الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدرامـا العربية.. مشاهـد صادمة وألفـاظ مبتذلة وتحريض على العنف والبلطجة

الدرامـا العربية.. مشاهـد صادمة وألفـاظ مبتذلة وتحريض على العنف والبلطجة
4 يوليو 2015 23:05
نماذج الشخصية المصرية يرى الناقد طارق الشناوي أن بعض الأعمال الدرامية في الأعوام الأخي رة أظهرت بعض نماذج الشخصية المصرية التي تنطوي على قدر كبير من الفجاجة والابتذال، سواء في سلوكها أو مفرداتها، والتي بدت صادمة للجمهور، وأن الدراما طوال تاريخها تقوم على الشخصية السلبية المثيرة للجدل، كما أن الشخصية النموذجية لا تثير شهية الكاتب، لأنه لا يجد بها ما يقدمه فضلاً عن أن المشاهد لا يتفاعل مع الشخصية الطيبة كما يتفاعل مع الشخصية المختلفة، وبما أن تلك النماذج موجودة بالفعل في حياتنا فلابد من تقديمها، وعلى الجميع أن يدرك أن الفن عمل افتراضى من حق صناعه أن يظهروه من وجهة نظرهم، وعندما تظهر فيه شخصية سلبية أو منحرفة، فهي بالتأكيد لا تمثل الشخصية المصرية أو الشريحة الأغلب في المجتمع. إسفاف كوميدي لم تخلُ أيضاً المسلسلات الكوميدية من الألفاظ والإيحاءات الخارجة والإسفاف، كما جاء في «لما تامر ساب شوقية» لـ مي كساب ورجاء الجداوي وبيومي فؤاد، و«يوميات زوجة مفروسة أوي» لـ داليا البحيري وخالد سرحان وسمير غانم ورجاء الجداوي، و«يا انا يا انتي» لـ فيفي عبده وسمية الخشاب. جمال سالم: أتمنى أن نرتقي بالجمهور عن رأيه فيما تقدمه الدراما العربية في الموسم الرمضاني لهذا العام، أوضح الكاتب الإماراتي جمال سالم، أن الدراما العربية أصبحت الآن تتناول موضوعات جديدة وتعكس الواقع المعاش بعكس السنوات السابقة، وهذا يحسب لها، لافتا إلى أن ظهور اعتراضات من البعض على الموضوعات المطروحة، أمر طبيعي. وقال جمال الذي تولى كتابة مسلسل «شبيه الريح» هذا العام: أنا ضد الألفاظ المبتذلة بحجه الواقعية، فأتمنى أن نرتقي بالجمهور ونقدّم له أعمالا وموضوعات هادفة، خصوصا أن لديه ما يكفيه من مصائب وعنف في الواقع المعاش، محملاً المسؤولية للمحطات الفضائية التي هي الحكم والفيصل لما يقدم إلى المشاهد العربي. دعوات إلى المقاطعة تعرضت غالبية المسلسلات التليفزيونية، التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي لانتقادات لاذعة سواء من الجمهور العادي أو المتخصصين من النقاد والمخرجين، والمؤلفين أو أساتذة الاجتماع وعلم النفس. واللافت أن نقابة المهن التمثيلية أصدرت بعد بث الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان بياناً دعت فيه إلى مقاطعة الأعمال التي تسيء إلى أخلاق المبدعين، وجاء فيه:« تابع أعضاء النقابة ببالغ الأسف بعض المسلسلات، التي تعرض مشاهد غير لائقة وغير مبررة درامياً وعلى طريقة الكباريه، مما يفسد الذوق العام ويخلط الإبداع المتحرر في أذهان الجماهير بالإثارة الرخيصة، وهو ما يشوه جهود الفنانين المتحررين أصحاب الرسالة، ويساوي بينهم وبين الباحثين عن الشهرة والمال دون مراعاة لأي قيم جمالية أو فكرية أو اجتماعية». ودعت النقابة أعضاءها إلى عدم التورط في إفساد الذوق العام، وتشويه الخطاب الاجتماعي المنتمي الذي يناسب الشخصية المصرية. إفساد الأخلاق والذوق العام أكد الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسى في جامعة القاهرة، أن فئات عدة من المشاهدين تجذبهم الدراما المتحررة من الضوابط، ومنها الأطفال والمراهقون والشباب الذين يمثلون ما يزيد على نصف المجتمع، وأن ما يعتقده أي مخرج يقدم في مسلسله تفاصيل تعاطي المخدرات وشعور النشوة الذي يعقبها أنه ينقل الواقع ، فهو على خطأ لأنه في الحقيقة يروج لها بما يحققه من تأثير سلبي سريع مباشر على المشاهدين يدفعهم لتجربته، كما أن مشاهد العري والشتائم البذيئة التي تواجدت بكثافة في مسلسلات رمضان تؤدي تدريجياً إلى إفساد الأخلاق والذوق العام وتدهور لغة الحوار بين فئات المجتمع، لكون أبطالها من نجوم الفن الذين يكن لهم الناس المحبة والإعجاب في قلوبهم، ولذلك يقلدونهم في كل ما يصدر عنهم في مسلسلاتهم على اعتبار أنهم القدوة، وبدلاً من ارتقاء الدراما بالمجتمع تقوم بتدميره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©