الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوصلة أميركا تتجه يساراً

21 يناير 2014 23:57
ستيف روزنتال مفكر استراتيجي أميركي حتى وقت قريب كان الجميع يعلن أن السياسة الأميركية قضية خاسرة للتقدميين. فكان من المفترض أن اليمين المتدين يحظى بهيمنة كبيرة على الانتخابات. وقد تسبب حزب الشاي في إغلاق الحكومة وأزعج الديمقراطيين والجمهوريين. وتبنت وسائل الإعلام والجمهور العام مقولة رددها المحافظون وقادة الرأي، وهي أن الولايات المتحدة دولة «يمين الوسط». ولكن بعد أن حصد المرشح الديمقراطي للرئاسة أكثر من 50 في المئة من الأصوات في ضربتين حاسمتين متعاقبتين، وكان فرانكلين روزفلت هو آخر من حقق إنجازاً مثل هذا، يستحق الأمر التشكيك في زعم غلبة «يمين الوسط» هذا. وقد أصبحت البلاد أكثر تنوعاً وحصة البيض في التصويت تتضاءل ومعها قاعدة المحافظين. فمع تغير بنية الهرم السكاني تتغير التفضيلات السياسية، وفي هذه الحالة تتجه يساراً. وتكشف عملية فحص مدققة للاتجاهات الأميركية في العقد الماضي وما قبله أن الولايات المتحدة تتجه باطراد نحو الأفكار التقدمية. وعلى مدار عشر سنوات أو نحو ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي على مستوى البلاد أن الجمهور أصبح أكثر ليبرالية في قضايا عدة، منها الهجرة. ففي آخر مرة بحثت فيها البلاد إصلاح نظام الهجرة في عام 2006 قال 52 في المئة ممن خضعوا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة «جالوب»، إن الأولوية يجب أن تكون لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بينما فضل 43 في المئة أن تكون الأولوية للتعامل مع المهاجرين الذين هم بلا وثائق، والمقيمين في البلاد بالفعل. ولكن عندما طرحت «جالوب» السؤال نفسه في يوليو الماضي، انقلبت الأرقام، فقد قال 55 في المئة إن التركيز يجب أن ينصب على المهاجرين الموجودين هنا بالفعل، بينما قال 41 في المئة إن الأولوية يجب أن تكون لتعزيز أمن الحدود. وتغيرت أيضاً آراء الأميركيين بشأن نفوذ الشركات الكبيرة. فقد تقلصت ثقة الأميركيين في الشركات العملاقة منذ عام 2002 عندما قال 50 في المئة في استطلاع لـ«جالوب» إنهم «راضون جداً أو بدرجة ما» عن نفوذ الشركات الكبيرة. ولكن الرقم هبـط إلى 29 فـي المئـة عام 2011، وأصبح 30 فـي المئـة عـام 2012. وفي الانتخابات في الآونة الأخيرة، تحولت ولايات كانت ذات يوم جمهورية حمراء لا لبس فيها في الانتخابات الرئاسية، ومنها كولورادو ونورث كارولينا ونيفادا، إلى ولايات يتقاسمها الحزبان، أو ولايات ديمقراطية زرقاء بقوة. وفي ولاية «أيوا» المتأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، أقنع تطرف المناخ في الآونة الأخيرة المزيد من الناس بأن ما يقوله العلم بشأن تغير المناخ حقيقي فعلاً وليس مجرد ادعاء وقد أظهر استطلاع سنوي للرأي أجرته العام الماضي جامعة ولاية «أيوا» على عينة من المزارعين وهم جماعة من المحافظين تقليدياً، أن نسبة من يعتقدون بوجود تغير المناخ بلغت 74,3 في المئة في قفزة من 67,7 عام 2011 عندما طرح السؤال هناك لأول مرة. وينبغي أن يصبح ميل الأميركيين إلى اليسار مؤشراً هادياً للسياسيين. فبعد أن علم الديمقراطيون أن معظم الأميركيين يؤيدونهم، فما من حاجة بعد لأن يخشوا خوض السباقات الانتخابية بالترويج لمعتقداتهم. ويجب عليهم أن يتوقفوا عن السماح للمصالح الخاصة في اليمين بأن تعتقل الأفكار والمثل، وأن يبدأوا بالإنصات للناخبين. فقد سئم الناخبون الأميركيون من عرقلة الخطط السياسية والسياسات المحافظة التي شلت حركة البلاد. إنهم يريدون توجهاً جديداً. وأمام التقدميين فرصة سانحة ليس فقط ليدخلوا التيار السياسي العام، بل أيضاً ليقودوا ويشكلوا الرأي العام. والرئيس أوباما بدأ يفعل هذا في الشهر الماضي بكلمة انتقد فيها التفاوت في الدخول. وينبغي على الديمقراطيين كي يحلوا مشكلة الاستياء من الأوضاع الاقتصادية، أن يفتحوا باب النقاش للحلول الشعبوية، مثل زيادة الحد الأدنى للأجور وزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبيرة وإعادة بناء البنية التحتية والاستثمار في التعليم ودفع أجور للعمال أثناء مرضهم. ولم يعد سراً أن الأميركيين يتوقون للعثور على حلول، ويتجهون يساراً ليجدوها، وعلى السياسيين الأذكياء أن يسبقوهم هناك. «ينشر بترتيب مع «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©