طالب النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني الليبي العام عز الدين محمد العوامي أمس رئاسة المؤتمر بسرعة تسليم السلطة بشكل عاجل إلى مجلس النواب المنتخب دون أي تأخير، مما سيسهم بشكل فعلي في حقن دماء الليبيين في هذه الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها الوطن، وقال في رسالة وجهها لرئيس المؤتمر نوري أبوسهمين «إنه بالتشاور مع عدد من أعضاء مجلس النواب المنتخب فإنني أرى أن يتم التسليم والاستلام بعد إعلان النتائج مباشرة من قبل المفوضية العليا للانتخابات، وأن الموعد المناسب لذلك هو غدا الخميس في بنغازي كي يتمكن المجلس من عقد أول جلسة له في مقره الرئيسي، خاصة وأنه قد تم وضع الترتيبات الأمنية من قبل الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي ومديرية أمن بنغازي لتأمين أعضاء مجلس النواب ومقره».
وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا أعلنت أن النتائج النهائية للعملية الانتخابية حسمت 188 مقعدا من أصل 200 مقعد نصّ عليها القانون رقم 10 في حين لا يزال 12 مقعدا شاغرا في عدة مناطق لأسباب مختلفة.
وبينت النتائج تقدم التيار المدني بصورة واضحة على التيار الإسلامي، لكن لن تعرف تشكيلة البرلمان الجديد إلا بعد تشكيل الكتل البرلمانية.
وقال مراقبون ونواب «إن التيارين المدني والليبرالي فازا بعدد اكبر من المقاعد مقابل الإسلاميين الذي أشارت تقديرات إلى أنهم لم يحصلوا على اكثر من 30 مقعدا.
وقال يونس فنوش النائب المستقل المنتمي إلى «التيار المدني الديموقراطي» من بنغازي «إن الإسلاميين أعضاء حزب العدالة والبناء، الواجهة السياسية للإخوان المسلمين وحلفائهم، لم يحصلوا على اكثر من 30 مقعدا»، مقابل 50 للتيار الليبرالي ممثلا بتحالف القوى الوطنية».
وحصل مؤيدو الفدرالية في شرق ليبيا، المعارضون للإسلاميين بين 25 إلى 28 مقعدا، أما باقي المقاعد ففاز بها مستقلون يعارضون «الإسلام السياسي».
وقال النائب علي تكبالي «إن معظم النواب»ليس لهم انتماء إيديولوجي».
إلى ذلك، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالنتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب الليبي للمرحلة الانتقالية والتي أعلنتها المفوضية العليا، وهنأ في بيان الشعب الليبي على إنجاز هذا الاستحقاق المهم، متمنيا أن يشكل ذلك حافزا نحو إنهاء حالة الاحتقان السياسي والأمني التي تشهدها ليبيا حاليا.
وأعرب عن قلقه الشديد من استمرار المواجهات بين المليشيات المسلحة في محيط مطار طرابلس، مؤكداً ضرورة التزام الجميع بوقف الاعتداءات على الممتلكات والمرافق العامة للدولة الليبية.
ودعا العربي جميع القيادات السياسية الليبية إلى الالتزام ببنود خريطة الطريق المتفق عليها للمرحلة الانتقالية، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود من أجل الانخراط في حوار وطني شامل يفضي إلى تحقيق المصالحة الوطنية والانتهاء من صياغة الدستور الجديد لليبيا.
كما دعا إلى التوافق على إرساء دعائم مؤسسات الدولة الليبية الجديدة بما في ذلك حل مشكلة المليشيات وإعادة بناء الجيش الوطني والأجهزة الأمنية الليبية الضامنة لتحقيق تطلعات الشعب الليبي وبما يحفظ سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها.
وأعربت مصر عن ترحيبها بإعلان المفوضية العليا نتائج الانتخابات، وثمنت إرادة الأخوة الأشقاء في ليبيا على إتمام تلك الانتخابات رغم الظروف القاسية التي يعيشها أبناء الشعب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان «تتطلع مصر إلى العمل مع مجلس النواب حال بدء نشاطه الذي نأمل أن يكون في اقرب وقت ممكن لاستكمال خطوات تشكيل الحكومة وبناء باقي المؤسسات، كما تتطلع مصر أن يجد هذا المجلس المنتخب الدعم والمساندة اللازمين من المجتمع الدولي باعتباره نافذة الضوء والأمل في إرساء دعائم الاستقرار والخروج من هذه المرحلة الانتقالية المفصلية».
وأضاف «تتابع مصر باهتمام بالغ التطورات الجارية المتسارعة خاصة في طرابلس، وتعرب عن قلقها الشديد من أحداث العنف التي وقعت خلال الفترة الماضية، وتأسف من تداعيات الاقتتال بين أبناء الشعب والتي أودت بحياة أبرياء وأضر بممتلكاتهم، وتأمل في انتهاء الانقسام الجاري وأن تنحاز الأطراف المعنية لإرادة الشعب وأن تسود الحكمة مواقفهم، وتؤكد مصر دعمها الكامل دولةً وشعباً لخيارات الشعب الحرة والواعية، كما تؤكد مجدداً على وحدة التراب الليبي ورفض أي تدخل خارجي في شؤون ليبيا الداخلية».
لكن المتحدث كرر تحذير الرعايا المصريين من السفر إلى ليبيا على ضوء تصاعد وتيرة العنف، وقال بيان رسمي «في ضوء تصاعد وتيرة العنف والتطورات الراهنة على الأراضي الليبية، خاصة في بنغازي وتداعيات هذا الموقف الخطير على المصريين، تهيب وزارة الخارجية جميع المواطنين عدم السفر مطلقاً إلى ليبيا في الوقت الراهن حرصاً على سلامتهم، وتناشد الخارجية أبناء الجالية توخي أعلى درجات الحذر والابتعاد عن مناطق التوتر الذي يشكل تهديداً مباشراً لحياة الأبرياء».
وكان تجدد القصف أمس في محيط مطار طرابلس الدولي، حيث تحدثت مصادر عن احتراق طائرة ركاب على المدرج جراء القصف بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية.
لكن لم تسجل محاولات اقتحام من قبل القوات المهاجمة والتابعة لمدينة مصراتة في جولة القتال الجديدة ضد كتائب الزنتان.
في وقت ارتفعت حصيلة الاشتباكات العنيفة بين «أنصار الشريعة» والقوات الخاصة والصاعقة المدعومة بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في محيط معسكرات منطقة بوعطني في بنغازي إلى 16 قتيلا على الأقل و81 جريحا.
وقتل أربعة على الأقل أيضا في تفجير انتحاري عند قاعدة للجيش الليبي في بنغازي
(طرابلس - وكالات)
عدد اليوم
