الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأمثال الشعبية مرآة الحياة النفسية والفكرية للشعوب

الأمثال الشعبية مرآة الحياة النفسية والفكرية للشعوب
4 يوليو 2015 23:31
محمد عبدالسميع (الشارقة) استمرارا لعمليات استكشاف مكونات الثقافة الشفوية الاماراتية، نظم معهد الشارقة للتراث يوم الخميس، جلسة نقاشية حول «الأمثال الشعبية وموروثها القيمي»، قدمها علي المطروشي، مستشار التراث والتاريخ المحلي في دائرة التنمية السياحية في عجمان، وشارك فيها عدد من الباحثين والمختصين والمهتمين في مجال الثقافة والتراث، وأدراها الباحث التراثي سعيد بن يعروف. وفي كلمته، أبرز عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، الأهمية التي يكتسي بها موضوع الأمثال الإماراتية لكونه يشمل جميع ميادين المعرفة من تاريخ وجغرافيا وعلم اجتماع ولسانيات، وقال: لقد عني كثير من المشتغلين بالفكر والأدب باستخدام الأمثال الشعبية في إبداعاتهم المختلفة، كما أنها كانت مادة رئيسية للأبحاث والدراسات العملية وطرح على سبيل المثال دور الشعراء في هذا المضمار، حيث شكلوا مصدراً رئيسياً لتلك الأمثال تمحور حول كون الأمثال دائما بيت قصيدهم أو مسك خواتمها، حيث ينشأ الشاعر أحيانا قصيدة هي شرح أو تفسير لمثل شعبي. وأشار إلى تنوع المنتوج الفكري الكتابي منه والشفهي الذي تختزنه الثقافة الإماراتية وما يميز هذا الموروث من تنوع المصادر وغنى التجارب، مبرزا أن الأمثال الإماراتية تحمل من العبرة والمعنى الشيء الكثير ومن الحكمة ما يمنحها الريادة في وصف الواقع والتنبيه لهفواته. واختتم المسلم: يزخر المجتمع الإماراتي بالعديد من الأمثال التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من التراث اللامادي الذي يسعى المعهد إلى الحفاظ عليه وجعله رافداً مهماً يساهم في التنمية المحلية. استهل المطروشي الحلقة النقاشية بتوضيح مفهوم ونشأة المثل الشعبي وتطرق إلى تفصيل مزايا الأمثال الشعبية وارتباطها باللهجة العامية الدارجة، مما جعلها مفهومةً لدى مختلف المستويات الثقافية، إضافة الى كونها تعبر عن منظومة القيم الأخلاقية والاتجاهات النفسية الاجتماعية لدى الشعب من خلال انعكاس معطيات البيئة المحلية بكل جوانبها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عليها، فعادةً ما يتضمن المثلُ حكمةً أو موعظةً أو نصيحة، لذا فهو مستخلص من التجارب الحياتية التي مرت بها الأجيالُ السابقة.. فضلا عن تميزها بالإيجاز وغلَبة روح الفكاهة والخفةِ والظُّرفِ عليها. وتناول المطروشي أهمية الأمثالُ الشعبية في حياتنا اليومية و دورها الكبير في تعديل سلوك الأفراد من خلال تأثيرها النفسي عليهم، فهي كفيلة بخلق اتجاهات إيجابية لديهم نظراً لما تحمله من قيَم اجتماعية سامية، كما تعد من أهم المصادر التاريخية لمعرفة نفسيات الشعوب، وتطورها الفكري والذهني والحضاري والأخلاقي عبر الزمن، بالإضافة الى رصدها أحداث الحياة المتنوعة. وذكر المطروشي العديد من نماذج الأمثلة الأمثال الشعبية السائدة في مجتمع الإمارات والوطن العربي كما أوضح وجود تشابه الى حد كبير، فيما بينها من حيث الشكل والمعنى والمفردات. وأشار الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ القديم في جامعة الإمارات، إلى ظاهرة السجع التي حرص ضاربو الأمثال على انتهاجها عند تركيب المثل واختيارهم مفردات موزونة على القافية بغض النظر عن توافق وانسجام معانيها معا. وعلى صعيد متصل تحدث الدكتور سالم زايد الطنيجي محاضر في جامعة الشارقة قائلا: «الأمثال الشعبية واحدة من مكونات الثقافة في الإمارات نتجت عن معاناة أفراد المجتمع قديما في الحياة اليومية خلال تعرضهم لمواقف حياتية صعبة، أما اليوم فإننا ننعم بحياة مرفهة أبعد ما تكون عن الألم والمعاناة فكيف لها أن تشكل مصدر إلهام للجيل الحالي لابتكار أمثال جديدة، لذا علينا تكثيف الجهود لتعريف جيل الرفاهية بالأمثال الشعبية القديمة وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على ما تبقى منها». بدوره أوضح راشد بن هاشم، باحث في التراث، أن ما نتداوله اليوم من أمثال شعبية ما هي إلا أمثال تنميقية وإعلامية لم تكن موجودة في ماضينا ولا حتى في حاضرنا، تأثرت بالوضع الاجتماعي السائد في عصرنا الحالي وما يتسم به من وجود حالات اجتماعية تفرقية، حيث تجد اليوم أفراد الأسرة الواحدة في اتجاهات مختلفة وربما متضاربة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©