الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"التسامح" و"التربية": مشروع لتعزيز قيم الإمارات لدى الطلاب

"التسامح" و"التربية": مشروع لتعزيز قيم الإمارات لدى الطلاب
20 سبتمبر 2018 01:04

إبراهيم سليم (أبوظبي)

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أنه بصدد البدء في مشروع مشترك، بين وزارة التسامح ووزارة التربية والتعليم، يتمحور حول المدرسة وأولياء الأمور، من أجل تعزيز قيم ومبادئ هذا المجتمع الرائد، لدى طلبة المدارس، وأن الوزارة ترى في هذا المشروع المشترك مع وزارة التربية والتعليم، دليلاً مهماً، على حيوية مجتمع الإمارات، والتزامه بتعزيز كافة القيم الإنسانية النبيلة، في سلوك الفرد، ومسيرة المجتمع، معرباً عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر، بمحاوره المتعددة، على مستوى كل الآمال والطموحات، في تأكيد دور أولياء الأمور، في تعزيز مسيرة التعليم في الدولة، جاء ذلك في كلمة معاليه الافتتاحية لمؤتمر أولياء الأمور الأول الذي انطلقت فعالياته أمس بأبوظبي.
وحدد مؤتمر أولياء الأمور، الذي نظمته أمس وزارة التربية والتعليم، تحت عنوان «شركاء في مسيرتنا» 7 أسباب وراء قلة تفاعل ذوي الطلبة مع المدارس، ودعا إلى تطوير تطبيقات إلكترونية تساعد الأسر على متابعة شؤون أبنائها وبناتها والمشاركة في الأنشطة المدرسية، وفي التواصل مع المعلمين، كما تم الإعلان خلال المؤتمر عن المشروع المشترك، بين وزارة التسامح ووزارة التربية والتعليم.
وركزت محاور المؤتمر الذي لقي استجابة كبيرة من جانب أولياء الأمور من مختلف إمارات الدولة وحضور أكثر من 1000 مشارك، على إبراز دور ولي الأمر المهم والحيوي في العملية التعليمية والتربوية، إذ تحتاج المدرسة الإماراتية إلى تكاتف الجهود وتعاضد الأفكار لتحقيق رؤيتها الطموحة في تخريج جيل ريادي يحقق المراكز الأولى في التنافسية العالمية، وتعزيز التكاملية وتحمل كل طرف مسؤوليته كاملة من أجل تحقيق رؤية الإمارات وطموحها في الريادة عالمياً.
ودعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إلى تطوير تطبيقات إلكترونية تساعد الأسر على متابعة شؤون أبنائها وبناتها والمشاركة في الأنشطة المدرسية، وفي التواصل مع المعلمين، وإحاطة المعلمين بشكلٍ دائم، بنتائج البحوث والدراسات والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، وبلورة تعريف عملي لدور أولياء الأمور في الحياة التعليمية للأبناء، والأخذ بخطط عملٍ واضحة، تسهم في تحقيق التنافس الإيجابي بين المدارس، ولفت معاليه إلى أن خطط العمل، لابد وأن تتناول سبل التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور، وإجراءات بناء علاقات إيجابية بين الجانبين، وتعزيز الشراكة بينهما وإزالة أي عوائق قد تحول من دون ذلك.
وأكد معاليه أهمية الشراكة بين المدارس وأولياء الأمور، في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، في المجتمع والعالم، وفي إعداد الطالب، كي يكون عضواً نافعاً في وطنه، رافضاً للإرهاب والعنف، ساعياً إلى العيش في سلامٍ وأمان مع الآخرين.

شركاء كاملون
ولفت معاليه أن هذا المؤتمر، يؤكد على أن أولياء الأمور، شركاء كاملون مع وزارة التربية والتعليم، في التعامل الفعال مع الطالب، ودور أساسي لأولياء الأمور، لا يقف عند الحدود المادية وكفى، بل يمتد ليشمل الإحاطة الكاملة، بالأهداف التعليمية والحياتية، لأبنائهم وبناتهم، وفتح قنوات فعالة للحوار، مع الأبناء، والتقرب إليهم، واحترام آرائهم، والتنسيق الكامل مع المدرسة.
وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك، إلى أن نتائج الدراسات والبحوث، تؤكد أن ولي الأمر، هو المدرس الأول للطالب، وهو ما يشير إلى أن على المدرسة، دوراً مهماً، في تمكين ولي الأمر، وتنمية قدرات أولياء الأمور، على متابعة كافة التطورات، التي تؤثر في العملية التعليمية للأبناء، وأن تكون المدرسة، مكاناً جاذباً لأولياء الأمور، ولابد من إيجاد الفرص والبرامج والمناسبات التي تجعل من أولياء الأمور مشاركين حقيقيين، في الأنشطة المدرسية، وإتاحة المجال أمامهم للعمل التطوعي في المدرسة ومساعدتهم على متابعة إنجازات أبنائهم وبناتهم خارج المدرسة، وجعلهم جزءاً من شبكة مجتمعية قوية.
وقال معاليه: «إننا بصدد البدء في مشروع مشترك، بين وزارة التسامح ووزارة التربية والتعليم، يتضمن دوراً مهماً للأسر وأولياء الأمور، من أجل تعزيز قيم ومبادئ هذا المجتمع الرائد، لدى طلبة المدارس» مشيراً إلى أن «هذا المشروع سيكون دليلاً مهماً على حيوية مجتمع الإمارات والتزامه بتعزيز كافة القيم الإنسانية النبيلة في سلوك الفرد ومسيرة المجتمع».

حضور الاجتماعات
من جانبه، كشف معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، عن وجود 7 أسباب وراء قلة تفاعل ذوي الطلبة مع المدارس وعدم الإقبال على حضور اجتماعات أولياء الأمور، تتضمن قضايا تتعلق بطبيعة وعمل ولي الأمر، وعدم تفعيل دور مجالس أولياء الأمور بالشكل الكافي، وضعف التواصل بين البيت والمدرسة، بجانب فكر راسخ لدى بعض ذوي الطلبة الذي يرى أن هذه الاجتماعات لا جدوى منها ولا يتم تعميم نتائجها أو تحديد مواعيد محددة لزيارة أولياء الأمور، وما يتصل بالمستوى التعليمي لولي الأمر، بالإضافة إلى تركيز المدرسة على السلبيات وإغفال الإيجابيات للطالب، والجهود التي تبذلها المدرسة لاستقطاب أولياء الأمور، مشيراً إلى أن هذه الأسباب تزيد من ضعف التواصل والعلاقة التربوية بين الطرفين.
وأشار معاليه إلى أن هذه الأسباب تم التوصل إليها من خلال مناقشات حثيثة وطرح تربوي فاعل لأولياء الأمور والتربويين من خلال منصات التواصل الاجتماعي واللقاءات المباشرة بالمعنيين من أولياء أمور واختصاصيين وغيرهم، لافتاً إلى أن حضور وتفاعل أولياء الأمور للطلبة في الحلقتين الأولى والثانية أكبر من الحلقة الثالثة، مضيفاً: وهنا نؤكد أهمية متابعة الطلبة في مراحلهم السنية المختلفة فلا توجد مرحلة أهم من أخرى سواء من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثاني عشر، بالإضافة إلى أن حضور أولياء الأمور ومتابعتهم لاجتماعات أبنائهم في المدارس الخاصة، أكبر من الحكومية تحت ذريعة «نحن ندفع دم قلبنا» وهذا مفهوم خاطئ وغير مبرر، فالدولة أيضاً لا تبخل على مدارسها الحكومية بالدعم المادي والمعنوي، والمتابعة هنا يجب أن تكون من قبل أولياء الأمور في جميع أنواع التعليم سواء الحكومي أو الخاص.
وطالب معالي وزير التربية والتعليم ذوي الطلبة بألا يجعلوا من هذه الصعوبات حاجزاً عن متابعة مستقبل أبنائهم حتى لا يتفاجأوا في نهاية المطاف بمستوى متدن أكاديمياً للطالب أو حالات سلوكية غير سوية.

الحلول المناسبة
من جانبها، قالت معالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام: دورنا كأولياء أمور يشمل كل صغيرة وكبيرة نقوم بها مع أطفالنا، حيث إن الكثير من الأمور التي نقوم بها البسيطة في ظاهرها ولكنها عميقة الأثر في جوهرها تؤثر بشكل كبير على نشأة أبنائنا واستقرارهم في المدرسة، ومن هذه الأمور هو الحديث مع الأبناء، مشيرة إلى أن دراسات عديدة أثبتت أن من أهم الأسئلة التي قد يطرحها الأب أو الأم على الطفل هو: كيف كان يومك المدرسي؟
وأضافت معاليها، خلال كلمتها في المؤتمر: «تواجدنا كأولياء أمور في تعليم أبنائنا ليس بالمهمة السهلة، فربما لا تكون لدينا المعرفة الكافية حتى نقدم لهم الدعم المطلوب، ولكن من الضروري أن نسأل ونتعلم نحن كأولياء أمور حتى نتأكد من قراراتنا المختلفة ومناسبتها لتعليم أبنائنا، فإذا كنا نريد من أبنائنا التفوق في المدرسة علينا أن نكون على اطلاع مستمر بما يتعلمونه، وعلينا أن نسأل وأن نتأكد من أنهم قادرون عليه، وهل هم يواجهون فيه بعض التحديات، وعلينا أن نعمل معهم ومع معلميهم على مناقشة الحلول المناسبة التي ستضمن مواجهتهم للتحديات المختلفة والتغلب عليها».

16 محوراً خلال ورش العمل
ناقش المؤتمر 16 محوراً خلال ورش العمل التي نظمت وشارك فيها نُخبة من الخبراء والتربويين وأولياء الأمور وقيادات التربية والمتخصصين، لمناقشة مختلف القضايا، كما شاركت السعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشونال جرافيك بورقة عمل خلال فعاليات المؤتمر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©