الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموريتانيات يستخدمن «القنابل» للحصول على بشرة فاتحة

الموريتانيات يستخدمن «القنابل» للحصول على بشرة فاتحة
8 يوليو 2011 21:24
تقبل النساء في موريتانيا على شراء مواد طبيعية وأدوية طبية لاستعمالها وصفات لتبييض البشرة، حيث يمثل الحصول على بشرة بيضاء في هذا الوسط الصحراوي الحار هدفاً ثميناً تسعى أغلب النساء إلى تحقيقه إيماناً منهن بأن “البياض نصف الجمال”، ضاربات عرض الحائط بالأضرار الصحية الجسيمة التي قد تحيق بهن جراء استخدام مواد تضر بالجلد والبشرة وتوقعهن في مشكلات كن في غنى عنها. (نواكشوط) - تسبب الإقبال الكبير على شراء مراهم ومحاليل طبية لاستعمال في وصفات تفتيح لون البشرة في اختفاء هذه الأدوية والمواد الكيمياوية من الصيدليات لا سيما مع حلول فصل الصيف، حيث تتيح الإجازة الفرصة للطالبات والموظفات وحتى الأمهات لاستعمال الكثير من الوصفات المتداولة بين النساء، وسجلت الصيدليات نقصاً حاداً في أدوية توصف عادة لعلاج حساسية الجلد وتساقط الشعر، إضافة إلى مادة طبية تستخدم في التغذية الوريدية للمرضى داخل المستشفيات. تحذير من الإفراط فتح إقبال الموريتانيات على وصفات تبييض البشرة أبواب الرزق لكثير من العاطلات اللاتي استفدن من خبرتهن في فتح صالونات تجميل تقدم خدمات خاصة لتفتيح وتقشير بشرة السمراوات، وتبيع اختصاصيات تفتيح لون البشرة أنواعاً مختلفة من المواد و”الابتكارات” التي حققت نجاحاً وشهرة كبيرين بين الموريتانيات. إلى ذلك، تقول عائشة الطلبة، التي تملك صالون تجميل متخصصاً في تفتيح لون البشرة “نبيع خلطات ودهانات مختلفة تستعمل في الليل والنهار، ونحرص على إبقاء طريقة تحضير الوصفات سراً، لكننا نقدم نصائح حسب نوع بشرة كل امرأة، ونحذرهن من الاستعمال المفرط لهذه الوصفات”. وعن آخر صرعات ظاهرة تفتيح لون البشرة، تقول الطلبة “نستخدم مادة طبية مع بعض المراهم للحصول على خليط (القنبلة) الذي أثبت فعاليته في تبييض البشرة، إضافة إلى كريمات مصنعة خلطات محلية مستوحاة من الطبيعة الموريتانية وأحياناً نزاوج بين الصناعي والطبيعي للحصول على بشرة فاتحة في أقصر مدة زمنية”. وتشير إلى أن الموريتانيات يولين اهتماماً كبيراً بمشكلات اسمرار البشرة والبثور والكلف والظلال السوداء، حيث إنهن يستخدمن كل ما يقدم لهن من وصفات رغم خطورة بعض الوصفات وتأثيرها السلبي على الجلد وصحة المرأة. وترى الاختصاصية الطلبة أن الحصول على بشرة بيضاء تشع نضارة وحيوية يتطلب التوقف عن بعض السلوكيات التي تمارس في الحياة اليومية، والتي تضر بالبشرة وتؤثر على لونها الطبيعي مثل السهر والتدخين والتعرض لأشعة الشمس دون وضع كريمات تحمي منها وعدم إزالة الماكياج بطريقة صحية، والإكثار من تناول أطعمة تحتوي على التوابل الحارة والمنبهات. وصفات خطيرة يحذر الطبيب أحمد ولد سيداتي، اختصاصي الأمراض الجلدية، من استعمال الأدوية والمواد الكيميائية لتفتيح لون البشرة دون استشارة طبيب، معتبراً أن تداول هذه الوصفات بين النساء تسبب في ظهور عدة حالات خطيرة ونادرة في موريتانيا. ويقول “الأدوية التي تستعملها النساء لتفتيح لون البشرة بخلط بعضها ببعض هي أدوية مخصصة لأمراض جلدية معينة، ويتم استعمالها منفردة وبمقادير محددة. لكن ما يحدث في صالونات التجميل شيء خطير ومخيف، حيث يتم خلط مجموعة من الأدوية والمواد وبيعها للنساء دون مراعاة لخطورتها واختلاف نوع البشرة”. وعن الأضرار الصحية لهذه المواد على البشرة، يقول ولد سيداتي إن هذه المستحضرات تقضي على الطبقة الخارجية للجسم لتظهر أخرى أكثر صفاءً وبياضاً، وبعد فترة تصبح هذه الطبقة رقيقة وتظهر الشعيرات الدموية الصغيرة، وفي المرحلة الموالية تتسرب هذه المواد إلى الدم وتؤدي إلى أمراض متعددة مثل الضغط، والشيخوخة المبكرة، ونقص المناعة، وأمراض التوليد والعقم، وسرطان الجلد. ولا يجد اختصاصيو التجميل تفسيراً لهوس الموريتانيات بالبشرة البيضاء، وإصرارهن على الحصول عليها مهما كلفهن ذلك، فأغلب الموريتانيات يمتنعن عن الخروج خلال النهار لتجنب حرارة الشمس المرتفعة في الصحراء، ويفضلن الظهور مساء للتسوق أو القيام بالزيارات العائلية، وهو ما يفسر سيطرة حياة الليل على المجتمع الموريتاني، وتستعمل الموريتانيات اللاتي يخرجن نهاراً قفازات طويلة الكم تنتهي تحت الكوع وجوارب وملاحف غليظة، ويحرصن على تغطية الوجه بشكل كامل باستعمال لثام الملحفة باستثناء منطقة العينين. مناخ صحراوي يفرض استعمال كريمات تفتيح البشرة والوصفات الاصطناعية والشعبية على المرأة الالتزام بعدم التعرض لأشعة الشمس؛ لأن ذلك سيتسبب في زيادة اسمرار البشرة والحصول على نتائج عكسية، ما دفع مختصين إلى تحذير النساء من استعمال هذه الوصفات في مناخ صحراوي حار وجاف طيلة السنة، وينصحوهن باتباع نظام صحي متوازن والإكثار من الخضراوات والفواكه وممارسة الرياضة وعدم استعمال كريمات التفتيح دون استشارة طبيب متخصص، من أجل التغلب على صعوبة المناخ الصحراوي. وإذا كانت الشكوى الدائمة للنساء في فصل الصيف هي اسمرار البشرة وكيفية حمايتها من أشعة الشمس، فإن شكوى الموريتانيات من تأثير الأيام المشمسة طيلة السنة على بشرتهن مستمرة في جميع الفصول، لذلك فإنهن يحرصن على الحصول على بشرة بيضاء نقية باستعمال أقنعة التبييض وخلطات لتفتيح البشرة حتى لو كلفهن ذلك الامتناع عن الظهور في النهار. وتعتبر الشمس العدو الأول للموريتانيات الباحثات عن البشرة البيضاء، ورغم أن أغلبهن تستعملن كريم الوقاية من أشعة الشمس بشكل منتظم قبل الخروج، إلا أن ذلك لم يمنع من تأثر بشرتهن بالعوامل المناخية، وإضافة إلى الحرارة تتأثر البشرة في المجتمع الموريتاني بالأطعمة الدسمة والحارة والبهارات والسهر والخروج إلى البادية، كما أن التزاوج بين الأعراق السائدة في الصحراء يسهم في ارتفاع نسبة البشرة السمراء في المجتمع، ويزيد من هوس النساء في الحصول على بشرة بيضاء. نفع وضرر تقول مليكة، التي أقلعت عن استعمال هذه الأدوية والوصفات، إنها لاحظت بعد عشرة أيام من استعمال خليط “القنبلة” أن لون بشرتها أصبح أفتح بدرجتين عما كان عليه في السابق، ثم واصلت استعمالها يومياً إلى أن لاحظت أن الطبقة الخارجية للجلد أصبحت رقيقة وحساسة فتوقفت عن استعماله، وتقول “أخبرني الطبيب أن طبقة الجلد التي تحمي الجسم من أشعة الشمس والمكروبات تعرضت لضرر كبير بسبب هذه الوصفات، ونصحني بإجراء عدة تحاليل طبية وأشعة لكشف مدى الضرر الذي لحق بالبشرة”. وعلى عكس مليكة، تبدي فاطمة رضاها عن وصفات تفتيح لون البشرة والتي بدأت باستعمالها منذ سبعة أشهر، وتقول “حصلت على بشرة بيضاء وصافية بفضل هذه الوصفات والامتناع عن الخروج في النهار إلا للضرورة القصوى. والمشكلة الوحيدة أن هذه الوصفات لم تنجح في تفتيح بعض المناطق كالكعب والكوع وفوق الأصابع”. وتتعدد الوصفات الطبيعية والاصطناعية والشعبية التي تستعملها النساء للحصول على بشرة بيضاء، حيث إنهن يستخدمن كريمات مصنعة ووصفات طبيعية ويمزجن بين الطبيعي والكيماوي وبين الطبيعي وبعض الأدوية المتوافرة لدى الصيدليات من أجل الحصول على بشرة بيضاء في مدة قصيرة. ومن أهم الوصفات الطبيعية التي تشهد إقبالاً كبيراً خلطة “الحلبة”، حيث تعتمد الموريتانيات كثيراً على الحِلْبَة للتفتيح لون البشرة، حيث يمزجن مسحوقها بالعسل وصفار البيض، ويستعملنه يومياً على الوجه والرقبة واليدين والرجلين. ومن الوصفات الطبيعية التي تحرص عليها الموريتانيات، قناع خاص بالوجه، حيث يستعمل الحليب وصفار البيض والبطاطس المسلوقة والمطحونة والعسل، وتخلط هذه العناصر جيداً حتى تكون عجينة لينة ويدهن بها الوجه يومياً، إضافة إلى وصفات طبيعية أخرى مكونة من بعض الفواكه والشعير والزبادي والعسل والحمص والفول وبودرة الحليب. ملحفة «النيلة» تقوم الموريتانيات بارتداء ملحفة “النيلة” المصبوغة بمادة سوداء أو زرقاء داكنة عدة أيام لوقاية بشرتهن من أشعة الشمس والمساعدة على التخلص من الظلال والسواد في مناطق احتكاك البشرة، ويمكن الاستفادة من خصائص ملحفة “النيلة” يومياً دون الحاجة لارتدائها بأخذ قطعة منها وحكها على الوجه واليدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©