قال مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية إن صواريخ طائرة بدون طيار يشتبه بأنها أميركية قتلت ثمانية متشددين يحملون الجنسية الألمانية في وزيرستان بشمال غرب باكستان أمس. جاء ذلك في وقت قتل فيه ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية بجروح أمس حين تعرضت حوالى 20 شاحنة تموين وصهريج تابعة لحلف الأطلسي لهجوم وتم إحراقها بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في ثاني هجوم مماثل خلال يومين على التوالي، وهددت حركة طالبان الباكستانية بشن مزيد من الهجمات على شاحنات الأطلسي التي تنقل الوقود إلى أفغانستان.
وفي هذه الأثناء أبدى أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أسفه أمس لمقتل 3 جنود باكستانيين الأسبوع الماضي بقصف من مروحيات كانت تطارد متشددين عبروا الحدود من أفغانستان.
وقال إنه يأمل أن يعاد فتح الحدود الباكستانية أمام الإمدادات لقوات الحلف في أفغانستان بأسرع وقت ممكن وذلك بعد أن دخل إغلاق معبر طورخام يومه الخامس أمس. وبعد أن أغضبتها الهجمات المتكررة لطائرات هليكوبتر تابعة للحلف على أهداف للمتشددين داخل حدودها أغلقت باكستان أحد طرق الإمدادات لقوات الحلف في أفغانستان.
وقال راسموسن بعد لقائه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في بروكسل أمس “ أبديت أسفي للحادث الذي وقع الأسبوع الماضي والذي قتل فيه جنود باكستانيون.. أعربت عن أملي في أن يعاد فتح الحدود أمام الإمدادات بأسرع وقت ممكن”.
وجاء الاعتذار بعدما هاجم مسلحون قافلة شاحنات كانت تنقل بضائع إلى القوات الغربية في أفغانستان على مشارف العاصمة الباكستانية إسلام اباد.
وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم. وصرح اعظم طارق المتحدث باسم طالبان هاتفيا من مكان مجهول “نفذ مجاهدونا هذا الهجوم. سنواصل تلك الهجمات في جميع أرجاء البلاد انتقاما من غارات لطائرات بدون طيار تشنها قوات أجنبية داخل أراضي باكستان”.
وعرضت شبكات التلفزيون مشاهد تظهر فيها النيران تتصاعد من شاحنات كانت تتزود بالوقود في الصباح عند مدخل إسلام آباد في طريقها إلى أفغانستان ، بعدما هاجم مسلحون الموكب بالزجاجات الحارقة. وقال ضابط في الشرطة “قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية بجروح. وقد أصيب جميعهم بالرصاص وهم بشكل أساسي سائقون ومساعدوهم”.
وأكد قائد شرطة إسلام آباد عمر حياة حصيلة القتلى موضحا أن الهجوم وقع فيما كانت الشاحنات الصهاريج متوقفة عند مصفاة عند مشارف العاصمة للتزود بالوقود. وقال “فيما كانت (الشاحنات) تنتظر للتمون بالوقود، فتح أشخاص النار والقوا زجاجات حارقة عليها. رد الحراس واستمر اطلاق النار لبعض الوقت”.
وقالت الشرطة إن أشخاصاً يشتبه بأنهم متشددون هاجموا بعد ذلك بساعات سفنا تنقل إمدادات أطلسية عبر إقليم بلوشيستان الواقع في جنوب غرب باكستان مما أسفر عن مقتل شخص. وقال راسموسن إن قتل ثلاثة جنود باكستانيين لم يكن مقصودا وأشار إلى الحاجة لتعزيز التنسيق بين حلف شمال الأطلسي والجيش الباكستاني. وأضاف أن تحقيقا مشتركا يجري حاليا.
إلى ذلك قال مسؤولون في المخابرات الباكستانية إن طائرة بدون طيار يشتبه بأنها أميركية قتلت ثمانية متشددين يحملون الجنسية الألمانية في شمال غرب باكستان أمس الإثنين. وأضاف مسؤولو المخابرات أن الثمانية قتلوا حينما أطلقت طائرة بدون طيار يشتبه أنها تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية صاروخين على مسجد في مير علي في وزيرستان الشمالية. وجاءت الضربة بعد يوم من إصدار الولايات المتحدة وبريطانيا تحذيرين من زيادة خطر وقوع هجمات إرهابية في أوروبا.
وكان مسؤولون أمنيون باكستانيون قد أعلنوا في وقت سابق أن اربعة متمردين قتلوا الاثنين بصاروخين من طائرة أميركية بلا طيار على موقع للمتمردين في وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية الواقعة شمال غرب باكستان.? وأفادت المصادر نفسها أن القصف الأخير استهدف موقعا في قرية مير علي بازار الواقعة على بعد 20 كيلو مترا شرق ميران شاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية.
وأعلن مسؤول امني باكستاني كبير رفض الكشف عن هويته “ان طائرة أميركية من دون طيار اطلقت صاروخين على منشآت يستخدمها متمردون. يمكننا ان نؤكد ان اربعة متمردين قتلوا في الضربة”. وأضاف “لا نعرف بعد جنسية المتمردين القتلى في الضربة”، مكتفيا بالتاكيد ان بينهم “أجانب”، وهو تعبير يستخدمه المسؤولون الباكستانيون عادة ويقصدون به متمردين مرتبطين بالقاعدة ومتواجدين في المناطق القبلية.
مقتل 3 جنود أطلسيين في أفغانستان
كابول (وكالات) - أعلنت قوات الحلف الأطلسي أمس أن ثلاثة من جنودها قتلوا أمس في هجمات في مناطق في جنوب وشرق أفغانستان ينشط فيها المتمردون. فيما اتهمت الشرطة الأفغانية القوات الدولية بقتل 3 مدنيين أفغان في هلمند.
وأعلنت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) في بيانات مختلفة مقتل الجنود الثلاثة إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل . وقالت إن اثنين من الجنود قتلا في هجمات بالقنابل في الجنوب بينما قتل الثالث في قتال مع المتمردين في شرق البلاد.
وبهذا يرتفع إلى 559 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في الحرب في أفغانستان منذ 2010 ، طبقا لإحصاءات وكالة فرانس برس التي تعتمد على موقع “ايكاجوالتيز.اورج” المستقل.
وشهد هذا العام أعلى عدد من القتلى حتى الآن منذ اندلاع الحرب في أواخر 2001 . وفي 2009 بلغ عدد القتلى 521 جنديا أجنبيا. وينتشر أكثر من 150 ألف جندي أجنبي معظمهم من القوات الأميركية في معاقل طالبان في جنوب وشرق البلاد.
إلى ذلك ، اتهمت الشرطة الأفغانية أمس قوات الحلف الأطلسي بقتل ثلاثة مدنيين في عملية استهدفت زعيما في حركة طالبان في إحدى قرى ولاية هلمند (جنوب)، الأمر الذي نفاه الحلف. وصرح الرجل الثاني في شرطة الولاية كمال الدين خان “قتل ثلاثة مدنيين” مساء الأحد ، مضيفا أن 14 متمردا قتلوا أيضا في الهجوم. وأصدرت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) بيانا حول العملية أكدت فيه أن قواتها قاتلت “من بيت إلى بيت للعثور على قيادي في طالبان”.
وأفادت القوة بأن “المعلومات الأولى تشير إلى عدم إصابة أي مدني في المهمة”. وشاهد صحفي في وكالة فرانس برس ثمانية جرحى مدنيين من بينهم امرأة وطفلان في أحد مستشفيات ولاية قندهار المجاورة حيث تلقوا العلاج لإصابتهم التي تسببت بها القوات الدولية كما قالوا. وتوفي رجلان متأثرين بجروحهما، احدهما في الطريق إلى المستشفى والآخر بعيد وصوله، بحسب أطباء وأقارب القتيلين.
عدد اليوم
