الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات البرازيل الرئاسية... «روسوف» تحصد دعم «دا سيلفا»

انتخابات البرازيل الرئاسية... «روسوف» تحصد دعم «دا سيلفا»
5 أكتوبر 2010 20:57
لم يكن التقدم الذي أظهرته "ديلما روسوف" في استطلاعات الرأي على مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، "خوسي سيرا"، وهي تتوجه يوم الأحد الماضي إلى صندوق الاقتراع للإدلاء بصوتها كافياً لتحقيق فوز حاسم في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البرازيل في هذه الأثناء، بحيث عجزت عن تأمين أغلبية الأصوات التي تؤهلها لحسم النتيجة وتجنب الجولة الثانية من الانتخابات. فبعد فرز أكثر من 98 في المئة من الأصوات، حصلت "روسوف" على 47 في المئة من الأصوات فيما احتل منافسها "سيرا" المرتبة الثانية بنسبة 33 في المئة، وجاءت المفاجأة من وزيرة البيئة السابقة، "مارينا سيلفا"، التي حصدت 20 في المئة من الأصوات، وقد شارك في الانتخابات الأخيرة تسعة مرشحين يسعون جميعاً لتأمين ما يكفي من أصوات الناخبين الذين يبلغ عددهم الإجمالي في عموم البلاد الشاسعة 135 مليون ناخب. وإذا ما تأكدت نتيجة الانتخابات الأولية، فإن جولة أخرى من الانتخابات ستعقد في 31 أكتوبر الجاري، وقد تمكنت "روسوف" البالغة من العمر 62 عاماً من تحقيق اختراق حقيقي على الساحة السياسية بتصدرها استطلاعات الرأي طيلة الفترة السابقة رغم عدم تقلدها لأي منصب منتخب، وهي من المتوقع أن تخلف الرئيس "لولا" الذي عملت تحت قيادته كوزيرة للطاقة وككبيرة موظفي إدارته. ويبدو أن الأداء الجيد وغير المتوقع الذي أظهره مرشح حزب الخضر "سيلفا" كان وراء حرمان "روسوف" من الأصوات الضرورية لحسم نتيجة الانتخابات من الجولة الأولى، وقد كان لافتاً اعتراف "روسوف" مباشرة بعد الإعلان عن النتائج الأولية بضرورة المرور إلى الجولة الثانية بعدما رفضت التلويح بعلامة النصر رغم مطالبة المصورين بذلك، مفضلة التريث إلى ما بعد الجولة الثانية. وقبل توجهها إلى العاصمة برازيليا لمتابعة العملية الانتخابية مع الرئيس، أدلت "روسوف" بتصريح للصحافة قالت فيه: "سواء كانت الجولة الأولى أو الثانية، المهم أننا قمنا بعمل جيد، وخضنا حملة انتخابية كما يجب أن تخاض". والحقيقة أن العديد من البرازيليين يودون الاستمرار في النهج الحالي الذي سنه الرئيس "لولا" ومواصلة النجاح الاقتصادي الذي حققه النقابي السابق الذي صعد إلى الرئاسة، وحاز على شعبية كبرى بين البرازيليين، فهو استطاع تجنيب البلاد تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية كما ساهم في حصول البرازيل على شرف تنظيم الألعاب الأولمبية للعام 2016، والتي تعتبر مصدر فخر واعتزاز لسكان البرازيل المغرمين بالرياضة. هذه الشعبية الطاغية للرئيس "لولا "تعبر عنها رغبة المواطنين في مواصلة سياسته من خلال دعم "روسوف" التي يساندها، ومن هؤلاء المواطنين "أنجيلا كاستيلار" التي أدلت بصوتها في مدينة "ساو باولو" قائلة "لقد صُوّت لصالح روسوف لأنها ستبقى على العهد ولن تغير سياسة لولا"، مضيفة أن "لولا قال إنه سيتقاعد لكني آمل أن يواصل دعمه لها". وكان الرئيس المنتهية ولايته قد أسدى خدمات جليلة لبلاده من خلال سياساته الاقتصادية الناجحة التي انتشلت أكثر من عشرين مليون مواطن من الفقر طيلة الثماني سنوات التي قضاها في الحكم، كما صعدت الملايين من سكان المدن لتنضم إلى الطبقة الوسطى وتتحسن أحوالها المعيشية بفضل المساعدات المالية التي حصلت عليها الشرائح الأكثر فقراً والتي ساهمت في تقليص الفوارق الطبقية في المجتمع البرازيلي. هذا وقد سبق للمرشحة "روسوف" دخول السجن لعامين في السبعينيات لنشاطاتها المرتبطة بالميليشيات "اليسارية"، لكنها تمكنت لاحقاً من متابعة دراستها لتصبح اقتصادية محنكة متخصصة في إدارة قضايا الطاقة، وهو ما أهلها لتولي منصب وزيرة الطاقة في ولاية "ريو جراندي دو سول"، ولتنضم في العام 2003 إلى فريق الرئيس لولا كمستشارة للشؤون الطاقة. ورغم إعلان الرئيس لولا عن دعمه الصريح لروسوف منذ البداية مهيئاً إياها لخلافته لم تبدأ أسهمها في الصعود إلا بعد الحملة الإعلامية التي أبرزتهما معاً في جميع الأماكن، وفي إحدى الصور التي جمعتهما يقول الرئيس لولا إنه يريد لروسوف تزعم البلاد حتى تستمر في التغيير وتحقيق النجاح، ولم تنفع على ما يبدو الانتقادات التي وجهها الرئيس الأسبق "فيرنالندو هنريكي كاردوسو" لهذه العلاقة المتينة بين الرئيس لولا والمرشحة روسوف ومحاولاته الطعن فيها على أنها "دمية يحركها لولا" إذ لم تستطع تلك الانتقادات النيل من شعبيتها والتأثير على فرصها. وفي هذا السياق يقول "كينيث ماكسويل"، الأستاذ السابق بجامعة هارفارد والمتخصص في الشؤون البرازيلية "إن ما نشهده حالياً هو استمرار لهالة لولا وتأثيرها على الناخبين"، وهو ما يؤكده أستاذ التاريخ "أمريكو فريري" معتبراً أن حملة روسوف كانت مقلة في التفاصيل لكنها ركـزت علـى مدى قربهـا مـن "لـولا". وحتى المحاولات التي بذلها المرشح "سيرا" لرسم روسوف على أنها "مرشحة مفبركة" كان لها مفعـول عكسي لأنـه بدا وكأنه ينتقد لولا نفسه، وهو خط أحمـر لا يجرؤ عليه أحد في البرازيل لكلفته السياسية العالية، وقد حاول "سيرا" إبراز تجربته الطويلة في عالم السياسـة والمناصـب التي تقلدهـا مثل عضو مجلس الشيوخ وحاكم ولاية ساو باولو، فضلا عن توليه منصب عمدة المدينة نفسهـا. مارسيلو سواريس - البرازيل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©