الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المسرحيون العرب يتسامرون في حضرة «الصحراء»

المسرحيون العرب يتسامرون في حضرة «الصحراء»
18 ديسمبر 2016 00:50
الشارقة (الاتحاد) تواصلت مساء أمس الأول فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي تجري فعالياته في منطقة الكهيف في الشارقة، بمشاركة خمسة عروض مسرحية من الإمارات وموريتانيا والبحرين والجزائر والأردن. وفي إطار البرنامج الثقافي للمهرجان استضاف مجلس المسامرات في موقع المهرجان ندوة فكرية تحت عنوان «المسرح والصحراء»، جاءت في محورين: الأول: المسرح والصحراء: الفرجة والفضاء/‏‏‏‏ والثاني تحت عنوان: المسرح الصحراوي: أي موضوع وأي شكل؟. أدار الندوة وقدم لها الفنان الإماراتي مرعي الحليان الذي استعرض سلسلة من البرامج تنظمها إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام مؤكداً على الطابع المتعدد لهذه البرامج وأهدافها المهمة ومنها: «مهرجان خورفكان المسرحي» و «مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة» و«مهرجان المسرح الثنائي» وسواها. وقال الحليان إن هذه الأنشطة رفدت الساحة الثقافية، وكان لها كبير الأثر في الدينامية التي يتحلى بها المسرح المحلي.وحول مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، ذكر الحليان أنه يمثل فاتحة لمشروع مسرحي يتسم بالخصوصية، مشيراً إلى أن مجتمعات الصحراء «ثرية بالمحكيات والأساطير والقيم التي يمكن أن تشكل مادة غنية للاشتغال الدرامي، شخصية الإنسان الصحراوي المتسم بالعفة والنبل والكرم وعلاقته بالطبيعة من حوله بالرمل والسماء والشمس والنجوم والتيه والخيل..كلها عناصر ثرية للعمل الدرامي والجمالي». وتحدث الحليان عن الجماليات المبهرة التي تداخلت فيها الكثبان الرملية والإضاءة وتشكيلات مجموعة المؤدين في عرض الافتتاح «داعش والغبراء» تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وإخراج محمد العامري، وقال إنها لا يمكن أن تتجلى بهذا البهاء إلا في فضاء كهذا. من جانبه تناول الباحث الجزائري أحمد شنيقي حداثة التجربة المسرحية العربية مقارنة بالأوروبية، وقال إنه ينظر للمسرح كفن اغريقي وليس أوروبيا، مشيراً إلى أن تجربة المسرح والصحراء هي بمثابة استكمال لما بذل في وقت سابق من طرف مسرحيين أمثال: عبد القادر علولة، روجيه عساف، الطيب الصديقي، عبد الكريم برشيد، وسواهم ممن دعوا إلى خصوصية عروبية لهذا الفن الوافد، وقال إن معظم هؤلاء انقطع عن دعوته في وقت لاحق ولم يواصل في مشروعه، ملمحاً إلى أن هذا الانقطاع يمكن النظر إليه كدليل على أن الأمر لا يقتصر على مجرد دعوة إنما يحتاج إلى تجارب عملية. وتحدث الباحث المسرحي والتشكيلي محمد يوسف عن الموقع الذي تم اختياره لتقديم عروض المهرجان وقال إنه يداخل بين المشهد الطبيعي والأداء الفني الحي، مشيراً إلى أن هذه الصورة التي تمتزج فيها عناصر الطبيعة بمكونات العمل الفني الحداثي، كالأداء الاستعراضي والتشخيص والموسيقا، لها سحرها وتأثيرها على الجمهور. وركزت مداخلة الباحث المصري جمال ياقوت على إبراز الأبعاد البصرية المميزة لموقع المهرجان، لافتاً إلى أن استخدام التقانة الحديثة في بناء مشاهد مسرحية ودرامية فوق رمل الصحراء ليس بالأمر السهل فهو يستلزم جهداً خاصاً ووعياً جمالياً متقدماً. وتحدث ياقوت عن أهمية دراسة التجربة بشكل أكاديمي لأن في إمكانها أن تقدم إضاءات أو طرق عمل مستقبلية تضيف إلى التجربة وتزيدها عمقاً. من جهته، قال الباحث السوداني عثمان جمال الدين إن مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي يذكرنا بالجهود المسرحية التي بذلت ستينات القرن الماضي ودعت إلى مسرحة الأشكال التعبيرية الشعبية العربية، لافتاً إلى تجربتهم في السودان الذي يتميز بمزاجه الثقافي العروبي والأفريقي، وتحدث عن أطروحة فكرية طبعت الممارسات الفنية السودانية حقبة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي‏? ?في ?الخرطوم ?تحت ?عنوان «الغابة ?والصحراء»?، ?بحيث ?تدل ?الغابة ?للبعد ?الأفريقي ?في ?الثقافة ?السودانية ?فيما ?تعبر ?الغابة ?عن ?بعده ?العربي. ?وقال ?جمال ?إن ?السؤال? ?الثقافي ?المطروح ?اليوم ?هو: ?من ?نحن؟ وشهدت الندوة أسئلة ومداخلات عديدة من الحضور كما جاءت متنوعة في أفكارها وطروحاتها فثمة من سأل: أهو مسرح صحراوي أم مسرح‏? ?في? ?الصحراء؟? ?اهو? ?انتقال? ?إلى? ?مكان? ?أم? ?استلهام? ?للمكان؟،? ?وهناك? ?من? ?قارن? ?بين? ?تجربة? ?مهرجان? ?الشارقة? ?للمسرح? ?الصحراوي? ?والدعوة? ?إلى «?المسرح? ?البدائي»? ?التي? ?أطلقت? ?في? ?أوروبا.? ?كما? ?تحدث? ?بعضهم? ?عن? ?هوية? ?خليجية? ?يمكن? ?للمسرح? ?الصحراوي? ?أن? ?يكرسها? ?على? ?المدى? ?البعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©