الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفنانة دبجاني بهاردواج.. تروي قصص الجنّيات في "تشكيل" بدبي

الفنانة دبجاني بهاردواج.. تروي قصص الجنّيات في "تشكيل" بدبي
20 سبتمبر 2018 00:59

نوف الموسى (دبي)

«أم الدويس» مارست حضورها الباذخ في معرض «قصص تروى»، للفنانة الهندية دبجاني بهاردواج، الذي افتتح مساء أول من أمس، بحضور الشيخة لطيفة بنت مكتوم مؤسس مركز تشكيل، ومعالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ضمن جولة عامة، تتوج العلاقات النوعية بين الحاضنة الثقافية الأكبر في الدولة، أعني وزارة الثقافة، وبين فعل المؤسسات الفنية غير الربحية، بالعمق الذي يقدمه مركز «تشكيل».

تخييل الأسطورة
يثير المعرض مجدداً أثر الحكاية الشعبية والأسطورة في الآنية التي يعيشها الإنسان المعاصر، كيف يمكن أن يتخيلها بعد التحولات الاجتماعية والفكرية والتكنولوجية، كما أوحت الفنانة دبجاني. وربما تحسب إثارة هذا الجمال المتخيل لبرنامج «الممارسة النقدية»، الذي تؤكد من خلاله الشيخة لطيفة بنت مكتوم، مؤسس مركز تشكيل، أنها مبادرة للتطوير، بدأت بملاحظة الابتكار البديع للفنانة دبجاني، للرسومات التوضيحية بروح المشهد المسرحي حتى وصولها إلى أن تؤدي فيها الشخصيات دوراً بصرياً متكاملاً مع الحكاية، بالتعاون مع المرشدين الفنيين حسن مير وليس بيكنيل.
واستمرت الفنانة دبجاني بهاردواج، في مكاشفة روحها الهائمة بين نحو الـ50 و 60 رواية شعبية قرأتها بنفسها، وسعت إلى تتويجها بصرياً عبر رمزية خاصة ابتكرتها بنفسها، قالت حولها دبجـاني: «ما نراه هو انعكاس لأنفسنا، وتجسيد لتلك الحكايات الزاخرة بالمعاني، أي إشارات التحذير، والصح والخطأ والملذات والآلام»، وجميعها تعتمد على حرية يبديها القارئ في ترجمته لتلك الحكايات بصرياً.
الضوء والظل والانعكاس، جسد التفصيلة التقنية لأعمال دبجاني بهاردواج، وتحديداً فن تقطيع الأوراق، إلى جانب النحت والخزف، فمن خلال الدخول إلى المعرض، يستشعر الزائر انضمامه إلى عالم من الأحلام عبر التركيز الضوئي في الأعمال، فلا وجود للإضاءة الاعتيادية للسقف، بل انبثاق مباشر من صناديق سحرية، أو رؤية مواربة عبر ثقوب صغيرة صُنعت في الجدران، ليتربص عبرها المشاهد مشاهد تلك القصص، وليكون جزءاً من لحظة الغموض التي ترافقها طوال الوقت. هذا إلى جانب إنجازها لغرفة مظلمة بالكامل، تسرد حكاية «تائه في غابة الجن»، شاركت فيها ثلاث جنيات منهن: «أم الدويس» «حمارة القايلة» و«سلمى وبناتها».
لم تكتف الفنانة دبجاني، باستمالة المتفرج لقطعها الفنية نحو المشاهدة المحضة، بل بحثت في جعل المتلقي مؤدياً في العرض ككل، فمن خلال عمل «الصبي الذي ترك منزله، ليخدع الجميع»، والذي استوحته الفنانة من قصة «أبو نواس المحتال»، الشعبية، صنعت ما يشبه الثريا الخشبية المعلقة على السقف، تصدر من جوفها أضواء لمصابيح ذات صمامات ثنائية، فيها ألواح تثبيت مقطعة بالليزر، تستدعي أن يقف المشاهد تحت العمل مباشرة، ويرفع رأسه للأعلى، ليرى فعل الحكاية، ويشعر بمستوى فعل القصة عبر دقة رسم الشخصيات، التي تكفل له الدخول إلى عالم المتخيل الإبداعي.
في حوار جمع بين المرشد الفني ليس بيكنيل و دبجاني بهاردواج، يستوقف المتابع، ما أبداه في سؤاله لها حول الحالة الغامضة التي تغمرها حين تكون على علم مسبق بالمواد التي تستخدمها، في الوقت الذي تجهل فيه النتيجة التي ستصل إليها الأعمال، فعبرت عن قناعتها بأن الفن عبارة عن اغتنام الفرص، «باعتباره اليقين الذي يرافقك طوال الطريق حتى تكتشف ما كنت تبحث عنه»، لذلك تحاول دائماً دبجاني، بعمل شيء لم يسبق لها أن اختبرته. ورؤيتها لاحتياج الناس في كافة المجتمعات إلى القصص الخرافية، كونها مصدراً للإلهام، جعلها تستوحي سردها البصري من الجذور القديمة بروح تناسب حضارة العصر. مضيفة أن الراوي يبتكر الهوية الثقافية على المستوى الشخصي، وهوية فردية على المستوى العام.

ألعاب تفاعلية
وضعت الفنانة دبجاني بهاردواج، ألعاباً تفاعلية، تدعم الانخراط الكليّ في منولوغ السرد، من مثل لعبة «اللسان والقلب»، تتشكل فيها ست قطع من الخشب الأبيض، تم تثبيتها بشرائط، مشكلةً سلماً، تم فيه تعليق السلم من طرف واحد، لتنزلق القطع بشكل عفوي، بمجرد تفاعل الزائر معها، واستوحت الفنانة هذا العمل من قصة «لقمان الحكيم»، الشعبية، إلى جانب لعبة «كائنات فضائية، ومخادعون ومتحولون»، فيها يكتشف المتلقي استخدام الفنانة لـ(فن الرسم بالمداورة)، تقول عنها الفنانة إنها لعبة شبيهة بلعبة الصالونات التي اخترعها الفنانون السرياليون، وأخيراً «ألعاب ليلية»، التي ابتكرها الفرنسي شارل إميل رينو في فرنسا عام 1877، والمثير في المعرض أن مجموعة الصور المستخدمة في العمل، تصور الحكاية الشعبية لـ«أم الدويس»، وهي تدوس حيواناً خيالياً، ويمكن للمشاهد تدوير الجهاز لرؤية صور الرسوم المتحركة للفنانة وهي تلعب مع الجنية «أم الدويس».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©