الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالعزيز الرشيدي: الخط العربي محفوظ بحفظ القرآن

عبدالعزيز الرشيدي: الخط العربي محفوظ بحفظ القرآن
5 يوليو 2015 20:17
مجدي عثمان (القاهرة) يحاول فنان الخط العربي السعودي عبدالعزيز الرشيدي صاحب التراكيب الجديدة للخط السنبلي إثبات أن الخطاطين عاشقون حتى آخر لحظة بحياتهم لفنهم الراقي والسامي، من خلال تعامله مع الخط العربي كالتزام واجب لا يمكن التفريط في رعايته بالمران والتعلم والتجديد، ونقل تلك الخبرة إلى الآخرين من خلال المعارض وورش العمل، ولا ينسى أبداً دور والده، الذي احترم موهبته عند صغره، ووقف معه خلال مشواره الفني. ويقول: إن اهتمامه بفن الخط العربي جاء منذ 28 عاماً مع دراسته الأولى بالصف الثاني الابتدائي العام 1985، عندما شاهد أحد معلميه، ويدعى محمود «مصري الجنسية»، يكتب إحدى الوسائل التعليمية، ثم حصل بعد 3 سنوات من تلك الواقعة على كراسة الخطاط العراقي هاشم البغدادي، والتي بدأ معها التعلم الفعلي لفن الخط العربي، ولا ينسى فضلها عليه، مؤكداً أنه كان سيقبل رأس البغدادي إذا كان حياً الآن، لما كان لكراسته من أثر كبير على بدايته واستفاداته منها، حتى إنها ما تزال مرجعه للكثير من الخطوط. دورات الخط ويوضح الرشيدي أن المُعلم جزء رئيس وأساس لتعلم الخط العربي، وإنه لا غنى عنه باعتبار أن فن الخط موقوف على الأستاذ، وأن أهمية دورات الخط تكمن في التعارف بين المعلم والطالب من خلال الدورة والتواصل، وأن اللقاء المباشر يسهل من تعليم الخط وفك رموزه وأسراره، إضافة إلى أن الدورات تعلم الالتزام في ممارسة الخط بشكل منظم. ويقول: إنه في بداية تعلمه للخط العربي التحق بالدورات التي كانت تقيمها إدارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة، إلى أن التقى بأستاذه أحمد ضياء إبراهيم، الذي كان له الأثر الكبير في مسيرته مع هذا الفن، وتعرف بعد ذلك على الخطاط شفيق الزمان خطاط الحرم النبوي الشريف، وتعلم منه بعض الخطوط، ولكن لضيق وقته لم يستمر معه، وتتلمذ بعد ذلك على يد الخطاطين عادل بري وعبدالله الصانع في وقت واحد وتعلم على أيديهما الكثير من خلال دورات الخط بإدارة التربية والتعليم. أسس الزخرفة ويضيف: إن الدكتور مصطفى عبدالرحيم، أستاذ الخطوط والزجاج بكلية الفنون التطبيقية بمصر، اسم كبير في حياته، حيث تعلم منه معنى التواضع والعطاء بلا مقابل، وتعلم على يديه قواعد الخط الكوفي وأسس الزخرفة الإسلامية، ثم تعلم قواعد خط الرقعة على يد الدكتور حسن شكري، وإنه في تلك الفترة قابل الخطاط محمد بشير الأدلبي فتلقى عليه بعض قواعد الخط الفارسي. يتابع الرشيدي: الحرف تعطيه يعطيك أكثر، فالخط العربي قدم لي بعد الله السعادة، وحب الناس، ولقمة العيش وجعلني أحب الناس والحياة، ولعل من أهم ما قدمه لي تشرفي بالكتابة أمام خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، كما أنني ومن خلال مسيرتي الفنية وعبر العديد من المشاركات قد حصلت على جوائز ومراكز كثيرة، منها المركز الأول بمسابقة وزارة التربية والتعليم العام 2007، والمركز الثاني على مستوى المملكة بمسابقة خطاطي وفناني المملكة العام 2009 في دورته الثانية، والمركز الأول على مستوى المدينة عامين على التوالي 2001 و2002 بالمسابقة التي تقيمها رعاية الشباب، والمركز الأول على مستوى المدينة المنورة لأعوام 94 و95 و96 و1997 بدورات الخط التي تقيمها إدارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة، والمركز الثاني على مستوى المملكة العام 1424هـ بالمسابقة التي تقيمها وزارة التربية والتعليم. فن راقٍ ويؤكد أن هناك حركة قوية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها تهتم بهذا الفن الراقي، ويتضح ذلك في إنشاء جمعية خاصة تهتم بشؤون الخط العربي، وهي خطوة عظيمة لإحياء هذا الفن الإسلامي العظيم داخل المملكة، وأيضًا وجود أكثر من محفل داخل وخارج المملكة يعتني بهذا الفن، سواء من مسابقات أو محاضرات أو لقاءات أو معارض، وهذا مؤشر يدل على أن هذا الفن ما زال ينبض، وأنه فن محفوظ بحفظ الله للقرآن. ويعتبر الرشيدي أن الخط العربي في مرحلة آمنة، بعد أن أصبح منتشراً بكل مكان، خصوصاً الخطوط الأساسية، فقبل 15 عاماً كنا نجد صعوبة للحصول على أية لوحة مطبوعة، بينما الآن يمكن من خلال رابط واحد إرسال مئات اللوحات وبسرعة فائقة وإلى أي مكان في العالم. التكنيك الفني ويسعى الرشيدي إلى إحياء الخط السنبلي وتقعيده، ويصفه بأنه خط يتيم لم يكتمل، ويحاول إظهاره بكل ما يملك من طاقة، رغم أن خط الثلث هو أقرب الخطوط إلي نفسه، وأصعبها أيضا، ويرى أن الخطاط يمكنه أن يوقع لوحته بالوقت الذي يريده، وليس بالضرورة أن يكون مجازا، ولا يمانع في إدخال الحرف العربي إلى اللوحة التشكيلية من قبل الرسامين شريطة ألا يؤثر ذلك على التكنيك الفني للفنان. ويوضح أن الفن الحقيقي يبث دائماً رسالة إيجابية إلى المتلقي، وربما يغير بعض الناس من حال إلى حال أخر، ذاكراً أنه واجه إحدى الزائرات لمعرض «رفقاً بالقوارير» أمام لوحته الفائزة بجائزة الخط العربي، والتي كان مكتوب فيها «المرأة هي أمي»، وقالت: إنها حينما رأت تلك اللوحة لم تتمالك نفسها من البكاء. ما يزال الرشيدي يحلم خلال مسيرته الفنية، ويسأل الله أن يوفقه إليه، وهو كتابة كسوة الكعبة لكي يكون خطه عليها، وأنه شرف عظيم لا يحلم بعده في الدنيا بشيء. أحلم بكتابة الخطوط على كسوة الكعبة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©