الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبطال الإمارات تحث السكان على تقليص استهلاك الطاقة واستنزاف الموارد

أبطال الإمارات تحث السكان على تقليص استهلاك الطاقة واستنزاف الموارد
18 فبراير 2009 01:12
انطلقت أمس أعمال حملة ''أبطال الإمارات'' مستهدفة سكان دولة الإمارات العربية المتحدة لحثهم على تقليل استهلاكهم للطاقة في بلد تشكل البصمة البيئية للفرد فيه الأعلى على مستوى العالم· وأطلقت جمعية الإمارات للحياة الفطرية والصندوق العالمي لصون الطبيعة (EWS-WWF) بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي في مؤتمر صحفي أمس حملة ''أبطال الإمارات''، وهي حملة بيئية تسعى لحث سكان دولة الإمارات العربية المتحدة على تقليل استهلاكهم للطاقة، ما يساهم في تخفيف البصمة البيئية للإمارات، والمشاركة في الجهود العالمية لمعالجة مشكلة التغير المناخي· وتؤكد الحملة الموجهة لكافة أفراد المجتمع من مختلف الأعمار والثقافات على أن اتخاذ الخطوات البسيطة الضرورية اليوم سيسهم في حماية البيئة والحفاظ عليها من أجل مستقبل الأطفال· عرض مسرحي وجاء إطلاق الحملة أمس في أبوظبي من قبل مجموعة من الأطفال قدموا عرضا مسرحيا بينوا من خلاله مدى بساطة الخطوات اللازم اتباعها من قبل الأفراد لتقليل استهلاك الطاقة، وناشدوا الجمهور إنقاذ البيئة وكوكب الأرض من أجل ضمان مستقبل كافة الأطفال· وتعليقا على إطلاق الحملة أوضح معالي محمد البواردي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للحياة الفطرية الأسباب من وراء إطلاق الحملة، بقوله ''إننا على شفا أزمة ائتمان بيئي عالمية، حيث أننا نستخدم الموارد الطبيعية بشكل أسرع بكثير مما يمكن لكوكبنا توفيره· وفي دولة الإمارات فإننا لا نواجه خطر استهلاك قدر أكبر من الطاقة مما ننتج وحسب، بل إننا نسهم أيضاً في مشكلة التغير المناخي بسبب حرق كميات كبيرة من الوقود المستخرج من باطن الأرض· وإذا لم يتم تدارك الأمر، فسيكون لهذا بالتأكيد أثر كبير على دورة الحياة وعلى البيئات الساحلية والإرث الطبيعي للأجيال المقبلة''· وأضاف '' إن علينا التحرك الآن من أجل إيقاف تطور الأحداث بهذا الاتجاه، فالعيش في بلد سليم بيئياً هو حق كل طفل في الإمارات العربية المتحدة''· وأكد البواردي أنه ''يمكننا جميعاً أن نكون أبطال الإمارات فالقيام بخطوات عملية في حياتنا اليومية لمواجهة مشكلة التغير المناخي أمر بالغ الأهمية، وسيؤثر على دول العالم جميعاً· متعهدا بتقليل استهلاكه للطاقة، ومتأملا أن يقوم كل من في البلاد بدوره لحماية كوكب الأرض''· تزايد الطلب وخلال فعاليات إطلاق الحملة في أبوظبي، قال الأمين العام لهيئة البيئة ماجد المنصوري إن تقرير حالة البيئة في أبوظبي يشير إلى تزايد الطلب على الكهرباء في السنوات العشر الماضية من 1,766 ميغاواط الى 4,320 ميغاواط· علاوة على ذلك، فقد بلغ نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء في دولة الإمارات حوالي 28,131 كيلو واط، وبذلك تكون دولة الإمارات من بين اكبر الدول المستهلكة للطاقة في العالم، وتعتبر أجهزة تكييف الهواء المستهلك الأكبر من متوسط استهلاك الطاقة المنزلية· وأوضح أن الارتباط الوثيق بين الطاقة والمياه يؤدي إلى تفاقم المشاكل البيئية حيث يتطلب النمو السكاني كميات متزايدة من المياه وهذا بدوره، يتطلب مزيداً من الطاقة للحصول على موارد المياه وتوزيعها· وبما أن الزيادة في الطلب على الكهرباء تُستوفى بشكل كبير عن طريق حرق الوقود الأحفوري المستخدم لتشغيل محطات التوليد المشترك للطاقة الكهربائية وتحلية المياه، فإن ذلك يؤدي إلى انبعاث الغازات الدفيئة التي تسهم في مزيد من الاحترار الكوني· ويقدر إجمالي الانبعاثات في أبوظبي من محطات الكهرباء وتحلية المياه بحوالي 13,5 مليون طن من الغازات والجسيمات العالقة في السنة، ويشكل ثاني أكسيد الكربون 99,65% من هذه الانبعاثات· ولفت إلى نتائج مسح ميداني أجرته الهيئة في عام 2008 لقياس مستوى الوعي والسلوك البيئي لمختلف فئات المجتمع في إمارة أبوظبي أوضح أنه وعلى الرغم من أن مجتمعنا يعي أهمية المحافظة على الطاقة، إلا أن هذا الوعي، نادرا ما يترجم إلى سلوك إيجابى، حيث بلغ متوسط مستوى الوعي البيئي بموضوع الطاقة 49% في حين وصلت نسبة السلوك البيئي الايجابي إلى 44,8% وهي نسبة غير مقبولة بالنسبة لنا· كما أشار المسح إلى أن مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة كانوا على علم بارتفاع معدلات الاستهلاك من الكهرباء والوقود في الدولة، ومع ذلك، لم يبادروا باتخاذ إجراءات إيجابية كافية للحد من هذه الزيادة في استهلاك الطاقة· وذكر المنصوري أن الهيئة بدأت بتفعيل مبادراتها الداخلية لتقليل البصمة الكربونية وذلك عن طريق استدامة عملياتها المختلفة مع رفع مستويات الوعي البيئي لدي موظفيها في نفس الوقت، حيث كشفت مراجعة استخدام الكمبيوتر عن أن معظم استهلاك الطاقة يأتي من استهلاك الكهرباء وتقنية المعلومات· وتم وضع إشارات على جميع الطابعات والماسحات وآلات التصوير للحث على تقليل استخدام الطاقة والأوراق، فضلا عن مراعات أن تكون مشتريات تقنية المعلومات وفقاً لنظام نجمة الطاقة الأمر الذي يوفر 15-20% من استهلاك الطاقة· ارتفاع مستوى البصمة وقالت رزان المبارك المدير العام لجمعية الإمارات للحياة الفطرية والصندوق العالمي لصون الطبيعة: ''يضع سكان الإمارات العربية المتحدة حملاً ثقيلاً على النظام الطبيعي وذلك على المستويات المحلية والعالمية· ويمكن ملاحظة ذلك من البصمة البيئية في الدولة والتي بقيت في مستويات مرتفعة منذ تسجيلها والإعلان عنها للمرة الأولى عام ·''1998 وأضافت أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تعتبر أكبر مكونات البصمة البيئية للإمارات حيث تشكل 80% من إجمالي التأثيرات البيئية، وهي ترتبط بشكل أساسي باستهلاك الطاقة القائمة على الوقود المستخرج من باطن الأرض· ولهذا فإن أي جهود لتقليل البصمة البيئية للإمارات يجب أن تعالج مسألة استهلاك الطاقة، وخاصة النفط والغاز الطبيعي· وإن تقليل الطلب إلى مستويات مستدامة يتطلب دعماً ومشاركة من الجميع في الدولة''· وتوجهت مبارك إلى الجمهور العام بدعوتهم لتقديم دعمهم ومشاركتهم في رسالة الحملة والمشاركة بموقعها على شبكة الإنترنت· تغيير إيجابي ويعمل الموقع الإلكتروني للحملة www.heroesoftheuae.ae عــلـــــــــــى تعريف الزوار بحجم مشكلة استهلاك الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأثرها على البيئة· كما أنه سيقدم رسائل منطقية بسيطة تبين المبالغ التي يمكن توفيرها من خلال القيام بتغييرات بسيطة جداً في السلوكيات الاستهلاكية من أجل توفير الطاقة، مع التأكيد على أن الفعل مهما كان صغيراً سيؤدي بشكل جماعي إلى إحداث تغيير إيجابي كبير· كما يحتوي الموقع على ''حاسبة الكربون'' التي تبين كمية الطاقة والتوفير المادي الناتج عن عدد من الإجراءات المحددة، كرفع درجة حرارة مكيف الهواء بضع درجات، أو استخدام مصابيح الإضاءة التي توفر الطاقة، وإطفاء الأجهزة الكهربائية المنزلية· وتبين الحاسبة، والتي تم تطويرها خصيصاً للمنازل في الإمارات، أن مثل هذه الخطوات البسيطة يمكنها تقليل فاتورة الاستهلاك السنوي لمنزل متوسط مؤلف من غرفتي نوم بحوالي 2,200 درهم إماراتي· يشار إلى أن البصمة البيئية للفرد في الإمارات هي الأعلى في العالم، ما يعني أن السكان هنا يستهلكون الموارد الطبيعية بمعدلات أعلى بكثير مما يفعل الأفراد في الدول الأخرى· وفي الوقت ذاته فإن الدولة ستصبح عرضة لمواجهة أقسى آثار الاحتباس الحراري، كفصول الصيف شديدة الحرارة، وندرة المياه العذبة، والمزيد من الظروف المناخية القاسية، وارتفاع مستويات سطح البحر· وقد حظيت حملة ''أبطال الإمارات'' حتى الآن بدعم من وزارة البيئة والمياه، وزارة الطاقة، هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'' وشركة أبوظبي للإعلام ما يبين الالتزام الكبير بالحفاظ على بيئة مستدامة في دولة الإمارات· وكان تقرير ''الكوكب الحي'' الذي نشرت تفاصيله في أكتوبر الماضي أظهر أن البصمة البيئية للفرد في الإمارات تدنت من 11,9% هكتار عالمي إلى 9,5% هكتار، علما أن هذا التدني يأتي نتيجة إطلاق الدولة لبصمتها البيئية في العام ،2007 وإعادة تقييم البيانات الخاصة بالإمارات، حيث أصبحت الإمارات بعد إطلاق البصمة البيئية عام 2007البلد الثالث في العالم من حيث إجراء الأبحاث المعمقة حول بصمتها البيئية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©