مصطفى عبد العظيم (دبي)
سجلت صادرات وإعادة صادرات أعضاء غرفة دبي رقماً قياسياً جديداً وصل إلى 290 مليار درهم بنمو نسبته 2% مقارنةً بعام 2013، في حين بلغت نسبة نمو شهادات المنشأ التي أصدرتها الغرفة 8% مع وصول عددها إلى 887 ألف شهادة، بحسب حمد بوعميم مدير عام الغرفة.
واستبعد بوعميم، خلال لقاء صحفي نظمته الغرفة أمس للإعلان عن تقرير الأداء في العام الماضي، أن تنعكس مستويات أسعار النفط الهابطة حالياً على آفاق النمو الاقتصادي لدبي على المدى القصير في ظل توقعات استمرار الأداء القوي للقطاعات الاقتصادية الرئيسية في الإمارة و تواصل زخم الإنفاق على المشاريع في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الجاري.
وأكد أنه على الرغم من حالة الترقب وعدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي حالياً، جراء انحدار أسعار النفط وتأثير ذلك على اقتصاد الدول النفطية، فإنه لم يحدث حتى الآن تغيرات ملحوظة على صعيد خطط الإنفاق في المنطقة، ما يعزز من توقعات استمرار النمو عند معدل يصل إلى 4%.
التدفقات الاستثمارية وأوضح بوعميم، أنه في حال استمرت أسعار النفط في الهبوط لفترات طويلة فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على التدفقات الاستثمارية والاحتياطات الوقائية للمنطقة بداية من العام المقبل، لكنه في المقابل سيكون له تأثيرات إيجابية على دبي من ناحية انخفاض كلفة الأعمال والإيجارات واستقرار التضخم عن مستويات متدنية فضلا عن تراجع كلفة استهلاك الطاقة.
واعتبر بوعميم، أن العام الماضي كان استثنائياً على جميع الصعد بالنسبة للإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص، حيث حققت إمارة دبي نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 5% خلال 2014 ودخلت ضمن قائمة المدن العشر الأكثر نفوذاً في العالم، ما عزز من الأداء الاقتصادي الإمارات والتي احتلت المركز الأول في الشرق الأوسط في ممارسة الأعمال التجارية والمرتبة الـ 12في ترتيب التنافسية العالمية والـ 22 عالمياً في سهولة الأعمال.
وكشفت غرفة تجارة وصناعة دبي عن انضمام أكثر من 16 ألف عضو إلى الغرفة في 2014 ما رفع عدد أعضاء الغرفة إلى اكثر من 169 ألف عضو، وبنسبة نمو بلغت 18% في عدد الأعضاء الجدد، وبنسبة 10,6% في إجمالي عدد أعضاء الغرفة، ما عكس ديناميكية اقتصاد الإمارة وتنوع اقتصادها الجاذب للأعمال.
الأداء الاقتصادي
وأكد بوعميم أن الأداء الاقتصادي المتميز لإمارة دبي خلال عام 2014 يعكس متانة البنية التحتية الاقتصادية للإمارة، ومسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة التي تسير قدماً فيها دبي تطبيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حيث كان العام الماضي حافلاً بالمبادرات بدءاً من إطلاق مدينة محمد بن راشد ومروراً بإطلاق مؤشر السعادة وتدشين ترام دبي الذي يعد قيمة مضافة نحو تعزيز بيئة الأعمال والبنية الاقتصادية للإمارة، ووصولاً إلى إطلاق خطة دبي 2021 التي أكدت على تمسك الإمارة بالإبداع والابتكار كبوابة عبور للمستقبل.
وشدد على الدور الذي تقوم به الغرفة في دعم نمو الأعمال، والترويج لدبي كمركز تجاري عالمي، معتبراً الغرفة، ومن واقع تمثيلها للقطاع الخاص في الإمارة، ملتزمة بتوفير كل الدعم والتسهيلات لقطاع الأعمال، وإطلاق المبادرات التي تساعد في ترسيخ مكانة دبي الاقتصادية، وتعزيز تنافسية مجتمع أعمالها. وكشف أن التركيز خلال المرحلة المقبلة سيكون في التوسع في أسواق أفريقيا، وأميركا اللاتينية ورابطة الدول المستقلة نظراً للفرص الواعدة المتاحة وغير المكتشفة، حيث ارتفع عدد الشركات الإفريقية في دبي على سبيل المثال، نسبة 170% خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعكس مكانة دبي كبوابة للشركات الإفريقية من وإلى العالم.
تسوية النزاعات
واستقبل مركز دبي للتحكيم الدولي، أحد مبادرات غرفة دبي، 174 قضية تحكيم خلال العام 2014 مقارنةً بـ 310 قضايا استقبلها خلال نفس الفترة من العام الماضي، في حين بلغ عدد قضايا الوساطة التي استقبلتها إدارة الخدمات القانونية بالغرفة خلال العام الماضي 563 قضية، وبلغ مجموع قضايا النزاعات التجارية التي استقبلتها الغرفة 484 قضية.
الإدخال المؤقت للبضائع
وبلغ إجمالي عدد دفاتر الإدخال المؤقت التي أصدرتها الغرفة خلال العام الماضي 137 دفتراً لبضائع بقيمة 66 مليون درهم وبنسبة نمو بلغت 32% مقارنة بالعام 2013، ما يعكس زيادة الإقبال على هذا الدفتر وأهميته في تسهيل التجارة البينية بين الدولة وسائر دول العالم. في حين استقبلت الدولة 2100 دفتر إدخال لسلع بقيمة 1,6 مليار درهم. وقامت الغرفة بخدمة 315 ألف عميل في عام 2014 مقارنةً بـ 311 ألف عميل تمت خدمتهم خلال العام 2013، حيث انهى 73% من العملاء معاملاتهم في أقل من 6 دقائق.
20 مليار درهم وفورات جراء ضعف اليورو
دبي (الاتحاد)
قال حمد بوعميم إن انخفاض قيمة اليورو أمام الدولار خلال العام الماضي هبط بكلفة واردات دبي من بلدان الاتحاد الأوروبي بما يتراوح بين 19 إلى 20 مليار درهم، وفق تحليل تقريبي اجرته الغرفة مؤخرا قارنت خلاله أسعار واردات الإمارة في 2013، وبأسعارها في 2014.
وأضاف أنه رغم خسارة اليورو حوالي 12% من قيمته أمام الدولار الأميركي، خلال العام 2014، فإن هذا الانخفاض في القيمة ليس له تأثير سلبي على دبي وإذا حدث فسيكون قصير الأجل.
وتوقع أن ينخفض العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي ما سيكون له تأثير إيجابي على اقتصاد دبي، مضيفاً أن السياحة الأوروبية في دبي قد تتأثر بسبب ارتفاع أسعار الفنادق في دبي ولكن في الجانب الآخر فإن وجهات دول الاتحاد الأوروبي ستجذب السياح الإماراتيين في حين أن الاستثمار في دول الاتحاد الأوروبي سيصبح جاذباً كذلك للاستثمارات الإماراتية.
وقال بوعميم إن تدفق السياح الروس على دبي شهد تراجعاً بسبب خسائر روسيا من جراء تراجع أسعار النفط والذي أسهم في ارتفاع كلفة المعيشة والسفر بالنسبة للروس ولكن في الوقت ذاته فإن تراجع السياحة الروسية عزز التدفق السياحة على دبي من مناطق أخرى في العالم من الصين والهند ودول أخرى.
الغرفة تحتفل بمرور 50 عاماً على تأسيسها
دبي (الاتحاد) تحتفل غرفة دبي في عام 2015 بمرور 50 عاماً على تأسيسها، وستتخذ الغرفة من التنمية الشاملة التي شهدتها إمارة دبي، والمكانة الاقتصادية المرموقة التي وصلت إليها، مظلة أساسية ليكون احتفال الغرفة احتفالاً بالإنجازات التي حققتها إمارة دبي في ظل السياسات والاستراتيجيات والرؤى التي وضعتها القيادة الرشيدة للإمارة.
وأوضح بوعميم أن احتفالات غرفة دبي بعيدها الخمسين ستكون تتويجاً لبيئة الأعمال المتطورة التي أرست دعائمها الإمارة، واحتفالاً بقيمة الابتكار كركيزة دبي في خطتها 2021 نحو المستقبل، وتحفيزاً لمزيد من الجهد نحو تنمية اقتصادية مستدامة قائمة على المعرفة والإبداع.
وقال: «ستواصل الغرفة، ومن واقع تمثيلها للاقتصاد القائم على الابتكار في إمارة دبي، جهودها نحو تمكين القطاع الخاص والوصول للأسواق العالمية، وذلك عبر تنمية بيئة الأعمال وتقديم خدمات القيمة المضافة».
عدد اليوم
