الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان شهر القرآن.. واتصال الأرض بالسماء

4 يوليو 2015 23:04
أحمد محمد (القاهرة) القرآن العظيم، كلام الله لا يشبهه كلام ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، ورمضان شهر القرآن، ومن أفضل ما تعمر به الأوقات في هذا الشهر الاهتمام بالقرآن حفظاً وتلاوة وتدبراً وعملاً، وأخبر سبحانه بخصوصية شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه، وربط بين صوم رمضان، والقرآن الكريم، فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ...)، «سورة البقرة: الآية 185»، وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، «سورة القدر: الآية 1»، وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ...)، «سورة الدخان: الآية 3»، فأهل الصيام هم أهل القرآن، وشهر رمضان فرصة لمدارسة القرآن ومعرفة أحكامه، ولم يقتصر الأمر على التلاوة. الكتب الإلهية يقول ابن كثير، يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينها لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء، وقال الإمام أحمد بن حنبل، عن ابن الأسقع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان». وقال ابن عباس، أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، وقال، أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئاً أوحاه. أول آية في ليلة السابع عشر من رمضان، والنبي صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره، أذن الله عز وجل للنور أن يتنزل، ونزلت أول آية من الكتاب العظيم في هذا الشهر العظيم، وشهدت أيامه المباركة اتصال الأرض بالسماء. وتنزل الوحي بالنور والضياء، فأشرقت الأرض بنور ربها وانقشعت ظلمات الجاهلية، ليلة ذلك الحدث العظيم لم تشهد الأرض مثله في عظمته ودلالته وآثاره في حياة البشرية، فأصبح رمضان شهر القرآن، ورمضان وإن كان موسما لسائر العبادات، فإن للقرآن فيه مزيد مزية وخصوصية. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كتابُ الله حبلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض»، فيه قشعريرة تسري في أوصال الإنسان حين يسمع القرآن، يقول تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ...)، «سورة الزمر: الآية 23»، فشأن القرآن عظيم ومكانته عالية، هو سبيل عز الأمة، وأساس سعادتها، وطريق فلاحها في الدنيا والآخرة. القراءة في المصحف وكان السلف رضوان الله عليهم يتلون القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها، قال الزهري، فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام، وكان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وسفيان الثوري يترك جميع العبادة ويقبل على قراءة القرآن. ويقول عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل الثمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مُر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©