الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيف الشحي: ولائم رمضان تجمع الأسر على الألفة والمحبة

سيف الشحي: ولائم رمضان تجمع الأسر على الألفة والمحبة
22 يوليو 2014 23:27
يتذكر سيف الشحي من منطقة وادي البيح الجبلية في رأس الخيمة، أنه كان يتم استقبال الشهر الفضيل قديما بدوي الطلقات المدفعية الرسمية والعيارات النارية المتلاحقة من البنادق الشعبية لتعبر عن عمق الفرحة وبالغ السرور، ولتعلن عن بشائر الخيرات والفضائل والبركات، معتبرا أن الولائم الرمضانية من أهم ما يميز الشهر الفضيل حيث تجمع سكان الفريج حولها في صورة من صور التكافل الاجتماعي. تحري الهلال عن كيفية تحري هلال رمضان، يقول الشحي إنه كان يتم استطلاع الهلال قديماً، بعد أن يقف أهل الخبرة وكبار السن على البحر لاستطلاع الهلال بالعين المجردة من دون الحاجة لاستخدام مناظير أو أدوات تقنية، حيث كانت السماء صافية والجو خالياً من التلوث البيئي السائد الآن، وبعد التأكد من الرؤية كان يقوم حاكم الإمارة التي تم استطلاع الهلال بها بإرسال مبلغ إلى بقية الإمارات معلناً أن غدا هو أول أيام الشهر الكريم، وكذلك الحال عند استطلاع هلال شهر شوال، وكان من السهل انتشار الخبر بين الناس لأن الأحياء صغيرة والأماكن محدودة، منوها إلى أن مدفع رمضان عرف قبل عشرات السنين، حين كانت المدافع تطلق من القلاع والأماكن المرتفعة. وأشار الشحي إلى أنه رغم قسوة كثير من الأعمال الميدانية اليدوية ورغم صعوبة الظروف المعيشية مقارنة بما ننعم به اليوم، كان الآباء والأمهات بصحبة أبنائهم ينطلقون بحثاً عن رزقهم الحلال بعد تأدية صلاة الفجر مباشرة، مبينا أنه بالنسبة لأهل المناطق الجبلية كان الآباء والأمهات يمارسون أعمالهم من بعد الصلاة مباشرة، حيث كان الرجال يمارسون أعمال تقطيع الحطب أو الزراعة ومن ثم الذهاب إلى مدينة رأس الخيمة القديمة يوميا إما مشيا على الأقدام أو من خلال امتطاء الجمال والحمير مسيرة تزيد على 20 كيلومترات ذهابا وإيابا، لبيع ما تم جمعه من حطب أو جنيه من محاصيل الرطب والقمح والحبوب والخضراوات والفاكهة حسب موسم كل منها، أو بيع المواشي لشراء الطعام والسمك وكل احتياجات ومستلزمات المنزل والأسرة، بحيث يكون الرجل في منزله مع أذان الظهر ملبيين النداء الرباني للصلاة والفلاح. يوميات رمضان عن قضاء الوقت في رمضان، يقول الشحي “كان الأجداد يتخذون الفترة من بعد الظهر وحتى أذان العصر للراحة والاستقرار لينطلق بعد ذلك كل إلى شأنه الأسري أو الاجتماعي أو العملي حتى ساعات الغروب وصلاة المغرب للتجمع على مائدة أبناء القبيلة لتناول الإفطار، في الوقت ذاته كانت السيدات يقمن بجلب الماء وطهو الطعام والخبز والحلويات مع تجهيز اللبن الخفيف “الخضيض”، وبعدها تبدأ السيدات في الإعداد لوجبة الإفطار للعائلة حسب إمكاناتها، وبعد الإفطار ينطلق الجميع لصلاة العشاء والتراويح ومن بعدها مجالس الذكر وتحفيظ القرآن الكريم، ومن ثم يذهب كل منا لبيته لينام مبكرا، ومن ثم يستيقظ في الثالثة صباحا لتناول وجبة السحور ومن ثم أداء صلاة الصبح، وبعدها يمارس الأهالي أعمالهم الاعتيادية”. ويؤكد الشحي “لا تخلو طاولة الطعام إماراتية من الهريس الذي نعتبره جميعاً أبو الأطباق الإماراتية خاصة في هذه الأيام المباركة، والثريد “خبز الرقاق مع الصالونه”، أما الشراب فكنا نعتمد على شراب اللبن، مع العديد من أنواع الحلويات مثل اللقيمات، والعرروت “الكاستر”، والخنفروش”، مشيرا إلى أن ولائم رمضان، من أهم ملامح الشهر الكريم التي حرص عليها الآباء والأجداد، ومازال البعض يتذكرها ويحافظ عليها رغم مرور السنوات واهتمام الجيل الجديد بكل مظاهر الحداثة حتى في الأطعمة والتقاليد”. وعن رأيه برمضان اليوم، يقول الشحي إن “رمضان اليوم تغير كثيرا عن الماضي ولكن مازال أهل الإمارات يحافظون على ممارسة بعض العادات لتناقلها بين الأجيال ومنها تجمع الأسر في رمضان وكل أسرة تحاول أن تجمع حولها كل أفرادها في هذا الشهر الفضيل، ولكن ظروف عمل كل إنسان تجعله لا يتمكن من أن يكون برفقة أهله كل يوم، حيث تباعدت الدروب والمناطق، وحتى الجيرة اختلفت عما قبل لأن غالب من عرفناهم في طفولتنا إما توفاهم الله، أو أنهم من كبار السن لا يستطيعون التزاور، وأبناؤهم مثل أبنائنا مشغولون في إمارات أخرى أو مناطق بعيدة، وأصبح التواصل عبر الهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، ولكن ذلك لا يعني أن الحال تغير تماما، وإنما نحن نشتاق لأن نجتمع بمن نحب كلما أقبل علينا شهر رمضان، فأجمل ما فيه الرحمة والتواصل والتكافل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©