الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أسبوع التراث النوبي.. طقوس اجتماعية ولوحات فنية

أسبوع التراث النوبي.. طقوس اجتماعية ولوحات فنية
18 ديسمبر 2016 14:56
محمد كاره (أبوظبي) شهد الأسبوع الماضي تنظيم فعاليات للتعريف بالتراث النوبي، تحت مظلة النادي الاجتماعي السوداني في أبوظبي، وذلك في إطار احتفالات اليوم الوطني الـ45 لدولة الإمارات الفتية التي أصبحت نموذجاً متفرداً في النهضة والازدهار وتناغم الثقافات وتكامل الحضارات وإسعاد من يعيش بأرضها مواطناً كان أو مقيماً، بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة، وفي تزامن باحتفالات ذكرى مولد المصطفى خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، ومع إشراقات عام ميلادي جديد. روافد التراث الإنساني وحول ذلك، قال الدكتور فتحي صالح خليل من النادي النوبي لـ«الاتحاد»: إنه لمن حسن الطالع أن تأتي هذه الفعالية متزامنة مع إعلان أبوظبي لحماية التراث الثقافي والذي أعقب مؤتمر الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر والمنعقد في مطلع هذا الشهر في أبوظبي، والذي أكد المشاركون فيه أن الإمارات أصبحت دون شك حاضنة للثقافة العالمية والتراث الإنساني، ليس بتواجد أكثر من 200 جنسية على أرضها فحسب، بل لبذلها الجهود والمبادرات الهادفة لحماية هذا التراث. وأضاف خليل: «هنا نستصحب كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الجلسة الختامية للمؤتمر، إذ قال: هذا المؤتمر يشكل حدثاً مهماً وفرصة حقيقية لنعرب من خلاله على أهمية تكاتف جهود دول العالم لحماية التراث العالمي الذي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى». وتابع خليل: ما نقوم به في البيت النوبي يصب في خانة المحاولات ، ولو بجهد مقل ، في العمل للحفاظ على التراث النوبي باعتباره منتوجا لحضارة عمرها أكثر من 7 آلاف عام، وبذلك تعتبر رافدا من روافد التراث الإنساني الذي يجب المحافظة عليه مما يتهدده من مخاطر». وقال إن الهدف الرئيس من إقامة أسبوع التراث النوبي هو التعريف بالإرث الثقافي للنوبيين من جميع جوانبها: الحضارة والتاريخ، الفنون والإبداع، ، العادات والتقاليد والطقوس، وما يمثله كل ذلك من التراث من كنوز للمعرفة الإنسانية. فعاليات متنوعة وتحت هذه المضامين خاطب خليل جمعاً حاشداً من النساء والرجال والشباب والشابات في افتتاح الليلة الثقافية الفنية التي شهدتها قاعة الشيخ زايد الكبرى بالنادي السوداني، في ختام فعاليات اليوم الأول والتي كانت قد بدأت بعرض مبهر في ساحات النادي وأروقته للتعريف بطقوس وعادات الزفاف النوبي، فضلا عن عرض للمائدة التقليدية النوبية من مأكولات ومشروبات معدة بذات الطريقة التي يتم إعدادها في المنطقة النوبية (أقصى شمال السودان وجنوب مصر). وكان جمع غفير قد احتشد من عصر ذلك اليوم ليستمتع بتذوق هذه الأطباق ومن ثم متابعة فعاليات الاحتفال بيوم «الحنة» وهو اليوم الذي يسبق زفاف العروسين.. حيث يتم تخضيب العريس بالحناء وسط أهازيج تقليدية تؤديها أقرب قريبات العريس من كبيرات السن والشابات.. وتخللت كل ذلك رقصات تراثية يؤديها ثلة من الرجال مصحوبة بصيحات حماسية باللغة النوبية من جانب كل الحضور المتابع.. معرض الكتاب النوبي وفي ختام هذه الفعالية التي استمرت لساعات، انتقل الجمع من الساحة الخارجية للنادي إلى داخل قاعة الشيخ زايد الكبرى، لمشاهدة ومتابعة معرض للكتاب النوبي ولوحات تشكيلية وصور فوتوغرافية منتقاة تعكس جمال منطقة النوبة.. ثم جلس الجمع في كراس متراصة أمام المسرح لتبدأ الندوة الثقافية بعزف السلامين الوطنيين لدولة الإمارات والسودان، تبعه تقديم رقصات تقليدية من الامارات والمنطقة النوبية أداها مجموعة أطفال من الجنسين مصحوبة بنماذج غنائية . وتحدث في الندوة الباحثان المتخصصان في التراث النوبي مكي علي إدريس وسمير عوض بكاب.. وانهالت أسئلة الجمهور على الباحثين مما أضفى على الليلة أجواء ممتعة وحيوية.. واختتمت الليلة الساهرة، بأغان وطنية وعاطفية تناوب على تقديمها الفنان مكي علي إدريس والفنان عبد المجيد منور والفنانة ليزا شاكر، بأداء نال إعجاب الجمهور وحماسه بالمشاركة في الرقصات التراثية السائدة في مناطقهم الأصلية. الليلة الختامية وفي اليوم الثاني والختامي لفاعلية الزفاف النوبي، توافدت الجموع منذ وقت مبكر، وانهمك الجمع في متابعة معرض الكتاب والصور، حتى بدأت الليلة الختامية الكبرى بفاصل غنائي قدمه الفنان أمجد صابر وفرقته، أعقب ذلك مراسم «الجرتق» بزفة العروسين إلى المسرح وتخضيبهما بالحنة مرة ثانية، فوق المسرح في مشهد رائع وسط زغاريد النساء وصيحات الجمهور. وتوالت فقرات الغناء بأداء الفنان أمجد صابر ومشاركة الفنانين مكي ومنور، حتى اختتمت الليلة البهية بتكريم الفنانين القادمين من خارج البلاد خصيصىاً لإحياء أسبوع التراث النوبي، الذي ظل وسيظل موضوع «ونسة» السودانيين عموما والنوبيين خصوصا لأيام وأيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©