الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكونجرس.. وجرائم نظام الأسد

5 يوليو 2015 00:21
عندما يعود أعضاء الكونجرس الأميركي من عطلتهم، سيطلعون على صور تُظهر الدلائل الدامغة على الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق المدنيين السوريين، ومن المقرر أن يتعاون ممثلون عن كل من لجنة الشؤون الخارجية، ولجنة العلاقات الخارجية، في مجلس الشيوخ، على إقامة معرض لعشرات الصور في كل من قاعة «الكابيتول» وقاعة مبنى مكاتب «رايبورن هاوس» التابعة للكونجرس. ولا تمثل الصور التي تقرر عرضها إلا مجرد نماذج بسيطة من أدلّة دامغة تم تهريبها من سوريا من طرف شخص يدعى «قيصر»، وهو مصوّر يعمل لحساب الشرطة العسكرية أجبره النظام ذات مرة على توثيق جرائم الحرب المرتكبة في سوريا قبل أن يتمكن من الفرار من البلاد وهو يحمل تلك الأدلة حتى يطلع عليها العالم، وكان مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية قد عمدوا إلى توصيف «آلة القتل» التي يستخدمها الأسد بأنها أسوأ جريمة إبادة جماعية منظمة وممنهجة تقوم بها حكومة ضد شعبها منذ العهد النازي في ألمانيا. يذكر أن «متحف المحرقة» في نيويورك يشارك في هذه المبادرة، وتندرج ضمن إطار مهمة يتكفل بها ويسعى من خلالها إلى «مكافحة كل مظاهر التطهير العرقي، والعمل على حفظ الكرامة البشرية»، ومعظم الصور التي سيعرضها المتحف تمثل جزءاً من معرض خاص يقام بالفعل داخل مقرّ الأمم المتحدة، وقد تقدم «قيصر» بشهادته أمام الكونجرس وقام بزيارة المتحف خلال الصيف الماضي. وقال «كاميرون هودسون» مدير المتحف: «من خلال التعليقات والشروح المرافقة للصور، سيستعيد القائمون على متحف المحرقة أخبار وذكريات الجرائم المروّعة التي ارتُكبت في ألمانيا النازية خلال عقد الثلاثينيات. ونحن لا نفوّت أي فرصة لتذكير الناس بأن هذه الممارسات المرعبة قد ارتُكبت بالفعل ومازالت تُرتكب، ويستحق مرتكبوها أن يُحاسبوا عليها، وسنواصل لفت انتباه الرأي العام إلى المآسي التي حلّت بالمدنيين السوريين». وبعد انقضاء أكثر من عام على وصول «قيصر» إلى واشنطن، لم يتحقق إلا القليل من التقدم في سعي إدارة أوباما للعمل على محاسبة نظام الأسد على جرائم تصفية ما لا يقلّ عن 11 ألفاً من المدنيين المعتقلين في السجون ومن بينهم عدد من الأوروبيين وفقاً لأدلة موثقة حصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية الأميركية. وأضاف «هودسون»: «كانت هناك بعض الجهود المتواضعة الخاصة في هذا الاتجاه بذلها أفراد يعملون في الإدارة الأميركية، إلا أنها لا ترقى لأن تمثل سياسة محددة وشاملة لمحاسبة مسؤولين أفراد من النظام أو القيادة السورية ذاتها. ونحن نرسل الآن إشارة إلى نظام الأسد وإلى المعتقلين المدنيين في هذا الصراع مفادها أننا لن ننسى ما حدث». ومن المقرر افتتاح معرض الصور صباح 15 يوليو في «دار رايبورن روم». وسوف يلقي مسؤولون من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري كلمات بهذه المناسبة، ويشعر العديد منهم بالإحباط بسبب انعدام الحماس في إدارة أوباما للسعي إلى محاسبة نظام الأسد على جرائمه، وهم يشعرون بالأسف لسعي البيت الأبيض للتوصل إلى تسوية سياسية مع النظام الوحشي وحلفائه لحل مشكلة الصراع الدائر في سوريا. وفي هذا السياق قال «إد رويس» رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «أدت الممارسات الوحشية للأسد إلى إزهاق أرواح ملايين السوريين الذين خرج أغلبهم إلى الشوارع قبل أربع سنوات للتظاهر السلمي طلباً للتغيير السياسي. وكان الرئيس أوباما على علم بمعاناة الشعب السوري، ولكنه لم يكن راغباً في القيام بعمل حاسم مثل إقامة منطقة حظر طيران لحماية الشعب من براميل الأسد المتفجّرة». وقال الناشط السوري معاذ مصطفى رئيس تجمع «متحدون من أجل سوريا الحرّة»: «لقد أتينا بهذه الصور إلى هنا على أمل أن يتحول الغضب إلى عمل حقيقي. ولم نشهد إلا القليل مما فعلته الإدارة الأميركية لوقف المذابح التي تُرتكب في سجون الأسد. ويبقى أملنا معقوداً على الشعب الأميركي وممثليه». وهناك اتفاق جديد بين نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري على العمل سوياً لوقف الممارسات الوحشية للأسد، تحت إشراف لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يشارك فيه كل من السيناتور «بنيامين كاردن» والسيناتور «ماركو روبيو» للدفع باتجاه إقرار قانون المحاسبة على جرائم الحرب السورية لعام 2015. جوش روجين* * محلل أميركي في الأمن الوطني والعلاقات الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©