لا شيء أصعب على لاعب الكرة من الإصابة والبعد عن الملاعب، خصوصاً إذا كان هذا اللاعب مهماً في فريقه وتتعلق عليه الآمال، والإصابة تمثل الشبح الدائم الذي يطارد المواهب، والهاجس الذي يحول أحلام اللاعبين والمدربين وإدارات الأندية إلى كوابيس، وبسبب هذه الإصابة غاب رافائيل سوبيس أهم صفقات الجزيرة في الموسم الماضي عن الملاعب 9 أشهر قضاها مع الأطباء والأدوية والتدريبات التأهيلية، بعد أن تعرض لقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة العين بالدور الثاني للموسم الماضي، وبعدها أخذ الاتجاه المعاكس وابتعد عن الملاعب، وعاش تجربة صعبة ومختلفة حاولنا الاقتراب منها ورصدها في هذا الحوار، والذي تحدث فيه سوبيس عن الحاضر والمستقبل، والأولويات، وأجاب عن كل التساؤلات.
في البداية، أعرب سوبيس عن سعادته بالعودة إلى المستطيل الأخضر، والمشاركة مع الفريق بعد مرحلة طويلة من الحرمان دامت لأكثر من 9 أشهر، عانى فيها الكثير من التعب والإرهاق والضغط العصبي والنفسي، وغابت فيها لحظات السعادة الحقيقية عنه، خصوصاً أن الكرة بالنسبة له أهم شيء في حياته، مؤكداً أن الفترة التي ابتعد فيها عن اللعب وخضع للجراحة والعلاج والتأهيل كانت الأطول، ووجه الشكر إلى إدارة نادي الجزيرة التي اهتمت به في أصعب لحظات حياته ووفرت له العلاج تحت إشراف أفضل الأطباء.
وقال سوبيس: قضيت 7 أشهر مع الجراحة والعلاج والتأهيل، ولم أحصل إلا على يومين فقط راحة؛ لأنني كنت أسابق الزمن، وكانت الإصابة كبيرة وخطيرة، ولم يكن عندي أي وقت للترفيه، ويكفي أن يعلم البعض أنني تحت ضغط الألم والحزن كانت تساورني أحياناً بعض الشكوك بأنني لن أعود للكرة مرة أخرى، وعندما كانت تأتيني هذه الأفكار الشريرة كنت أشعر بأنني أتعرض للموت البطيء.
ويقول سوبيس: مهمتي حالياً هي اختصار كل المراحل للعودة إلى مستواي الطبيعي، وسوف أبذل كل جهدي لأصل لأفضل حالاتي الفنية حتى أرد الجميل لإدارة النادي، وللجماهير التي لم تتوقف عن متابعة حالتي في كل الفترات، وأعلم أن الفريق حالياً في مرحلة صعبة وحساسه، يبحث فيها عن الحلم الكبير الذي طال انتظاره، والأمل الذي تعلقت به الجماهير لأكثر من 35 عاماً ولم يتحقق، والذي كان قريباً للغاية في العامين الأخيرين.
وعن رؤيته للفارق في المنافسة على الصدارة بين الموسم الماضي والموسم الحالي، قال سوبيس: المنافسة أصبحت أكثر صعوبة، وأكثر حدة، والمستويات أصبحت أكثر تقارباً، ولم تعد هناك فرق سهلة؛ لأن تجربة الاحتراف في الإمارات تؤتي ثمارها عاماً بعد عام، واختيارات اللاعبين الأجانب تتطور، ومستوى اللاعب المواطن يرتفع، وبالتالي فأنا أرى المنافسة هذا الموسم أصعب مما كانت عليه في الموسم الماضي، وأرى أن الجزيرة كان الأفضل بكل المقاييس في الدور الأول الذي خرج منه بلا خسارة، وبـ9 مباريات فوز وتعادلين، وعليه أن يواصل مسيرته بالمستوى نفسه من العطاء إذا كان يرغب في البطولة.
وتابع: بالطبع، أشعر بأنني أمام تحد كبير، فأنا عدت للمشاركة مع الفريق وهو متصدر الدوري، ويلعب في 3 بطولات مهمة “دوري المحترفين – كأس اتصالات – دوري أبطال آسيا”، وأهم أولوياتنا حالياً هي تتويج كل الجهود التي بذلت للحفاظ علي الصدارة حتى نهاية الموسم، وعدم التفريط في أي نقاط، والمسؤولية مشتركة بيني وبين كل زملائي، ولا بديل عن التركيز، خصوصاً أننا كنا قريبين للغاية من اللقب في الموسم الماضي، وبسبب غياب التركيز في 6 دقائق فقط انتقلت الأفضلية للأهلي، ولا بد أن نستفيد من هذا الدرس في الموسم الحالي؛ لأن الظروف متشابهة، ولكن مع الوحدة، ولحسن الحظ أن القرار مازال في أيدينا.
وقال: من واقع شعوري بالمسؤولية، جلست مع المدرب آبل براجا وأخبرته بأنني مستعد للقيام بأي دور سواء أكان دفاعياً أو هجومياً، وبأنني “جائع كرة”، وأتمنى أن أشبع نهمي الناتج عن فترة الغياب الطويلة.
وعن قدرة الجزيرة علي الاستمرار في المنافسة على البطولات الثلاث التي يلعب فيها، قال: كأس “اتصالات” بقيت فيها مباراتان، ودوري أبطال آسيا لم يبدأ بعد، والدوري دخل مراحله الحاسمة، لكن البطولات الثلاث هدفنا، ولن نتنازل عن أي واحدة منها بسهولة، وأظن أنه لا يوجد فارق بينها جميعاً؛ لأن الدوري بالنسبة لنا أصبح مثل مباريات الكأس ونحن مطالبون بالفوز دون سواه في كل مباراة، ومن هنا فعلينا أن نلعب كل مباراة وكأنها بطولة، ولا بد أن نتعامل بالقطعة مع كل مباراة.
وعندما سألنا رافائيل سوبيس عن مدى انشغاله بالعودة للمنتخب البرازيلي باعتباره واحداً من اللاعبين الدوليين الذين سبقت لهم المشاركة في أولمبياد بكين، قال: الجزيرة عندي حالياً أهم من المنتخب البرازيلي وكل أندية أوربا، فأنا أدرك أن النادي دفع أموالاً كثيرة للتعاقد معي، ويعتبرها نوعاً من أنواع الاستثمار، ولم تساعدني الظروف في المرحلة السابقة على تقديم كل ما عندي، وعليّ حالياً أن أرد الدين لمن وضعوا ثقتهم في، وعندما أعود إلى مستواي الحقيقي وأحقق البطولات مع الجزيرة سوف يكون ذلك أكبر داعم لي للتفكير في العودة إلى المنتخب البرازيلي.
وعن نظرته للمستقبل، قال سوبيس: أنا سعيد للغاية في الجزيرة، ولم أفكر للحظة في اتخاذ أي قرار بالابتعاد عنه حتى بعد عدم قيدي في القائمة خلال الدور الأول، وبالطبع تحدث معي البعض عندما كنت بالبرازيل أثناء علاجي وقدموا لي بعض العروض، ولكني أدرك أنني ملك الجزيرة، وأن هذا النادي دفع لي الكثير، ويجب أن أثبت له أنني استثمار رابح.
بين توني وأوليفييرا
أبوظبي (الاتحاد) - عندما طلبنا من سوبيس أن يقول بعض الكلمات عن كل من ريكاردو أوليفييرا وتوني، لم يتردد لحظة في الإشادة باللاعبين، حيث قال: أوليفييرا لاعب كبير وأعرفه منذ فترة طويلة، وعلاقتي به ممتازة، ومنذ صغره كان لاعباً متميزاً، والكثيرون يعرفونه في البرازيل، ويملك الكثير الذي يمكن من خلاله المساهمة في تحقيق إنجاز للجزيرة، وتوني لاعب مدهش وخجول للغاية على المستوى الشخصي، وصاحب مهارات وإمكانات ممتازة، وأشعر بالحزن لإصابته بغض النظر عما إذا كانت تلك الإصابة هي التي أتاحت لي الفرصة في المشاركة؛ لأنه في النهاية لاعب متميز، ومهاري، وأتمنى له أن يتعافى ويعود إلى مستواه الطبيعي في أقرب وقت ممكن.
«العنكبوت» يتدرب على «بروفة» الظفرة الليلة
أبوظبي (الاتحاد) - يختتم الجزيرة استعداداته الليلة للقاء الظفرة غداً في الجولة الثالثة عشرة من دوري المحترفين، حيث يضع المدرب آبل براجا لمساته الأخيرة علي الخطة والتشكيلة اللتين سيخوض بهما اللقاء.
وكان الفريق قد أجرى تدريباً مهماً مساء أمس الأول بمشاركة كل اللاعبين وتحت إشراف المدرب، تم التركيز فيه على الجوانب الفنية، وشدد براجا خلاله على الأداء الجماعي، والتحول السريع من الدفاع للهجوم، والتسديد من كافة الزوايا، وتألق خلال تلك الحصة أوليفييرا ودياكيه وسوبيس وسبيت خاطر، وطارق أحمد، وهلال سعيد.
وطالب براجا اللاعبين بالتركيز وعدم التسرع والضغط على المنافس في المناطق الأمامية، ومنح دياكيه وسوبيس، وسبيت بعض التعليمات الفنية حتى يكون الفريق قادراً على تغيير الخطة في أي وقت
عدد اليوم
