الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشعر السوري يسرد الخوف واليأس والأسى

5 يوليو 2013 23:30
بيروت (رويترز)- خصصت مجلة “الحركة الشعرية” التي تصدر من المكسيك وتعني بالشعر الحديث عددها الأخير للشعر السوري من 2011 إلى 2013 وحمل نتاج سبعة وثلاثين شاعرا وشاعرة. وفي تقديم كتبه الشاعر المهجري قيصر عفيف رئيس تحرير المجلة طرح سؤالا هو “من على حق” النظام أم المعارضة وجاء الجواب،إن الشعراء هم على حق. قال قيصر عفيف “ليس من كائن لا يعيش الحرب في سوريا. أمام الدمار والدم.. أمام الموت نقف جميعا يتأكلنا غصص يومي لما نراه ... لا أظن أن أحدا يستطيع أن يعبر عن ذلك أكثر من شعراء سوريا البلد الطيب الجميل الذي له في كل قلب زاوية دافئة”. وختم بالقول ردا على سؤال من على حق “إن الشعراء وحدهم على حق والشعراء فوق النظام والمعارضة. انهم يفتحون قلوبهم وينقلون الصور على بشاعتها وهولها لأنهم يعايشونها يوميا فما يقوله الشاعر عن الخوف واليأس.. عن الأسى.. عما يعانيه غما وألما وحزنا وإحباطا وكآبة وخوفا ويأسا وغيرها من الشكوك والجروح التي تنهشه هي وحدها الحقيقة. القصيدة الأولى بعنوان “أوراق” لمصطفى خضر وقد جاءت أقرب إلى الكتابة النثرية التي تعتمد على سجع يقصد به أن يكون قافية شعرية. يقول “مدائح القوة أم مدائح الكراهية” تضج بين ظالم وداعية” ويعلك البؤس جماهير دامية” ولم نكن سواسية” ولم نعد سواسية.” وعلى النمط نفسه تقريبا كتب محمد علاء الين عبد المولى بعنوان “من مخطوط سوريانا” فقال “ما فوجئت روح بمصرعها” هناك جهنم مفتوحة لتبادل الأموات في طقس زنخ” مرت حدائق مشلولة” ومقاعد مغروزة فيها مسامر العذاب” ومر كون كله ذوق وسخ. ولا يلبث أن ينتقل إلى نمط مختلف فيقول مثلا “ويقال ايضا: إن أرضا كان في تابوتها الشمسي طفل” ضم فستانا لجارته الصغيرة مثل كيس ملبّس” لم يستطيعوا فكه من صدره. ويختم في إيقاع وقافية متنوعين فيقول “ماذا نضيىء إذا رأينا كل قنديل وقد ملأته زوبعة الجراد” هنا بلادي” وهناك أضرحة مجهزة بأجرتها ومفروشاتها” فلمن يشاء يراجع الحراس عند قضاة حرب الكون” في ملهى الرماد” هنا بلادي. وكتب عبد القادر الحصني ثلاث قصائد أولاها عنوانها “غيوم” وفيها قال “لا ليس في عيني شيء..” هذي غيوم” والخريف كما ترى قاس” ويوشك ان يشوب الغيم ما يدعو الشتاء إليه” من رعد وبرق” لا ليس في عيني شيء” غير إن البرد سوف يكون مر الطعم هذا العام” كيف يكون أهلي في العراء؟!” ومن يغطيهم إذا بردت خرائبهم عليهم؟!” من يجير طفولة الأطفال” حدق فيهم غول وهمهم:” ليس بين عد وبني أبيكم أي فرق!” وكتب تمام التلاوي قصيدة متعددة الأوزان والقوافي بعنوان “الصبي الذي ظن القذيفة كرة” وفيها قال “إذا كنت تبكي لأنك صرت تخاف الحروب” فأجل دموعك حتى أموت” بلادك ملعونة يا صديقي” وملعونة كل هذي البيوت/ ولولا تأخرت عنك قليلا” ولولا تأخرت عني” لفاجأنا القصف بين كؤوس النبيذ” لشاهدت أعقاب تبغك” لاصقة في سقوف المكان”؛ وأشلاؤنا القرمزية عالقة في حبال الغسيل” وفي شرك العنكبوت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©