أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن موسكو ستفعل ما بوسعها، وستستخدم نفوذها لدى الانفصاليين، للمساعدة في التحقيق حول حادث تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا.
وفيما تتصاعد الضغوط الغربية على موسكو، بعد سقوط الطائرة الماليزية، سلم الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا أمس الصندوقين الأسودين ورفات عدد من الضحايا لخبراء ماليزيين.
واتجه قطار يحمل رفات عدد من ضحايا الطائرة المنكوبة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أمس ليتم تسليم الرفات إلى هولندا اليوم الأربعاء.
وقتل 300 شخص تقريبا، أغلبهم هولنديون، في كارثة إسقاط الطائرة التي وقعت يوم الخميس الماضي.
وغادر القطار موقع الحادث، بعد أن توصل رئيس وزراء ماليزيا لاتفاق مع الانفصاليين على تسليم الجثث التي انتشلت من موقع الحادث إلى السلطات في هولندا التي ينتمي إليها العدد الأكبر من الضحايا.
وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، سلم زعيم الانفصاليين الكسندر بوروداي الصندوقين الأسودين للطائرة في مدينة دونيتسك.
وقال أمام قاعة مكتظة بالصحفيين في مقر جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، بينما كان انفصالي مسلح يضع الصندوقين على مكتب «ها هما الصندوقان الأسودان».
وصرح الكولونيل محمد صقري من مجلس الأمن القومي الماليزي بأن الصندوقين الأسودين «في حالة جيدة».
وجاء تسليم الجثث والصندوقين وأنباء عن منح محققين دوليين حرية أكبر للوصول إلى حطام الطائرة في ظل نداءات بفرض عقوبات أوسع على موسكو لدعمها الانفصاليين وسط سعي الزعماء الغربيين للاتفاق على رد فعل موحد.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن موسكو ستفعل ما بوسعها، وستستخدم نفوذها لدى الانفصاليين، للمساعدة في التحقيق حول حادث تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، ودعا كييف إلى وقف المعارك.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي إن «روسيا ستفعل ما بوسعها من أجل تحقيق شامل ودقيق وشفاف بمشاركة كافة الأطراف».
وأضاف «يطلبون منا الضغط على المتمردين.
.
أكرر إننا سنفعل بالتأكيد ما بوسعنا، ولكن هذا لن يكفي».
وتحدث بوتين عن هجوم للدبابات الأوكرانية على مدينة دونيتسك، أهم معاقل الانفصاليين في منطقة دونباس الشرقية.
وقال « يجب دعوة السلطات الأوكرانية لاحترام المعايير الأخلاقية الأساسية وتطبيق وقف إطلاق نار على الأقل أثناء التحقيق».
وأمر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس الأول قواته بوقف العمليات العسكرية في قطر من 40 كلم حول موقع تحطم الطائرة، وهي منطقة لا تشمل مدينة دونيتسك.
ومن جهتها أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنها «مقتنعة بأن وقف الأعمال العسكرية في منطقة تحطم الطائرة، كما في شرق أوكرانيا بالكامل، يشكل ضمانة لعدم تكرر مأساة من هذا النوع».
أما بوتين، فحذر من أن موسكو سترد بطريقة «متناسبة على تطوير البنى التحتية العسكرية للحلف الأطلسي» على الحدود الروسية.
وقال «نحن نرى جيدا ما يحصل، يتم تعزيز قوات الأطلسي في دول أوروبا الشرقية بطريقة واضحة، وحتى في مياه البحر الأسود وبحر البلطيق».
وتابع بوتين «لا غنى عن تطبيق بشكل كامل وفي المهل المهددة للإجراءات المقررة من أجل تعزيز قدرة البلاد الدفاعية وفي سيباستوبول في القرم أيضا».
واتهم بوتين مجددا الدول الغربية بدعم «الثورات الملونة» مثل جورجيا في 2003 وأوكرانيا في 2004 أو «لذكر الأشياء بأسمائها: انقلابات عسكرية حرضها ومولها الخارج».
وأكد بوتين أن سيناريو تغيير السلطة في أوكرانيا لا يمكن أن يحصل في روسيا بعكس «الدول الضعيفة».
ودافع بوتين عن سياسة الحزم في المجتمع الروسي، ويأتي ذلك بعد توقيعه على تعديلات قانونية تشدد العقوبات على التظاهرات غير المرخصة، أو المنظمات الحكومية غير المسجلة.
وبحسب الخبير في الشؤون السياسية الكسي مكاركين فإن بوتين يبحث عن إيجاد توازن «بين الغرب من جهة وممثلي الأجهزة الأمنية والرأي العام الروسي من جهة ثانية».
وقال إن «هوامش تحركه تقلصت بعد تحطم الطائرة الماليزية، وهذا يظهر في تصريحاته».
(كييف، عواصم، وكالات)
عدد اليوم
