أنجوس: «العميد» يحارب في «مهمة مستحيلة»

على الرغم من السقوط الذي تعرض له «النصر» على ملعبه وبين جماهيره أمام الشارقة في الجولة الخامسة لدوري المحترفين لكرة القدم، إلا أن البرازيلي هيليو أنجوس مدرب «الأزرق» استطاع أن يعيد للفريق في هذه المرحلة بعض البريق الذي فقده في المواسم الأخيرة، وبعد أن نجح المدرب في إنقاذ الفريق من الموقف الصعب الذي تواجد به الموسم الماضي. يقوم الآن بجهد مضاعف ليجد “العميد” مكاناً له بين الكبار من جديد، في سباق فرق مقدمة الدوري، وهو المشهد الذي غاب عنه النصر في السنوات الأخيرة. ويحظى أنجوس باقتناع كامل من إدارة نادي النصر، التي تثق في قدرته على تقديم الأفضل هذا الموسم بعد أن شعر بالاستقرار الإداري ودعم الجماهير للفريق، وهو الأمر الذي جعله يثق في القدرة على النجاح وتحقيق آمال الجماهير “النصراوية” التي انصرفت عن فريقها في الموسم الماضي وبداية الحالي، قبل أن تعود مع عودة الانتصارات في الجولتين الثالثة والرابعة للدوري قبل التعرض من جديد للخسارة أمام الشارقة في الجولة الخامسة. ويشعر مدرب النصر ببعض الاستقرار هذه الأيام بعد أن تخلص من آلام الفترة القاسية الماضية، وإن كان الحزن قد ضربه بالخسارة الأخيرة من الشارقة، وكان لابد أن نتوقف معه بعد الوصول لهذه المرحلة مع “العميد”، فكانت السطور التالية محصلة لقاء “الاتحاد” مع المدرب البرازيلي الذي تحدث في كل شيء لأول مرة.... في البداية أكد أنجوس أنه يشعر بالراحة النفسية حاليا إلى حد بعيد بعد أن تخلص فريق النصر من مشاكل الموسم الماضي وتجاوز تأثير البداية المتعثرة لدوري هذا الموسم بعد الخسارة من الجزيرة والعين، وقال: نحن نشعر بالتحسن المستمر في أداء الفريق من مباراة لأخرى رغم الخسارة الأخيرة من الشارقة، وهذا يجعلنا نتأكد من أننا نعمل بشكل صحيح، خاصة أن مجموعة اللاعبين الذين يضمهم الفريق حاليا من صغار السن قليلي الخبرة، ونحن في النصر نشعر بأننا في تقدم مستمر نحو الأفضل، ولكننا مازلنا نحتاج الوقت لكي نتمكن من الفوز بالبطولات ونصل لما نتمناه ولا أستطيع أن أتوقع مثلا المنافسة على لقب بطولة للدوري الآن فهذا صعب، أو يكاد يكون مستحيلا، لكني كمدرب للنصر أعمل بكل إخلاص، وأعد باستمرار التحسن في كل مرحلة مقبلة. مستقبل النصر وأضاف مدرب النصر: المستقبل سيكون أفضل لفريقي وهذا ما أثق به الآن بعد مرور خمس جولات من عمر بطولة الدوري في ظل تقارب المستوى بين معظم الفرق حيث يتسم الدوري الإماراتي بتقارب المستوى، ونحن نأمل أن نصل إلى الحالة التي تمكننا من دخول مرحلة ثبات المستوى مع الفرق الكبيرة بعد أن تخلصنا من مشاكل البداية. وعن المباريات المقبلة قال أنجوس: كل المباريات مهمة بالنسبة لنا لأن كل لقاء يعتبر بطولة في حد ذاته، وقد تعاملنا مع المباريات الماضية بهذه الطريقة وخسرنا في البداية ثم عدنا لتحقيق الفوز، ونحن لا ننشغل بسباق المنافسة على اللقب لكننا نهتم في المقام الأول بإعداد فريق قادر على تمثيل النصر بشكل جيد لسنوات مقبلة. وعن الانتقادات الموجهة لخط دفاع النصر واعتباره أضعف الخطوط، قال أنجوس: كنا ندرك أننا بحاجة لدعم خط الدفاع قبل بداية الموسم الحالي لأن هذه ضرورة تفرضها احتياجات الفريق، وحاولنا ضم مدافعين من اللاعبين المواطنين وبالفعل حدث ذلك على قدر المستطاع في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار اللاعبين المواطنين في سوق الاحتراف حاليا، وفكرنا في التعاقد مع مدافع أجنبي وبعد مفاوضات وبسبب ضيق الوقت لم نتمكن من التوصل لاتفاق مع مدافع على المستوى المطلوب، وتم تفضيل التعاقد مع مهاجم جديد فكان ضم إسماعيل بانجورا وهو مكسب للفريق وصفقة مميزة، وأنا لم أعارض الإدارة في فكرة ضم لاعب مهاجم رغم الحاجة لمدافع لأن وجود أي لاعب جيد هو مكسب للفريق. ونحن نشعر الآن بوجود حالة من الثبات في خط الدفاع ظهرت في المباريات الأخيرة ونحتاج لعمل أكثر لزيادة قوة الدفاع الذي تحسن كثيرا بعد أن كنا نشعر بالقلق الدفاعي بدرجة أكبر بداية الموسم، ولدينا عناصر جديدة واعدة منها اللاعب الصاعد خليفة وهو أحد لاعبي فريق الشباب وهو يملك قدرات جيدة وكان معنا في المعسكر الخارجي بألمانيا قبل انطلاق الموسم، ونحن ننتظر منه الكثير في الفترة المقبلة ليكون أفضل دعم لخط الدفاع. وأبدى مدرب النصر إعجابه بالمستوى الذي وصل إليه دوري المحترفين، مؤكدا أن البطولة هذا الموسم أفضل كثيرا، وأن هناك عدة فرق وصلت إلى مرحلة الثبات في المستوى، ونتمنى أن نكون معهم في هذه المرحلة التي وصلوا إليها، والتي يمكن من خلالها أن نكون من بين المنافسين على البطولات. وعبر أنجوس عن إعجابه الشديد بفريق بني ياس مؤكدا أنه فريق متكامل ستكون له كلمة قوية في دوري هذا الموسم، وقال: أنا معجب بفريق نادي بني ياس فهو يضم لاعبين على أعلى مستوى يملكون قدرات كاملة خاصة فوزي بشير اللاعب العماني المميز، وأنا أعرفه منذ كان لاعبا في صفوف الغرافة القطري وهو لاعب رائع ومبدع وأستطيع القول بأنه لاعب استثنائي وأتمنى وجود لاعب مثله عندي في النصر، وهناك أيضا اللاعب ذياب عوانة وزميله عامر عبد الرحمن وهما أفضل اللاعبين المواطنين في الدوري، بالإضافة إلى السينغالي سانجاهور وأنا أعرف هذا اللاعب أيضا جيدا، وبالفعل هم لاعبون على أعلى مستوى ويقودون بني ياس إلى مرحلة متطورة الآن يستطيعون من خلالها خطف الألقاب من الكبار قريبا. المال والتجنيس وأكد أنجوس أنه لا توجد فروق كبيرة بين فرق الدوري الإماراتي، وأن القدرات المالية هي فقط القوة الحقيقية التي تميز بعض الأندية عن الأخرى، فالنادي الذي يملك أموالا تكفيه للتعاقد مع لاعبين مميزين هو الذي يتمكن من الاستمرار في سباق الصدارة، وهذا ليس غريبا فالمال هو المحرك الأساسي للكرة في كل دول العالم وليس الدوري الإماراتي فقط. وقال: لو امتلك النصر نفس القدرات المالية لأندية القمة في الدوري الإماراتي التي تنافس دائما على الألقاب لتمكن من تحقيق البطولات الغائبة عنه، وأيضا فالنصر يختلف عن أندية أخرى تستطيع تجنيس بعض اللاعبين الأجانب للعب معها باعتبارهم لاعبين محليين، وهي خطوة يفتقدها النصر فما أروع أن نتمكن من منح الجنسية للاعب مثل كارلوس تينيريو أو إسماعيل بانجورا، وقتها سيكون الوضع مختلفا. وأضاف مدرب النصر أن أسعار اللاعبين المواطنين أصبحت مرتفعة جدا، خاصة إذا كان اللاعب المطلوب من أصحاب الخبرات الدولية أو الأسماء الكبيرة، وهو الأمر الذي منع النصر من التعاقد مع أكثر من لاعب كان الفريق بحاجة إليهم، قبل بداية الموسم الجاري رغم أن الصفقات التي أبرمتها الإدارة كلها مميزة ومفيدة جدا للفريق سواء في ذلك المحترفون الأجانب أو اللاعبون المحليون، وآخرهم سالم خميس. وقال أنجوس: هذا الكلام ليس شكوى من وضع ما أو مجرد تبرير لابتعاد فريقي عن البطولات ولكنه فقط مجرد تعليق على الوضع الحالي في الدوري، وأسباب تفوق أندية بعينها على أخرى كظاهرة في كرة الإمارات حاليا، مؤكدا أن تكوين فريق يستطيع الفوز بالبطولات يحتاج إلى عمل سنوات وهو ما بدأ ظهوره في النصر ليكون الفريق قادرا على عمل ذلك في المستقبل القريب. وحرص مدرب النصر على تقديم التهنئة لاتحاد الكرة ورابطة المحترفين على المستوى الذي وصل إليه شكل الدوري من حيث التنظيم والعمل الاحترافي، مؤكدا أن الأجواء في الإمارات تناسب كل خطط التطور الكروي الممكنة، مع المزيد من العمل وتطبيق الاحتراف الكامل في الأندية، لكي تكون الكرة هي الشغل الشاغل للاعبين والمدربين وكل عناصر اللعبة. الاحتراف الحقيقي وأكد هيليو أنجوس أنه يرى فرصة كرة القدم الإماراتية في التطور والتقدم أكبر من أي مكان آخر، لأنها تمتلك كل المقومات التي تساعد على ذلك، وقال: سيكون لكرة الإمارات شكل أفضل وأكثر قوة في السنوات المقبلة إذا تم التفاعل مع الاحتراف بمضمونه الكامل والحقيقي، وليس الاحتراف الشكلي فقط. وقال أنجوس: توقف الدوري لفترات طويلة أمر مرهق للفرق، ولابد من البحث عن حل له، لأن وجود "أجندة" ثابتة يكون في مصلحة الجميع سواء الأندية أو المنتخبات الوطنية، وشهدت بطولة الدوري برمجة جيدة للمباريات في الفترة الماضية بخوض كل فريق لمباراة كل أسبوع في توقيتات ثابتة، وهو ما أسهم في رفع المستوى، لكن يجب مع الوصول لهذه المرحلة الحفاظ على المكاسب التي تحققت بالاهتمام باستقرار المسابقة، وعدم تغيير مواعيد الجولات أو توقف البطولة لفترات طويلة. وأضاف: أرى أنه من الأفضل أن تقام مباريات الكأس قبل انطلاق الدوري، لكي تكون فرصة جيدة لفرق دوري المحترفين للوصول لأفضل مستوى، قبل انطلاق منافسات الدوري، بينما لا توجد مشكلة حالياً في تداخل مباريات البطولتين، لأن ذلك يحدث في كل دول العالم، وفي مقدمتها إسبانيا وإنجلترا، وهو لا يمثل للفرق أي مشكلة من أي نوع، لأنه بعد بدء الموسم تتساوى كل المباريات سواء كانت في الدوري أو الكأس. عمل المدرب في الإمارات أكثر سهولة دبي (الاتحاد) ـ أكد أنجوس أنه لا يهوى الخروج كثيراً إلى مراكز التسوق المنتشرة في دبي، لأنه يعشق البقاء في مقر إقامته بالفندق المخصص له وقال: أخرج من النادي فأصل الفندق خلال خمس دقائق، وأقضي الوقت كله في متابعة المباريات في العالم كله، والتفكير في مستقبل فريقي. وأضاف: لا أخرج كثيراً على الرغم من طول وقت الفراغ، حيث يعتبر العمل التدريبي هنا في الإمارات أسهل كثيراً للمدربين من أي مكان آخر، لأن المدرب يعمل لمدة ثلاث ساعات في اليوم فقط، بينما يعمل في أوروبا طوال اليوم، حيث يصل لمقر النادي في الصباح، ويغادره في المساء لقضاء الوقت بين التدريبات والمحاضرات النظرية والعملية وغير ذلك. جميرا حالة خاصة دبي (الاتحاد) ـ عبر البرازيلي أنجوس عن إعجابه الشديد بمدينة دبي وقال: دبي مدينة رائعة، وهي من أفضل، وأجمل مدن العالم، خاصة منطقة جميرا التي تعتبر حالة خاصة، بكل ما فيها، وقال: استمتع كثيراً بالسير في شارع جميرا، بسبب النظام الرائع والنظافة الفائقة، وهي أشياء لا توجد في أماكن كثيرة بالعالم. حلم الابن دبي (الاتحاد) ـ قال مدرب النصر: أقيم في الإمارات أنا وزوجتي فقط، ولدي ولد وبنت يقيمان في البرازيل لارتباطهما بالدراسة الجامعية هناك، وقال: ابني يعمل بجانب دراسته في مجال الإعداد البدني في كرة القدم، وهو يحلم بأن ينهي دراسته ثم يحضر للعمل في دبي لما سمعه مني عن الإمارات وأيضاً لأنه زار دبي أكثر من مرة، وهو يرى أن الفرصة هنا تكون أكبر للقيام بعمليات الشراء والتسوق التي يعشقها. الدفاع عن ليما دبي (الاتحاد) ـ دافع أنجوس عن البرازيلي ليوناردو ليما لاعب وسط الفريق، بعد الانتقادات التي وجهت له في الفترة الأخيرة، وقال: ليما لاعب كبير وهو يملك قدرات جيدة، لكنه يلعب تحت ضغط، لأنه يرغب في إثبات ذاته سريعاً، والتأكيد على أنه صفقة ناجحة، وإذا لعب متحرراً من الضغوط فسوف يقدم مستوى أفضل ويفيد الفريق كثيراً في المرحلة المقبلة. وأضاف: ليما لاعب مهم ويملك خبرات كبيرة، وهو يكمل مع تينيريو وبانجورا مثلث الخبرة في صفوف الفريق ومعهم سالم خميس المنضم حديثا من الأهلي، من أجل الإسهام في زيادة ثقة اللاعبين الصاعدين.