الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكملات الغذائية.. تهدد الرجولة

المكملات الغذائية.. تهدد الرجولة
10 فبراير 2008 01:05
تعالت أصوات الأطباء في عدد من القنوات الفضائية في الفترة الأخيرة تحذر الشباب والرياضيين من تناول ''المكملات الغذائية'' والبروتينات الصناعية، التي يقبل عليها لاعبو كمال الأجسام ورفع الأثقال بوجه خاص، وتمتلئ واجهات وأرفف محال أدوات الرياضيين بصنوف متعددة وبأنواع وأشكال وأحجام مختلفة منها· وحملت تحذيرات الأطباء العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، وفي مقدمتها العجز الجنسي، والعقم، وسرطان الكبد، والفشل الكلوي· فما هي الحقيقة؟ وما هي المخاوف المحتملة؟ ولماذا تزايدت في الآونة الأخيرة رغم أن الأصناف المعروضة بالأسواق تخضع للرقابة الطبية؟ الرياضيون بشكل عام، ومن يمارسون رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال بشكل خاص، يبحثون عن وسائل ترفع من مستوى أدائهم الى الحد الذي يفوق قدراتهم الفردية أحياناً، بغية تحقيق انجازات رياضية· لهذا لجأ كثير من الرياضيين الى البحث عن بدائل في مقدمتها ''المكملات الغذائية'' التي لاقت رواجا كبيرا لكونها تؤخذ من مصادر غذائية طبيعية، وتعمل على توفير بيئة ملائمة لنمو عضلات الجسم بجانب البرنامج الغذائي الخاص بالنشاط الرياضي الممارس· ما هي المكملات الغذائية؟ المكملات الغذائية تركيبة مستخلصة من مكونات غذائية طبيعية ''حيوانية أو نباتية''، وتناولها يستهدف زيادة نمو الخلايا العضلية للحصول على الطاقة اللازمة· وتعد الكربوهيدرات، والسلاسل الفرعية للأحماض الأمينية، والكرياتين من أهم المكملات الغذائية، اضافة الى المكملات المعدنية والفيتامينات ومواد أخرى خاصة· وبدأ استخدام ''الاسترويدات البنائية الأندروجينية'' المنتجة للاستخدام الحيواني بواسطة الرياضيين كما ظهرت صناعة الاسترويدات البنائية الاندروجينية المزيفة، من مركبات مصنعة مشتقة من هرمونات الذكورة بحيث تزيد آثارها البنائية على آثارها الذكورية· ومع تطور التكنولوجيا الرقمية أمكن بسهولة بالغة تقليد أغلفة وزجاجات هذة المركبات كما هو الحال مع الأدوية الأخرى· للرياضيين رأي ناصر المزروعي، لاعب كمال أجسام، يقول: ''أمارس هذه الرياضة منذ مدة ليست قصيرة، وأحرص على الغذاء الجيد المتوازن والغني بكل العناصر الغذائية والفيتامينات والأملاح الضرورية، لكن أعلم أن كل العناصر التي يحتاجها الجسم غير موجودة بنفس القدر، والبروتين الغذائي يعد مكملا مفيدا إذا كان مصدره معروفاً، وهو موجود ومرخص به في الصيدليات، لكن المدرب أو الأخصائي الرياضي المتخصص هو الذي يقرر حاجة جسم اللاعب إليه من عدمه، كما يقرر الجرعة اللازمة· ولابد أن نفرق بين المكمل الغذائي والمنشطات الضارة وما تحتوي من هرمونات، وأعرف صديقاً لي كان يتعاطاها وتسببت في اصابته بالعقم، ومتاعب في الكبد''· كما يؤكد مصطفى الأسدي ''مدرب مساعد'' في كمال الأجسام أهمية تناول المكملات الغذائية للرياضيين تحت اشراف رياضي وطبي دقيق، ولا يحبذ تناولها عشوائياً· ويشدد على أهمية خضوع اللاعب للفحوص الدورية، والابتعاد نهائياً عن الهرمونات أو المنشطات التي تحدث أضراراً جسيمة في الكبد والكلى والوظائف الجنسية· وهناك أصدقاء له - على حد قوله - توقفوا تماماً عن المكملات الغذائية قبل الزواج، بسبب تأثيراتها المحتملة· أما مدرب كمال الأجسام واللياقة البدنية فراس الحمداني فيقول: مارست اللعبة أكثر من 16 عاماً، ولعبت دولياً، وحققت كثيراً من البطولات الدولية التي أكسبتني خبرة طويلة، ودائماً ما أنصح اللاعبين بالاهتمام بالغذاء الصحي الطبيعي المتوازن وفق البرامج الغذائية السليمة· واذا كانت هناك حاجة للمكملات الغذائية، فلا ينبغي أن يتم تناولها عشوائياً، إنما لابد لها أن تكمل البرنامج الغذائي حسب حاجة الجسم، مع خضوع اللاعب للاشراف والفحص الطبي الدوري، ودائماً ما أنصح وأوجه الشباب نحو الابتعاد عن المكملات الهرمونية أو المنشطات تحت أي مسمى، فالمنشطات يعرف عنها أنها ''سارقة جهود الآخرين''، وتأثيراتها مدمرة على الأمد البعيد، واذا ما كانت هناك ضرورة طبية أو غذائية فلا سبيل سوى الاعتماد على الأصناف المعتمدة طبياً من جهات رسمية، أو المطروحة بالصيدليات التي تخضع للاشراف من قبل وزارة الصحة· الأضرار والمخاطر الدكتور عباس السادات استشاري الأمراض الباطنية في مركز ويلكير الطبي في أبوظبي وزميل الجمعية الملكية للأطباء بانجلترا يوجز أضرار ومخاطر تناول ما أسماه ''منشطات بناء العضلات'' بالقول: '' لابد أن نعلم أن عضلات جسم الانسان عبارة عن مجموعة من البروتينات التي يتم تجديد الألياف العضلية فيها بصفة دورية· وهناك من الشباب والرياضيين من يلجأ الى تنمية وتكبير هذه العضلات بطريقة متعجلة وسريعة بدوافع مظهرية، أو نرجسية مرضية، عن طريق تناول بعض أنواع البروتينات، وبدائل هرمون الذكورة ''التستستيرون''، ولما كان الكبد هو المكان المنوط به عملية التمثيل الغذائي لهذه البروتينات، فان تناول قدر كبير منها بشكل مفاجىء، يزيد من الحمل على الكبد لازالة سمية هذه البروتينات، وبالتالي يبدأ نسيج الكبد في التأثر، مما يؤدي الى خلل مباشر في وظائفه· والخطر الأكبر والأشد وطأة على خلايا الكبد، هو هرمون الذكورة وبدائله، حيث يتم تكسيره وانهاء عملية التمثيل الغذائي الخاصة به في الكبد، وتناوله بطريقة عشوائية وغير طبية تؤدي الى ضررين رئيسيين، الأول يتمثل في تدمير خلايا الكبد وأنسجته الى حد الاصابة بسرطان الكبد لأنه من المواد المسرطنة للخلايا، أما الخطر الثاني فهو ضمور الغدد المفرزة لهرمون الذكورة في الجسم، مما يؤدي على المدى الطويل الى انهيار القدرة الجنسية، بل وضمور الغدد والأعضاء التناسلية، وتدني هرمونات الغدة النخامية، مما يسبب مشاكل نفسية واجتماعية جمة لاحقا· وهناك دراسات تؤكد حدوث تشوهات في الحيوانات المنوية نتيجة فرط تناول هرمون الذكورة وبدائله، مما يمثل خطورة على الانجاب، وتزايد احتمالات انجاب أطفال مشوهين، أما في الاناث فيقل حجم الثدى، وتقل دهون الجسم، ويزداد نمو شعر الجسم ، وظهور الحبوب، ويزداد الصوت غلظة ويحدث اضطراب للدورة الشهرية''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©