الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«المغرب في أبوظبي» يستعيد زمن الراوي واحتساء «الأتاي»

«المغرب في أبوظبي» يستعيد زمن الراوي واحتساء «الأتاي»
15 ديسمبر 2016 23:24
أبوظبي(الاتحاد) على أنغام الموسيقا وبين زوايا أروقة فعالية المغرب في أبوظبي، هناك قسم خاص لروي الحكايات المغربية القديمة، فعلى كرسيه يجلس متربعاً العم راشد عثماني، ليروي لزوار الفعالية حكايات مغربية أصيلة نحتها الزمان في ذاكرته العامرة بالمغامرات، فمع كل كأس من الشاي يصب إليك قصة عاصرها هو أو أحد أجداده المشهورين بصنع الشاي المغربي. «الأتاي» كما يسميه المغاربة هو الشاي الأخضر، ليس مجرد شاي تحتسيه على عجل، فمع كل رشفة تسافر إلى بلد الحكايات والجمال، إلى بلد امتزجت به العراقة والأصالة، لتشكل خليطاً من التراث المعاصر. وقال العم راشد عثماني، إن له مكانة خاصة، ليس فقط في موائد الطعام، وإنما في دواوين الشعراء والأدباء، الذين أفرد كثير منهم لهذا المشروب قصائد شعرية وزجلاً ومتوناً لم تترك صغيرة ولا كبيرة عنه إلا وأبرزتها، فمعه تتجمع العوائل، وتقام المناسبات، ويؤنس المسافر في رحلته.. وإنه يمكن تمييز الشاي المغربي المعد بشكل جيد من رائحته، كالنعناع أو السالمية، العطرشة، الصوفي، العبدي والشيبة، وغيرها من الأعشاب الطبية والعطرية التي يضيفها المغاربة إلى «حبوب أتاي» كخصوصية محلية دوائية وذوقية، لافتاً إلى أنه حتى بالنعناع نفسه تجد اختلاف الأنواع بين مدينة وأخرى، لذلك تتنوع خلطات «أتاي» التي يعترف الجميع بجانبها الصحي. رمز الترحيب وأوضح أن الشاي المغربي يعتبر رمزاً للترحيب وحسن الضيافة، وإنه أول ما يقدم إلى الضيوف، إذ لا يمكن أن تدخل بيتاً سواءً كان أهله فقراء أم أغنياء إلا وسارعوا إلى إحضار صينية الشاي، فيعتبر من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف ويذهب إلى حال سبيله من دون أن يتناول كأساً من الشاي، لافتاً إلى أنه يشرب ساخناً للدلالة على حرارة الاستقبال ودفء المودة، كما تتنوع طرق إعداده من منطقة إلى أخرى. وللشاي طقوس مغربية جميلة، فعند قدوم الضيف يشرع بإعداد الشاي على مهل في جلسة تسامر فيقلب الشاي ويطهى على نار هادئة ويصب في الكؤوس بطريقة فريدة، إذ يرفع صبابُ الشاي البرادَ عالياً فيصدر صوتاً أشبه ما يكون بالسمفونية الكلاسيكية في آذاننا كمغاربة، يرفع البراد غاية الحصول على رغوة فوق سطح كوب الشاي تسمى «الرزة» أي العمامة، وهي دليل على أن مشروب الشاي فاخر وناجح، فيسكب للشارب نصف كأس من الشاي، فمن قلة الذوق أن تملأ الكأس عن آخره، لما لذلك من إيحاء من صاحب الدعوة أن الضيف ثقيل أو غير مرحب به فتملأ له الكأس ليشرب ويغادر بسرعة، عكس المرحب به، تسكب له نصف كأس تلو كأس تلو كأس دلالة على الاستئناس بوجوده. أوانٍ وأوضح أن ما يميز الشاي المغربي عن العادي هو الأواني التي يقدم ويصنع بها الشاي، والتي تعود بشكل رئيس إلى سبب انتشار الشاي في المغرب، فعلى مدى قرنين من الزمن أي منذ القرن الـ19 برع أصحاب المهن في صنع الأدوات المستعملة لتحضيره وتقديمه، كالصينية والبراد المصنوعين من معدن الفضة الخالصة، أو من معدن مشابه له، والخاصية المشتركة بينهما هي اللمعان. وقال: «أما بالنسبة إلى كؤوس الشاي، فتلك حكاية أخرى لا تقل سِحراً وجماليةً، كونها مزخرفة وملونة وتصف فوق الصينية بعدد لا يقل عن خمس كؤوس حتى وإن كان الضيف شخصاً واحداً، إذ من غير اللائق أن يوضع عدد محدود من الكؤوس في الصينية»، موضحاً أن المغاربة يطلقون أسماء معينة على هذه الكؤوس، مثل كأس «حياتي»، وهي كأس صغيرة الحجم من الزجاج الشفاف، للاستعمال اليومي، أما كأس «البلار» فهي كأس ملونة غالية الثمن تستعمل في المناسبات. «كأنك في المغرب» أشار العم راشد، إلى أن تقديمه كأس الشاي المغربي للزوار يسعده ويعتبر مصدر إلهام ليستعيد الكثير من حكاياته التي توارثها عبر الزمن من أجداده، لافتاً إلى أن اللجنة المنظمة للفعالية هذا العام حرصت على أن تكون زاوية الشاي متنوعة، من خلال العناصر التي تم إضافتها لتمكن الزائر من الشعور وكأنه في المغرب، خاصة أن جميع المواد المستخدمة في إعداد الشاي قد تم إحضارها من المغرب، كما أضفنا هذا العام مجموعة من الألعاب التي تمكن الزائر من احتساء كأس الشاي وهو يلعب الشطرنج مثلاً، بالإضافة إلى الشاشات التفاعلية التي يعرض من خلالها مقاطع فيديو لجميع قرى ومدن المغرب، ليحظى الزائر بأكبر قدر من التفاعل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©