يتوج توقيع أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، القمة الخامسة للتكتل مع كوريا الجنوبية، والمقررة في بروكسل غداً (الأربعاء). ومن المتوقع أن تعمل هذه الاتفاقية، التي تفاوض المسؤولون بشأنها قبل عام مضى، على تعزيز التجارة بأكثر من 30 مليار يورو (40 مليار دولار) سنوياً، بعد دخولها حيز التنفيذ في أول يوليو المقبل.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي إن هذه الاتفاقية “هي الأكثر طموحاً بين اتفاقيات التجارة الحرة التي تفاوض الاتحاد الأوروبي بشأنها”. ومن المقرر أن يوقع مسؤولون تجاريون من الجانبين هذه الاتفاقية غداً، في حضور رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك، ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز إمكانية دخول الأسواق في كلا الاتجاهين بشكل كبير، عن طريق إلغاء رسوم جمركية بقيمة ما يقرب من ثلاثة مليارات يورو على السلع من الآلات الميكانيكية إلى الويسكي. وتتضمن الاتفاقية أيضاً الاعتراف المتبادل بالمعايير الصناعية والإنتاجية، مع إدخال بعض التوفيق على تلك المعايير على الفور، وتذليل عقبات أخرى في غضون خمسة أعوام.
كانت إيطاليا قد عارضت موافقة الاتحاد الأوروبي على الاتفاقية، قائلة إن البند الذي يسمح لشركات تصنيع السيارات الكورية باستعادة رسوم الوردات المدفوعة والمفروضة على مكونات قادمة من دول أخرى سينعكس سلباً على شركة صناعة السيارات الإيطالية “فيات”. وتتخصص الشركة الإيطالية في صناعة السيارات الصغيرة، وهي مجال تعد فيه كوريا منتجاً قوياً. ورغم ذلك، أسقطت روما استخدامها لحق النقض “فيتو” في سبتمبر الماضي، بعد أن وافقت الأطراف كافة على تأجيل التنفيذ، حتى أول يوليو المقبل.
وقد أعرب مسؤولون من الاتحاد الأوروبي عن أملهم في أن تنهي هذه القمة أيضاً أزمة بشأن اتفاق حول النقل الجوي، جرى توقيعه بالأحرف الأولى في نوفمبر 2008. ويهدف هذا الاتفاق إلى منح شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية إمكانية متماثلة في دخول كل طرف المجال الجوي للطرف الآخر. غير أن دبلوماسيين من التكتل يقولون إن شركة الخطوط الجوية الكورية الجنوبية
“كوريان إير” تعرقل توقيع الاتفاق، الذي يمكن أن يعرض الشركة لمنافسة أكبر في سوقها المحلية.
عدد اليوم
