حينما بدأوا يقطعون مئات الكيلومترات منها، دون أن يجدوا محطة استراحة توفر لهم ما يحتاجونه في سفرهم، كما كان الأمر في الطريق القديم. يخلو الطريق السيار شرقا وغربا من أية محطة خدمات أو استراحة، كالمطاعم والمقاهي والمصليات والمراحيض ومحال ميكانيك السيارات ومحطات الوقود، ويتعين على السائقين ملء خزانات وقود مرْكباتهم قبل الدخول إلى الطريق السيار، أو الدخول إلى المدن للتزود بالوقود إذا أوشك الخزان على النفاد لطول الطريق، وهو ما يعني إهدار قرابة ساعة من الزمن في زحمة المدن قبل العودة إلى الطريق السيار مجدداً. مشكلة مفاجئة لم تكن هذه المشكلة مطروحة من قبل في الطريق القديم ذي الاتجاه الواحد، حيث تنتشر على جانبيه الكثيرُ من المحطات التي تقدِّم خدماتها للزبائن على طول الطريق وفي أي وقت، ليلاً ونهاراً، فهي لا تغلق أبوابها أبداً؛ لأن حركة المسافرين لا تتوقف. وتستقطب هذه المحطات عشرات السيارات والحافلات التي تتوقف أمامها لينزل المسافرون لتناول شتى المأكولات والمشروبات وتأدية الصلوات والاستراحة بعض الوقت قبل استئناف المسير، وهو ما يرفع الحرج عنهم خاصة العائلات ويخفف عن الجميع مشقة السفر الطويل. كما تنتشر على جانبي الطريق القديم محطاتٌ كثيرة لتزويد المرْكبات بالوقود في أي وقت، ومحال لميكانيك السيارات وتصليح العجلات وغيرها من الأعطاب، فضلاً عن وجود شاحنات طوارئ مستعدة للتدخل في أي وقت لنقل السيارات المعطوبة إلى محال الميكانيك، ولذلك لم تكن هناك مشكلة للسائقين أثناء تعطل مرْكباتهم خصوصاً أن الطريق القديم يشق الكثير من المدن والبلدات الصغيرة ولا خوف عليهم حتى من الناحية الأمنية. حرج كبير أما الآن، فقد انقلب الأمر رأساً على عقب بعد افتتاح معظم أجزاء الطريق السيار شرق- غرب لحركة السيارات دون أن يرافقه افتتاح أي مطعم أو مقهى ولا أية محطة بنزين ولا أي محل للميكانيك وتصليح العجلات، ما يجعل المسافرين يقعون في حرج كبير، فهم ملزمون بقطع مئات الكيلومترات للوصول إلى وجهتهم دون أن يستطيعوا التوقف إلا على قارعة الطريق السيار إذا رغبوا بذلك أو اضطروا إلى الأمر. كما أن سيارات عديدة تقف تحت الجسور لتتناول العائلات ما جلبته معها من مأكولات، وهو وضع غير مريح لها بالتأكيد. كما يلاحظ في مواضع عديدة من الطريق السيار، أن سيارات كانت متوقفة على جانبي الطريق وقد نزل منها سائقوها وبقوا ينتظرون النجدة لتصليح أعطاب سياراتهم دون جدوى. ويتعين على هؤلاء الانتظار إلى غاية مرور شاحنات الطوارئ التي تجوب الطريق السيار يومياً بحثاً عن السيارات المعطوبة ونقلها إلى محطات الميكانيك في المدن على مسافات طويلة، وهي الخدمة الوحيدة المتوافرة في الطريق السيار حالياً. أماكن معزولة أخطر ما في الأمر، هو وقوع هذه أعطاب السيارات ليلاً، لأن الطريق السريع بعيدٌ عن المدن والبلدات التي يشقها الطريق القديم، ما يجعل أصحاب المركبات المعطوبة يشعرون أنهم باتوا أسرى أماكن معزولة موحشة قد يتعرضون فيها لخطر الاعتداءات والسرقات في أية لحظة في ظل خلوِّ الطريق من أي مركز أمني، وهو ما وقع فعلاً في مناسبات عديدة في العديد من المناطق التي يمر بها الطريق، حيث تعرض مسافرون للسلب والنهب في أماكن خالية من الحركة. وأمام تكرار هذه الحوادث والجرائم، قررت السلطات إقامة وحدات ثابتة للدرك الوطني ستدخل الخدمة قريباً في نقاط عديدة من الطريق السيار، وتسيير دوريات أمنية بين الفينة والأخرى لرصد أية حركة مشبوهة في المناطق موضع الشكاوى. كما قررت إقامة 42 محطة وقود على امتداد الطريق، وفتح المجال أمام الشركات الخاصة لإقامة مطاعم ومقاهٍ ومحال ميكانيك وغيرها من الخدمات الضرورية التي لا يزال المسافرون عبر الطريق السيار ينتظرونها بفارغ الصبر. ويرون أنها تأخرت كثيراً، وكان بالإمكان تفادي الوقوع في هذه الورطة لو تمّ إنشاؤها بالموازاة مع بداية أشغال الطريق السيار، حتى تكون جاهزة للخدمة فور فتح الطريق للمسافرين عوض انتظار سنوات أخرى.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©