الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايلاند تدخل عهد الأخوين «شيناواترا»

8 يوليو 2011 21:25
مارك ماجنير وسيمون رونين تايلاند حقق حزب المعارضة الرئيسي في تايلاند فوزاً صعباً في انتخابات يوم الأحد الماضي ممهداً بذلك الطريق لتولي أول امرأة رئاسة الوزراء، واحتمال رجوع أخيها الذي يعيش منفيّاً في الخارج إلى أرض الوطن، هذا في الوقت الذي تبرز فيه تحديات جديدة تطرحها أوضاع الطبقة المهمشة التي صوتت بكثافة للمعارضة أمام المؤسسة الرسمية في تايلاند. وقد توافد مئات المؤيدين إلى مقر حزب "بويا تاي" الذي تقوده السياسية المبتدئة "يينجلوك شيناواترا" البالغة من العمر 44 عاماً، بعدما حصل الحزب على 264 مقعداً برلمانيّاً من أصل 500 مقعد في البرلمان التايلاندي، حيث ارتفعت أصوات الأنصار بالغناء والرقص تعبيراً عن فرحتهم، وبادروا بإغلاق الطرق وإطلاق الألعاب النارية احتفالا بانتصارهم. وفي تعليقها على النتائج قالت "شيناواترا" مخاطبة أنصارها: "ما زال هناك كثير من العمل في الانتظار، وهناك أمور أخرى يتعين القيام بها لتحقيق المصالحة". ويأمل أنصار "شيناواترا" أن تطول فرحتهم بعد التجارب الانتخابية السابقة التي تعرضت فيها النتائج للتلاعب إما بسبب القرارات القضائية الرافضة لها، أو ضغوط المؤسسة العسكرية والمناورات البرلمانية التي يخطط لها الملكيون المحافظون. هذا وتعتبر "شيناواترا" بديلاً لا يقل صلابة عن أخيها الملياردير ورئيس الوزراء السابق، تاسكين شيناواترا، الذي ظل طيلة الحملة الانتخابية حاضراً وراء الكواليس من خلال تمويل الحزب وتوجيه سياساته من الخارج، حيث يعيش في منفاه الاختياري هرباً من حكم صادر ضده بسنتين سجناً على خلفية تهم بالفساد وجهت إليه بعد إطاحته في انقلاب عسكري في عام 2006. ومن أنصار حزب المعارضة الذين صوتوا لمصلحة امرأة تدعى "سومورك كيوناو"، وهي بائعة فواكه على عربة بالشارع، وعن موقفها من الزعيمة الصاعدة تقول: "إنني أحب يينجلوك ولا أبالي إذا كان تاسكين هو من يدير الأمور"، مضيفة: "لقد كانت فترة تاسكين جيدة عموماً بالنسبة لنا، وكل ما أخشاه اليوم هو أن تتدخل أيادٍ سرية للتلاعب بنتائج الانتخابات وحرماننا من النصر". ولكن "يينجلوك" المدركة للانتقادات التي تُوجه لها باعتبارها كما جاء على لسان أخيها نفسه "نسخة منه" قالت يوم الأحد الماضي إنها ستتعامل مع التفويض الذي منحه لها الشعب بالجدية الكاملة: "إنني سأضع مصلحة البلد قبل مصلحتي أنا وقبل مصلحة عائلتي". ومع ذلك يبقى السؤال المطروح حاليّاً هو عما إذا كانت مراكز القوى الأساسية في البلاد والمتمثلة في الجيش والملكية ستقبل نتائج الانتخابات الأخيرة بعدما وقفت بثقلها وراء رئيس الوزراء المنتهية ولايته "أبهيسيت فيجاجيفا" و"الحزب الديمقراطي" الذي يتزعمه. فبعد فرز 98 في المئة من الأصوات حصل الحزب الديمقراطي على 160 مقعداً في البرلمان، وكانت تايلاند ذات الـ66 مليون نسمة، والتي تسوق نفسها على أنها "بلد الابتسامة"، قد عانت من انقسام واستقطاب اجتماعي حاد على مدى السنوات الست الماضية بين الأغنياء والفقراء، وهو ما أدى إلى اندلاع المظاهرات العارمة في الشوارع والمواجهات الدامية التي حصلت في مايو 2010 وأوقعت 90 قتيلاً وأكثر من 1800 جريح، فضلا عن إحراق مراكز التسوق الفاخرة وسط العاصمة "بانكوك". وفي لقاء تلفزيوني شارك فيه "تاسكين" وأذيع يوم الأحد الماضي، أكد أنه لا يحمل أية مشاعر انتقامية، وأنه مستعد لمسامحة الجميع وتشجيع المصالحة. ولكن على رغم هذه المشاعر الطيبة التي أبداها رئيس الوزراء السابق، الذي فازت أخته الآن في الانتخابات، يتوقع العديد من المراقبين أن ينزل الطرف الخاسر في الانتخابات الحالية، التي وضعت المزارعين الفقراء في مواجهة النخب الغنية، إلى الشارع للاحتجاج ما قد يطلق موجة جديدة من العنف والاضطرابات الاقتصادية. ولم تسجل عملية التصويت في العاصمة "بانكوك"، التي توزعت على مراكز الاقتراع المختلفة في المدارس والمقرات الأخرى، أية تجاوزات، حيث أغلقت المقرات أبوابها دون حوادث تذكر. ولكنّ ما افتقدت إليه الانتخابات، حسب العديد من المراقبين، هو البرامج السياسية الحقيقية في الحملة الانتخابية التي طغت عليها الشعبوية مثل وعود توزيع أجهزة الحاسب الآلي وتعميم المعاشات التقاعدية على الجميع وتوزيع البطاقات الائتمانية على المزارعين! وهذا الغياب للبرامج السياسية يؤكده "براني تيبارات"، أستاذ العلوم السياسية بإحدى الجامعات المحلية التايلاندية، بقوله: "لا توجد سياسات واضحة واستراتيجيات محددة لدى السياسيين بشأن محاربة الفقر وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين ومساعدة الأعمال الصغيرة". وسينتقل الاهتمام في المرحلة المقبلة إلى الطريقة التي سيمارس بها الحزب الفائز الحكم، بحيث من المتوقع أن تُعين "يينجلوك" على رأس الحكومة في غضون أسبوع، على أن تعلن عن تركيبة تحالفها خلال أسبوعين. ومن المتوقع أيضاً أن تسعى رئيسة الوزراء الجديدة إلى إعادة أخيها من المنفى، وهي خطوة قد تثير الكثير من الجدل في المشهد السياسي التايلاندي. ويتوقع "بول تشايمبرز"، الباحث في جامعة "تشاينج ماي"، أن يعود العنف مجدداً إلى شوارع العاصمة بعد مرور الستة أشهر الأولى من الترقب والانتظار، ويوضح ذلك بقوله: "إننا سنشهد، على الأرجح، حلقات جديدة من مسلسل دراما السياسة التايلاندية مع حلول ديسمبر المقبل". ولكنه يؤكد في الوقت نفسه أنه لا يتوقع تدخل الجيش مرة أخرى من خلال انقلاب عسكري، موضحاً ما يعنيه بقوله: "سيلجأ الجيش، على الأرجح، إلى أساليب أكثر دهاء للتخلص من تاسكين مثل تحريك القضاء واللجنة الانتخابية، وهي أمور شهدناها في الماضي وقد تتكرر اليوم أيضاً". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©