عدد اليوم
لا الخسارة من ترينداد وتوباجو تجعلنا نغمس في محبرة اليأس لنكتب بقساوة، أن الأبيض أبعد ما يكون جاهزية وجرأة وجسارة، ليكون منافساً بقوة على لقب كأس أمم آسيا، التي ستكون على أرضه، محمية من هوائه، ومتدفقة بشلال جماهيره، ولا الفوز بالثلاثية على منتخب لاوس في آخر التجارب الإعدادية، يكفينا لنقول إن ما كنا نراه مختلاً في أداء الأبيض قد استقام، وما كان اهتزازاً تكتيكياً وزال، وآن الأوان لننام في العسل بعد ليال من الكوابيس.
لا شيء يدفعنا للجزم أو القطع بأي حكم من الأحكام، سوى أن نكون بقلوبنا وبكل جوارحنا مع الأبيض بلا قيد أو شرط، فلا وجود لمساحة زمنية نستطيع من خلالها أن نعيد بناء منظومة الحلم الآسيوي، ولا وقت للإمعان في إبداء التشاؤم، من فرط ما شاهدناه في كل التجارب الأخيرة للأبيض، وهو مرعب وباعث على الخوف.
وعندما أستمع للمقاربة الفنية لرجل القرار الأول على مستوى منظومة التحضير، المدرب زاكيروني، أقتنع بأن هناك متواليات منطقية في بناء منظومة التجهيز، باحترام كامل لكل القواعد التي بات المدربون يخضعون لها منذ أن عمد الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى وضع رزنامة زمنية للمواعيد الكروية الدولية على مدار السنة، وأقتنع بأن الجدولة الموضوعة لتأهيل الأبيض من النواحي كافة، للموعد الآسيوي فيها احترام كبير للضوابط الحديثة في مجالات التحضير وفيها كثير من الاحترافية في ترتيب التجارب وتوزيعها زمنياً.
ولئن كان زاكيروني قد اختار لودياته الثلاث الأخيرة منتخبات لا هي آسيوية ولا هي بمقاسات عالمية، فإنه بكل تأكيد حرص على تنويع المزج وعلى مواجهة مجهول، وحرص أكثر من ذلك على اعتماد التدرج في قوة المحكات الودية، لوضع الأبيض على خط تصاعدي، بهدف الوصول إلى أفضل جاهزية ممكنة يوم يواجه البحرين في افتتاح كأس آسيا مطلع العام المقبل.
لا زاكيروني حاد عن منهج عمل يؤمن به ولا هو تخلى عن عناصر النجاح التي تشربها عبر سنواته الطويلة في ملاعب كرة القدم، ولا نحن كإعلاميين تجنينا على زاكيروني وعلى الأبيض عندما مارسنا حقنا في نقد الظواهر وفي القراءة الصارمة لمضامين التجارب التي خاضها الأبيض حتى الآن وما خلص إليها، فإن قوي النقد واشتعل، فلأن الكل يعتبر أن إقامة كأس آسيا على أرض الإمارات بالجيل الذي يتوفر للأبيض، هي فرصة تاريخية للقبض على لقب ظل هارباً لسنوات.
