الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العباس أبو الفضل.. ساقي الحرمين

4 يوليو 2015 21:00
محمد أحمد (القاهرة) العباس بن عبد المطلب صحابي جليل، يكنى «أبا الفضل» كان وصولاً للرحم والأهل لا يضن بجهد ولا مال، فطناً إلى حد الدهاء، له مكانة رفيعة في قريش، تربى بين أبيه وأمه وأخواته في مكة بالقرب من الكعبة فتعلق بها، وكان يذهب إليها في سن الثالثة عشرة . مات أبوه، فرباه أخوه أبو طالب مع ابن أخيه «محمد»، فتشاركا في صباهما وشبابهما ورجولتهما، وكانا معاً في رحلات قوافل التجارة. تولى العباس سقاية الحجيج وعمارة المسجد الحرام خلفا لأبيه، وهو عم النبي ويكبره بثلاثة أعوام، قال عنه الرسول: «أجود قريش كفا وأوصلها، هذا بقية آبائي»، فقد ولد في العام 51 قبل الهجرة 573 م وإليه ينتسب الخلفاء العباسيون. سئل العباس: «أيكما أكبر، أنت أم رسول الله، قال: هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله، قالها رضي الله عنه تأدباً ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم. أسلم العباس قبل الهجرة وكتم إسلامه في بداية الأمر، خوفاً من بطش أخيه أبي لهب وأخذ عهداً على نفسه أن يكون ناصراً لابن أخيه وإن بقي إسلامه سراً. في معركة بدر الكبرى أعدت قريش جيشاً لقتال المسلمين، وساروا في اتجاه المدينة، إلا أن أبا جهل نادى فيهم: «لماذا لم تشركوا بني هاشم في قتالكم فأسرع بعضهم عائداً إلى مكة فأحضروا معهم رجالاً من بني هاشم، وكان منهم العباس وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب. علم الرسول أن بني هاشم أُكرهوا على القتال ضده، فأوصى بعدم قتلهم وقال: «إني عرفت رجالا من بني هاشم وغيرهم أخرجوا كرها، فمن لقي أحداً من بني هاشم فلا يقتله». في هذه المعركة أُسر العباس، وبعض من بني هاشم وأوثقوهم برباط متين إلى أن يدفعوا الفدية، لكن الرسول بات ساهراً لا ينام، فقال أصحابه: يا رسول الله، مالك لا تنام؟، فقال «سمعت أنين العباس في وثاقه»، فقام أحدهم وخفف عن العباس وثاقه، فقال النبي: «فافعلوا ذلك ببقية الأسرى». وكان على أسرى بني هاشم أن يفتدوا انفسهم مثل غيرهم، فقال النبي للعباس: «يا عباس فإنك ذو مال»، فقال العباس: «يا رسول الله، إني مسلم، ولكن القوم استكرهوني على مصاحبتهم». ولم يكن النبي يعلم حقيقة إسلام العباس، فقال له: الله أعلم بإسلامك، إن يك ما تذكر حقا، فإن الله يجزيك، فأما ظاهر أمرك، فقد كان علينا، فافد نفسك». عاد العباس إلى مكة بعد أن افتدى نفسه وابن أخيه وحليفه، ولم يجهر بإسلامه، وكان قد أعلن الشهادة أمام النبي، فقد كان الرسول يجد في بقائه في مكة خيراً للمسلمين لينبئهم بأخبار قريش وما انتووه. وعندما دخل جيش المسلمين مكة وحطم أصنامها أعلن العباس إسلامه، وكان واحداً من الجيش في غزوة حنين وكان له موقف بطولي حين تفرق المسلمون، فاستعادوا وحدتهم عندما ثبت العباس فجاهدوا وانتصروا. في خلافة عمر بن الخطاب وفي عام الجدب أو عام الرمادة 18هـ ذهب الناس إلى عمر رضي الله عنه يقولون: «يا أمير المؤمنين، كان الرسول يستسقي لنا، والرسول مات، فماذا نفعل ليستجيب الله لصلاتنا؟، وتقدم أحدهم وقال «كان بنو إسرائيل يستسقون بعصبة الأنبياء، وإن بيننا العباس عم الرسول». صلى عمر مع العباس رضي الله عنهما بالناس صلاة الاستسقاء ودعا ربه: «اللهم إنا توجهنا إليك بعم نبينا فاسقنا الغيث، اللهم إليك نشكو الجوع والظمأ، فأغثنا»، فاستجاب الله لدعائهم وسقطت الأمطار، وأصبح المسلمون ينادون العباس «هنيئاً لك يا ساقي الحرمين». توفي العباس سنة 32 هـ «635م» في عهد عثمان بن عفان ودفن بالبقيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©